لطالما كانت ولازالت اللغة العربية من أرقى اللغات، وتتصدر قائمة أجمل اللغات نطقاً وكتابة، فهي تتميز بالتنوع في مفرداتها ودسامة تعابيرها واتساع مساحتها، فهو يعطي الكاتب والمتحدث المهارة والقدرة على استخدام معاني وأساليب تعبيرية عديدة ومتنوعة، فهي كنز لغوي زاخر قلما تجد لغة تضاهيها في جماليات الجانب الفني والأدبي فيها، وربما لا توجد لغة استطاعت أن تصمد وتتكيف مع الزمن وتعاقب الأحداث واختلاف العصور مثل اللغة العربية، جعل اللغة العربية تزداد ثراء وقوة وقدرة على الصمود والمرونة في مجابهة أي تغيير يطرأ على اللغات، أو دخول مفردات غريبة ومعاني ركيكة مع كل حقبة.
كثيرة هي اللغات التي تعرضت للانقراض والفناء، ولم تتمكن من البقاء ومقاومة التحولات التي حدثت على المجتمعات البشرية بفعل عوامل كثيرة، أولها جمود تلك اللغات وفقدها للمرونة التي تهيئها لتكون قادرة على مواجهة التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، سوى اللغة العربية تزداد وهجاً وتنوعاً وتدفقاً للمعلومات، فالدارس أو الباحث أو حتى القاريء يكتشف في كل مرة يتمعن فيها باللغة العربية خفايا لم يكن ليدركها أو يعرفها مما تزيده إعجاباً بها.
والذي يجعل اللغة العربية تتبوأ الصدارة في جمال مفرداتها و تنوع المعاجم من وحي غناها و أصالتها، هو أنها أولا وقبل كل شيء لغة القرآن الكريم، فمن المؤكد أنه السبب الجوهري وراء بقائها ليومنا هذا رغم الصعوبات والمخاطر التي مر بها أصحابها في الأمة العربية.
الأردن باعتباره من الدول العربية التي تولي عناية خاصة باللغة العربية، و من أوجه العناية إنشاء مجمع اللغة العربية والبث الإذاعي للمجمع اللغوي الذي يبث العديد من القصائد والأشعار التي تظهر جمال وأناقة اللغة العربية، ناهيك العديد من الانجازات التي تصب في صالح تدعيم اللغة العربية وزيادة الاهتمام بها ووضعها الموضع الذي يناسبها، أضف إلى ذلك يضم المجمع نخبة من اللغويين الذين يولون كل اهتمام لإبراز جمالياتها، وبذل الجهود اللازمة للحفاظ عليها، ومن ذلك تنظيم مسابقات شعرية، وإعداد منهج لغوي رصين للدارسين في مختلف المراحل التعليمية، وتأهيل الباحثين والدارسين للغة العربية تأهيلا مناسباً يليق بقيمة ومكانة اللغه العربية، وتوعية الأجيال الجديدة بضرورة دراسة اللغة العربية والتعرف عليها بشكل أوسع، وإلقاء نظرة معمقة إزاء التحديات والمعوقات التي تواجهها، أبرزها اتجاه بعض أفراد المجتمعات العربية استعارة كلمات أجنبية لغرض الظهور وتصنع الرقي، ومن أخطر العوامل أيضاً المؤثرة على اللغة العربية والتي تؤدي إلى تهميشها، و هو الاعتماد على اللغة الدارجة سواء في الكتابة أم في القراءة في معظم المجتمعات العربية، وبرز بشكل لافت في مواقع التواصل الاجتماعي، والذي نقترح أن يتم تعريبه بما يلائم انتماء ناطقيها إلى أمة عربية ذات تراث عريق وأمجاد شاخصة.