كشف تقرير أولي صادر عن مجلس سلامة النقل الكندي، اليوم الخميس، عن تفاصيل جديدة حول حادث احتراق طائرة تابعة لشركة “دلتا إيرلاينز” أثناء محاولتها الهبوط في مطار تورونتو الشهر الماضي، حيث سجلت الطائرة معدل هبوط مرتفع قبل أقل من ثلاث ثوانٍ من ملامستها أرض المدرج.
وقع الحادث في 17 فبراير/شباط عندما كانت الطائرة، وهي من طراز بوينغ 717، قادمة من مينيابوليس بالولايات المتحدة، وعلى متنها 76 راكبًا وأربعة من أفراد الطاقم. وعلى الرغم من انقلاب الطائرة واندلاع النيران فيها بعد هبوطها العنيف، نجا جميع الركاب وأفراد الطاقم، إلا أن 21 شخصًا نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج من إصابات متفاوتة.
ووفقًا للتحليل الأولي، سجل نظام تحذير الاقتراب من الأرض (GPWS) في الطائرة تحذيرًا قبل 2.6 ثانية فقط من ملامسة الأرض. في ذلك الوقت، كانت سرعة الطائرة تبلغ 136 عقدة، أي ما يعادل 250 كيلومترًا في الساعة (155 ميلًا في الساعة)، وهو معدل هبوط مرتفع نسبيًا.
وأشار التقرير إلى أن معدات الهبوط في الطائرة لم تكن في حالة استعداد كاملة عند لحظة الهبوط، ما أدى إلى ارتطامها العنيف بالمدرج. وتسبب الاصطدام في انفصال الجناح الأيمن عن جسم الطائرة، ما أدى إلى تسرب الوقود واشتعال النيران بسرعة.
وأوضح التقرير أن الطيارين حاولوا السيطرة على الطائرة أثناء الهبوط، إلا أن معدل الهبوط المرتفع أدى إلى صعوبة التحكم، ما أسفر عن انقلاب الطائرة على المدرج قبل أن تنزلق لمسافة قصيرة وتتوقف. ونجحت فرق الإطفاء في مطار تورونتو في السيطرة على الحريق خلال دقائق، ما أسهم في إنقاذ الركاب وتجنب كارثة أكبر.
وأكد مجلس سلامة النقل الكندي أنه يواصل تحقيقاته في الحادث، مشيرًا إلى أن فرق الفحص الفني تعمل على تحليل بيانات الرحلة والصندوق الأسود للطائرة، بالإضافة إلى مراجعة الإجراءات التشغيلية لشركة “دلتا إيرلاينز”.
وفي تعليق أولي، قالت شركة “دلتا إيرلاينز” إنها تتعاون بشكل كامل مع المحققين الكنديين، وأكدت التزامها بمراجعة بروتوكولات السلامة التشغيلية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
وتُعد هذه الحادثة واحدة من أخطر حوادث الهبوط في كندا خلال السنوات الأخيرة، وتسلط الضوء على تحديات التشغيل في الظروف الجوية المعقدة، لا سيما مع معدلات الهبوط المرتفعة.