في تصريح جديد، أعلن مسؤول أمريكي عن نية الولايات المتحدة في التعامل مع “هيئة تحرير الشام” في سوريا، مع التأكيد على أن أي خطوات من هذا النوع ستكون مرتبطة بمراعاة المصالح الأمريكية في المنطقة. هذا التصريح يأتي في وقت حساس تشهد فيه سوريا تغييرات جذرية بعد سقوط نظام بشار الأسد، مما يعكس التوجه الأمريكي نحو ترتيب أولويات استراتيجية في ظل المتغيرات الراهنة.
السياق والتفسير:
1. التعامل مع الهيئة:
هيئة تحرير الشام، التي كانت تُعرف سابقًا بجبهة النصرة، تُعد إحدى الجماعات المتشددة التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة، إلا أنها أصبحت قوة كبيرة في شمال غرب سوريا، خاصة في إدلب. هذا التصريح قد يشير إلى استعداد الولايات المتحدة لإعادة تقييم سياستها تجاه الهيئة، ربما بهدف توجيه جهودها لمكافحة الإرهاب أو تحقيق أهداف أمنية في المنطقة.
2. المصالح الأمريكية:
المسؤول الأمريكي أكد أن أي تعامل مع الهيئة سيكون مشروطًا بتحقيق المصالح الأمريكية، وهو ما يعني أن واشنطن لن تتعاون مع الهيئة على حساب استراتيجياتها الأمنية أو السياسية. قد يشمل ذلك ضمان مكافحة التنظيمات الإرهابية، وحماية مصالحها وحلفائها في المنطقة، مثل منع تمدد النفوذ الإيراني أو التصدي للجماعات المرتبطة بالقاعدة.
3. التحديات السياسية:
التعامل مع هيئة تحرير الشام قد يثير ردود فعل دولية معارضة، خاصة من قبل الدول التي تصنف الهيئة كمنظمة إرهابية، مثل روسيا والنظام السوري. كما قد يواجه هذا الموقف انتقادات داخلية في الولايات المتحدة من قبل أولئك الذين يرفضون التعاون مع الجماعات المتشددة.
الآثار المحتملة:
• على صعيد الأمن الإقليمي:
يمكن أن يُسهم التعاون مع الهيئة في جهود مكافحة الجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة، خاصة في ظل الحرب المستمرة في سوريا، لكن قد يترتب عليه تداعيات سلبية على الاستقرار المحلي والدولي.
• على صعيد العلاقات الدولية:
قد يؤثر هذا الموقف على العلاقات الأمريكية مع دول المنطقة، خاصة تلك التي تعتبر هيئة تحرير الشام تهديدًا كبيرًا مثل روسيا وإيران.
الخلاصة:
يبدو أن الولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين استراتيجيتها الأمنية في سوريا ومصالحها الإقليمية، ما يجعل التعامل مع هيئة تحرير الشام خطوة معقدة تتطلب دراسة متأنية للآثار السياسية والأمنية.