شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًا غير مسبوق، متجاوزة حاجز 2900 دولار للأوقية، وذلك بعد إطلاق السلطات الصينية برنامجًا تجريبيًا يسمح لشركات التأمين بالاستثمار في الذهب لأول مرة. يتيح هذا البرنامج ضخ مليارات الدولارات في سوق المعدن النفيس، مما يعزز من ارتفاع أسعاره.

تزامن هذا الارتفاع مع تصاعد التوترات في الحرب التجارية العالمية، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية جديدة، مما زاد من مخاوف المستثمرين ودفعهم نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب.

في المعاملات الفورية، ارتفع الذهب بنحو 1.5%، متجاوزًا لأول مرة مستوى 2900 دولار للأوقية، حيث سجل أعلى مستوى له عند 2903 دولارات. يُذكر أن هذا هو الارتفاع السابع الذي يسجله الذهب خلال هذا العام.

وفقًا لوكالة بلومبرغ نيوز، فإن عشر شركات تأمين، من بينها “بي.آي.سي.سي بروبيرتي أند كاجوالتي كو” و”تشاينا لايف إنشورانس كو”، ستتمكن من استثمار ما يصل إلى 1% من أصولها في شراء الذهب ضمن هذا البرنامج الذي دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي. هذا يعني ضخ حوالي 200 مليار يوان (27.4 مليار دولار) في سوق الذهب.

يُشير هذا التحول في سياسات قطاع التأمين إلى إدراك السلطات الصينية لندرة خيارات الاستثمار المتاحة والحاجة إلى بدائل، خاصة في ظل تباطؤ سوق العقارات والركود الاقتصادي. مع ذلك، فإن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب قد يجعله باهظ الثمن بالنسبة للعديد من المستثمرين الصينيين.

في تقرير لشركة “غوتاي غونان سيكيورتيز”، أشار المحللون إلى أن شركات التأمين تفتقر إلى خيارات الاستثمار متوسطة وطويلة الأجل بعوائد ثابتة، وأنها تواجه صعوبات في استثمار أموالها في منتجات تحقق عوائد تتناسب مع التزاماتها، خاصة مع المبيعات القوية لمنتجات الادخار التي تقدمها.

يُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي في أسعار الذهب، خاصة مع استمرار التوترات التجارية والسياسات الاستثمارية الجديدة في الصين، مما يجعل المعدن النفيس محور اهتمام المستثمرين الباحثين عن الاستقرار والأمان في استثماراتهم.