في تصعيد مفاجئ، أفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل شنت غارات جوية على عشرات المواقع الإستراتيجية اليمنية منها منشآت نفطية وبنى تحتية استراتيجية في مدينة الحديدة وصنعاء في اليمن.
الهجوم يأتي في وقت حساس، ويثير العديد من التساؤلات حول أهدافه وان كان مُعداً مسبقاً أم جاء رداً على قصف الحوثيين للمدن الإسرتئيل بصواريخ باليستية وفرط صوت، وما هي آثاره المحتملة على مستقبل المنطقة، في ظل تحولات كبيرة تشهدها المنطقة في الأيام الأخيرة خاصة بعد سقوط النظام السوري.
الضربات الإسرائيلية:
أفادت المصادر بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مواقع حيوية في الحديدة، التي تعد أحد الموانئ الرئيسية في اليمن، إضافة إلى منشآت نفطية ومرافق أخرى في صنعاء.
هذه الهجمات تشير إلى أن إسرائيل قد اتخذت خطوات متزايدة للتأثير في توازن القوى الإقليمي، خاصة في ظل انحصار النفوذ الإيراني في المنطقة عبر دعم الحوثيين في اليمن.
هذا ويُعتقد أن الهجوم جاء كجزء من الجهود الإسرائيلية لتقويض مصادر التمويل الحيوية للجماعات المدعومة من إيران في المنطقة، خاصة في اليمن، التي تمثل ساحة صراع جديدة بين قوى إقليمية.
هذه الخطوة تأتي بعد تصعيدات سابقة في مناطق مثل لبنان وسوريا، حيث تستهدف إسرائيل أيضًا قوات ومرافق مرتبطة بإيران.
الهدف من الهجمات:
من خلال استهداف المنشآت النفطية والبنى التحتية، تبدو إسرائيل في محاولة لوقف تدفق الإمدادات المالية واللوجستية إلى الحوثيين، الذين يعتبرون حلفاء لإيران في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى إسرائيل إلى تدمير أي شبكة دعم لوجستي تستخدمها الجماعات المسلحة المدعومة من طهران، مما يعكس استراتيجية أوسع لمكافحة التوسع الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وحصره ولربما إستهداف إيران نفسها لاحقاً.
هل بدأت إسرائيل في تغيير شكل الشرق الأوسط؟
يعد هذا التصعيد العسكري خطوة قد تشير إلى تغيرات كبيرة في سياسة إسرائيل في المنطقة. إذا كانت إسرائيل قد شنت غارات على اليمن، فإن ذلك يعكس توجهًا جديدًا قد يغير شكل الشرق الأوسط بشكل تدريجي. على الرغم من أن إسرائيل كانت قد كثفت من وجودها العسكري في سوريا ولبنان في السنوات الأخيرة، إلا أن هذه الهجمات على اليمن قد تعكس تحولًا في استراتيجيتها نحو مواجهة تهديدات إيرانية على الجبهات المتبقية في المنطقة التابعة للنفوذ الإيراني وهي في اليمن والعراق.
وفي ظل التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة، مثل سقوط النظام السوري ، وتحييد حزب الله ، وعودة الحديث عن اتفاقات “أبراهام” التي أبرمت بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، قد يكون التصعيد العسكري ضد اليمن جزءًا من سعي إسرائيل لاستكمال دورها كلاعب رئيسي في إعادة تشكيل تحالفات الشرق الأوسط، خاصة مع تزايد القلق من امكانية الانتهاء من المفاعل النووي الإيراني.
أيضاً هناك مؤشرات كبيرة تجاه نجاح صفقة الهدنة التي ستؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق الرهائن والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وهذا لربما يكون أيضاً سبباً وراء التصعيد الإسرائيلي على جبهة اليمن.
آثار الهجوم على المنطقة:
الهجوم الإسرائيلي على الحديدة وصنعاء قد يكون له تبعات كبيرة على الأمن الإقليمي. أولاً، قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين إسرائيل ودول مثل إيران وحلفائها في المنطقة. ثانيًا، يمكن أن يزيد من تعقيد الصراع اليمني، مما يعقد جهود السلام في ظل التدخلات الخارجية المتزايدة.
من جانب آخر، قد تؤدي هذه الهجمات إلى تدهور العلاقات بين إسرائيل والدول العربية التي لا تزال حذرة من سياسة إسرائيل في المنطقة، خاصة تلك التي تحافظ على علاقات دبلوماسية مع طهران أو تدعم أطرافًا أخرى في الصراع اليمني.
هذا وذكرت أكسيوس عن مصدر مطلع أن الهجوم الإسرائيلي على اليمن تم تقديم موعده عن الجدول المخطط له بسبب إطلاق الصـ.ـاروخ الباليستي نحو “إسرائيل” مما يعني أن الهجوم كان معداً له مسبقاً.
الخلاصة:
إسرائيل تقصف منشآت نفطية وبنى تحتية في الحديدة وصنعاء في خطوة قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز نفوذها في المنطقة. الهجوم يعكس تحولات في سياسة إسرائيل العسكرية في الشرق الأوسط، ويزيد من تعقيد الوضع الإقليمي في ظل تزايد التوترات بين القوى الكبرى في المنطقة.
إذا كانت هذه الهجمات جزءًا من توجه إسرائيلي مستمر، فإن نجاحها في تحقيق ذلك يعني أنه قد يؤدي إلى إعادة تشكيل تحالفات الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق.