آخر الأخبار

مغرب الحضارة: التفاهة تجارة لا تنفع الوطن ومؤامرة تخرب الأساس  وازع السلطان والقرآن بالمرصاد 

عزيز رباح 
الثلاثاء 25 فبراير 2025

- لاشك أن التفاهة تمثل معولا من معاول الفساد والإفساد التي تعيق مسار الإصلاح والتنمية للوطن. هذا المسار الذي كان محورا لليوم التواصلي الذي نظمه المجلس العلمي الأعلى يوم الأحد 9 فبراير 2025 ، حضره مسؤولون ومختصون عن قطاعات القضاء والأمن والاقتصاد والصحة وغاب عنه مع الأسف رأي وإسلام مسؤولي وممثلي قطاعات التعليم والشباب والإعلام!!!

- فالتفاهة تجارة ومؤامرة لها منظرون ومخططون وممولون وداعمون.. تجارة للربح المالي لأصحابها بدون فائدة للوطن والمواطنين، مؤامرة لإضعاف الإيمان بالثوابت الوطنية في النفوس ولتخريب المجتمع والأسرة والشباب.

- مع الأسف القائمون عليها لا يستحيون حتى في رمضان المبارك الذي يجب أن يكون مناسبة عظيمة لتسديد التبليغ وتسديد الإعلام وتسديد الفن من أجل ترسيخ القيم الدينية والوطنية وتقويم السلوك ونشر العلم ومحاربة الانحراف والفساد لتقوية مناعة الوطن أمام عوادي الزمن وتعزيز اليقظة الفردية والجماعية أمام المؤامرات وشحد الهمم من أجل البناء والتقدم والصعود.

- القائمون عليها هم من التيار الفاسد والمفسد ومدعوم من التيار العلماني المتطرف الذي تسلل إلى المؤسسات والتعليم والإعلام والثقافة والفن لينقلب على المجتمع والدولة معا بهدف إضعاف الثوابت في العقول والنفوس والسلوك ليتحول الوطن إلى مجرد سوق لبضاعتهم.. فهم لا يهمهم المواطن ولا المجتمع ولا الأسرة ولا الدولة.

القائمون عليها قسمان مختلفان لكن متكاملان ومتعاونان ومستفيدان.

- القسم الأول جعل من التفاهة تجارة رابحة ومدعومة بالمال العام من الوزارة الوصية والقنوات العمومية والمركز السينمائي وغيرهم والإشهار.. لا تهمه الثوابت حتى لو ردد النشيد الوطني وتمسح بالعلم الوطني ولا تهمه الأسرة ولا الشباب ولا الأخلاق.. كل ما يهمه المزيد من الربح ولو خسر الوطن أغلى ما يملك.

- القسم الثاني يقوده علمانيون متطرفون كارهون لثوابت الوطن وكل ماهو أصيل ولو أعلنوا العكس ، فهم  يمارسون التقية والخداع ويوزعون الأدوار فيما بينهم ويدعمون بعضهم للوصول إلى قمة المؤسسات ومصادر التمويل ليرتعوا من المال العام ويغيروا البرامج ويبدعوا في عرض التفاهة لتنساب بأحسن إخراج وإثارة في المجتمع والأسرة عبر الفن والإعلام والتعليم ..

- وحتى تبور تجارتهم وتفشل مؤامرتهم، لا بد من تكامل وازعي السلطان والقرآن الذي ركز عليهما اليوم التواصلي للمجلس العلمي الأعلى مع قطاعات التعليم والشباب والإعلام. فتلك قطاعات تستقيم بحكم وازعي السلطان والقرآن فترسخ الإيمان والقيم وتقوم السلوك والأخلاق وتبعث الأمل وتحاصر الانحراف والفساد.. فهي تتكامل مع الحقل الديني في تقوية و صناعة المواطن السوي روحا وجسدا وعقلا وسلوكا. أينما كان يأتي بالخير والنفع لنفسه وللوطن. 

- فقطاع التعليم تعليم وتربية وتكوين وقطاع الشباب حقوق وتنشئة وتنشيط وقطاع الإعلام خبر ومرافعة وتوعية وترفيه، يتحملون مسؤولية الملايين من المواطنين بل الشعب كاملا . فوازع السلطان وجب أن يوفر الإمكانيات ويلزمهم باحترام القانون ويضمن التمتع بالحقوق والقيام بالواجبات. أما وازع القرآن فيبعث روح الاستقامة والوطنية والأمل.   

- فهي قطاعات تقوم برسالتها في مسيرة البناء الوطنية والحضارية، ويجب أن تكون محصنة من التفاهة ولا يجب أن يسمح للتافهين أن يخترقوها أو أن يتصدروا المواقع فيها، وأي تساهل بحجة ما ، قد يكون بابا لضياع مكلف جدا للمواطن والأسرة والمجتمع والوطن ولا تنفع معه أي مقاربة بعدية.

- نقطة نظام : التفاهة ليست الحرية التي هي حق للمواطن لاخلاف حولها. وليست هي الترفيه الذي هو حاجة إنسانية لا مناص منها.

التفاهة هي التفاهة ...

يتبع