أخــوتــي.. أخـــــواتـــــــي ..إلــى من جمعتهم الظروف في بيوتهم مع اسرهم .. إلى جميع الآبآء والأمهات ...السلام عليكم .. اكتب لكم بهذا العدد مقالأ استثنائيا خارجا عن المألوف بقلوب تترقب القادم وتسال الله الحفظ والسلامه .. تتضرع لله أن تنفرج الغمامه السوداء عن كاهل الارض وعن البشر ... لاشك ان القلق بات يسيطر على أغلب الأسر كما البلدان .. لكننا في هذا المقال نناقش حقيقة واقعة في معظم البيوت التي تحتوي على أطفال ... السؤال المطروح الآن كيف يشرح الوالدين الوضع الراهن للأطفال .. كيف تشرحون طبيعة المرحله الحاليه بتعقيداتها .. وكيف نجعلهم يستوعبون مايجري بطريقه بسيطه وغير مخيفه ولا مزعجه ؟
لا شك أن هناك تغيير كبير في عاداتنا .. أعمالنا اليوميه ...وجود أفراد الأسره معا ولفترات طويله.. النشرات الإخباريه المكثفه .. ملامح التوتر على وجوه الوالدين ..الخوف .. تحفيزهم على تعقيم اليدين بكثره .. مراقبه الاهل للأطفال باستمرار بصوره لم يسبق لها مثيل .. عدم الخروج ..عدم الذهاب للمدرسه.. كل ذلك عوامل تؤثر على الطفل البريء فتقلقه وترعبه .
نعم نحن قلقون ولكن لابد أن ننظر إلى المصلحه العامه لنا ولأحبتنا فلذات اكبادنا ، لذلك بداية قبل التعامل مع من حولنا يجب أن نحاول ان نكون في إتزان نفسي ، فلا بد أن نؤمن بقضاء الله ونتبع خطوات السلامه ونجتهد بالدعاء ، ونكون على قناعه بأن التوتر الزائد يؤثر على الجميع بإضعاف المناعه ومقاومة الأمراض ونحن نعلم ان قوة المناعه هي من أهم عوامل الوقايه او تعدي المرض بسلام وتحدي الفايروس ... إذا من مسئوليتنا أن نصل بالأسره إلى نوع من الطمأنينه التي لها دور إيجابي في تقليل فرصة الإصابه بإذن الله .
ولأن الأسر غالبا تحتوي على أعمار مختلفه من الأبناء فلا بد من أخذ الإعتبار لعدة نقاط نصل لشرح مبسط لأذهانهم عن ما يجري حولهم من أحداث :
أولا :مخاطبتهم حسب أعمارهم بحوار يناسب المستوى الإدراكي والذهني والعاطفي مع الأخذ بالاعتبار أن نتقبلهم ونتقبل حيرتهم وخوفهم حتى نصل بهم إلى حالة الإطمئنان النفسي ..
ثانيا: نبسط فكرة الخوف من المرض .. لاشك أن أحدا من أفراد الأسرة في السابق أصابه البرد أو الأنفلونزا أو ارتفاع الحراره ومايصاحبها من آلام .. نربط هذا الموقف والألم بالوضع الحالي وأننا نأخذ إحتياطاتنا حتى لا نصاب بمرض مشابه أو ننقل العدوى لأحد.
ثالثا: نربط موضوع التعقيم أو النظافه وغسل الأيدي باتباع تعاليم الدين والأجر .
رابعا: نحاورهم بطريقه ذكيه فنبين للأطفال انه لاخوف عليهم حسب الإحصاءات فالمرض نادرا مايصيب الأطفال ولكن لانريد منهم أن ينقلو هذا الفايروس بسبب إهمالهم للتعقيم وغسل الأيدي إلى أشخاص يحبونهم من الكبار سواء من الأهل أو الجيران فتؤثر على صحتهم وحياتهم .
خامسا: نوضح لهم أن هذا الوضع جديد ومؤقت لابد ان نتعامل معه حتى يزول بإذن الله .
سادسا: ممكن تبسيط المسأله بالأفلام التوعويه والكارتون الذي يصور الجراثيم والميكروبات والفايروسات وكيف يتخلص منها الأطفال بغسل الأيدي والتعقيم .
سابعا: مخاطبة كل طفل حسب نمطه الشخصي يوفر الكثير للوصول للهدف المنشود من التوعيه والطمأنينه فمنهم من هو حسي يحتاج لحضن وحنان وتشجيع... ومنهم البصري الذي يستوعب برؤية الاشياء والحركه السريعه والصوت العالي.. ومنهم السمعي الذي تتفاهم معه بالحوار والنقاش الواضح والوسطي النبره .
أخيرا علينا إن يكون حوارنا مع أنفسنا ومن حولنا ايجابيا .. جلوسنا بالبيت لفتره وضع جديد على كثير من الناس لكنه فرصه للتواصل المباشر مع العائله .. انتشر على مواقع التواصل أن طفله تسأل والدتها هل والدها أصبح يسكن معهم ؟ .. وهذا الواقع الأليم لتفكك بعض الأسر قبل الوضع الراهن وعدم إستطاعتها التواصل المباشر لأسباب عده قد تكون خارجه عن الإراده منها العمل الطويل ونوم الأطفال باكرا للذهاب للمدرسه في يومهم التالي ،قد تمر أيام لايرى الآباء أبنائهم والعكس ... لذلك ..(( اصنع من الليمون شرابا حلوا)) .. دعونا نستغل هذه الفرصه المؤلمه في جملتها أن تكون أملا في إحداث التغيير الإيجابي... بداية التقرب للطرف الآخر "شريك الحياه" بحب وموده ، دعوا أبنائكم يرون الحب في علاقتكم كوالدين لأن ذلك يزيد الطمأنينة والأمان في قلوبهم الصغيره .. وتقربوا للأبناء بحب وحنان وبهدف بناء استيراتيجيات جديده للأسره وآمال وطموحات مشتركه كل يعبر عن رأيه ورؤيته لمستقل يراه في أعماقه .. بذلك يبدأ الهدف بالتبلور لوجود أسره مترابطه يتمنى كل فرد فيها السلامة والسعادة للجميع .
أعانكم الله وفرج عن الجميع هذه الغمه ووقاكم وأحبتكم من كل سوء .. نتمنى أن نلقاكم في العدد القادم وأنتم جميعا بصحه وعافيه .. دمتم بخير بحفظ الله .