رغم قساوة الصبر الأخضر وشوكه وصموده على أسوار الحقول ورغم نموه في جفاف الأرض .. إلا أنه ينتج عنه ثمار يتغير لونها كلما نضجت لتعطينا أروع الثمار ، تعيدنا لأجمل الذكريات فيها رائحة يميزها عشاقها الذين يتقنون قطفها وذاقو حلاوة طعمها ... فيها تتجمع مشاعر الحب للأرض والأهل والزمن ....... هكذا رمضان رغم وجود قسوة في مظهره الخارجي من حرمان لذة الطعام وبارد الشراب .. إلا أنه له حلاوة لا يستشعرها ولا يتذوقها إلا الصائم الذي جرد نفسه خلال الصيام من حب الهوى إلى حب الطاعات والعبادات وأحسن الأخلاق والعطاء والايثار والصبر عن الملذات والبعد عن الكذب والرياء فتصبح القلوب رقيقة ... والكلمات حانية رفيقه .. لتغرب الشمس بين أحضان شفق مبهج برتقالي اللون كلون ثمرة الصبر الحلوة من الداخل .. تأذن لنا أن نستدير بحب وجمال أسري يأسر القلب جمالا على مائدة إفطار مهما كانت بساطتها... تتزين بأكواب الماء وألوان العصائر وحبات التمر المتلألئة بانتظار الأذان بين شكر لله على مارزق ودعوات بقلوب تسأل الله القبول .
"صياما مقبولا "
بقلم/ رائده سلامه