بعد سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، انطلقت جهود مكثفة للكشف عن مليارات الدولارات من الأموال والأصول التي يُزعم أن عائلة الأسد أخفتها في الخارج على مدى نصف قرن، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
ثروات عائلة الأسد: سرية دامت عقودًا
لطالما كانت عائلة الأسد محاطة بهالة من الغموض فيما يتعلق بثرواتها، حيث يشير التقرير إلى أن النظام اعتمد على شبكة معقدة من الشركات الوهمية والحسابات المصرفية السرية والعقارات الفاخرة لإخفاء الأموال عن أعين المجتمع الدولي والشعب السوري.
وبحسب الصحيفة، فإن التقديرات تشير إلى أن هذه الأموال قد تصل إلى مليارات الدولارات، موزعة على عقارات في أوروبا، وشركات في الشرق الأوسط، وحسابات مصرفية في دول ملاذ ضريبي.
البحث عن الأصول المخبأة
مع انهيار النظام، بدأت الحكومات والمنظمات الدولية في تتبع الأموال المخبأة.
• العقارات في أوروبا: تشير المعلومات إلى وجود قصور وعقارات فاخرة مسجلة بأسماء شركات وهمية وأفراد مرتبطين بعائلة الأسد.
• الشركات في الشرق الأوسط: تُستخدم هذه الشركات كواجهة لإخفاء الأرباح وتمويل نشاطات النظام.
• الحسابات المصرفية السرية: يُعتقد أن جزءًا كبيرًا من الأموال مودع في بنوك سويسرية وغيرها من الدول المعروفة بسياساتها السرية.
التحديات أمام استرداد الأموال
رغم الجهود الدولية، يواجه البحث عن أصول عائلة الأسد تحديات كبيرة، أبرزها:
1. تعقيد الشبكة المالية: تم تصميم شبكة إخفاء الأموال بعناية فائقة تجعل من الصعب تتبعها.
2. الافتقار إلى التعاون الدولي: بعض الدول التي قد تستضيف هذه الأموال ليست متعاونة بشكل كافٍ مع التحقيقات الدولية.
3. المخاوف الأمنية: تعرُّض الشهود أو الأشخاص المطلعين على هذه الشبكات لخطر التصفية أو التهديدات.
السياق التاريخي
لطالما وُجهت اتهامات لعائلة الأسد بالفساد وسوء استخدام السلطة لتحقيق ثروات شخصية على حساب الشعب السوري. فمنذ وصول حافظ الأسد إلى الحكم في السبعينيات، سيطرت العائلة على موارد الدولة الحيوية، مثل النفط، والغاز، وشركات الاتصالات.
مستقبل الأموال المخبأة
يبقى السؤال الكبير: هل ستتمكن الحكومات والمنظمات من استرداد هذه الأموال وإعادتها للشعب السوري؟
في حال نجاح الجهود، يمكن استخدام هذه الأموال لإعادة إعمار سوريا وتحسين ظروف ملايين السوريين الذين عانوا من الحرب الطويلة. ولكن، مع استمرار التعقيدات، قد تتحول رحلة البحث إلى صراع طويل الأمد.
خاتمة
سقوط النظام السوري فتح الباب أمام كشف النقاب عن شبكة فساد عائلية استمرت لعقود. وبينما تبدأ رحلة البحث عن أموال الشعب السوري المفقودة، تبقى الأعين شاخصة نحو نتائج هذه الجهود، التي قد تمثل خطوة نحو تحقيق العدالة للشعب السوري.