بعد معاناة وعمل .. بعد الإفطار وغسل الصحون وتنظيف المكان ، كانت الأم مرهقة تجلس على كنبة مريحة تلتقط أنفاسها .. نادت الأم طفلتها قائلة لها : أحضري لي تفاحة ياماما .. (وكان هناك تفاحتين في الصحن ) ... سألتها اي واحده تريدين ؟ أجابت بدعابة متعبه : الأحلى ياماما ... حضرت الطفله وبيدها التفاحتين وقد أكلت من كليهما وأعطت أمها واحده ... صرخت الأم في وجهها وهي تمسك يديها عن ضربها وكانها تفرغ مابداخلها من أفكار وهموم : لماذا أكلت من التفاحتين ؟ هل تبخلين علي بتفاحه كامله؟ هل انت طماعه إلى هذا الحد ؟ أنا أعمل طول النهار من أجلكم و....و.......... لماذا ؟
أجابتها بصوت منخفض خائف تخنقه العبرات : أردت أن أختبر التفاحتين أيهما أحلى حتى أعطيك إياها ....
كثير من المواقف تحدث بنية سليمه.. غير أنا لانفهم قصد الآخرين ولا الهدف من الفعل الذي حدث فيحدث التصادم ..ولو لم تعبر الطفله عن سبب فعلها لبقيت الأم غارقة بشعور التهميش الذي يقودها للاحباط وجلد الذات ولوم الآخرين والتذمر .... ولبقيت الطفلة منطوية على نفسها لاتعرف ما الذنب التي ارتكبته، وإذا تراكمت المواقف تصبح مليئة بالعقد النفسية .
الأمر ببساطه فلنتغير ولنعبر عما بداخلنا ...فلندع الآخرين يعبروا عن أسباب تصرفاتهم دون خوف أو حرج ... ولننظر للمواقف بأعين الآخرين حتى نفهمهم ... فالرحمة رحمه ...
مساؤكم فطنه .
"تقبل الله صيامكم"
بقلم / رائدة سلامة