هل تجاوز ماسك حدوده بشأن إختيار وزراء ترامب؟!

على الرغم من صعود الملياردير إيلون ماسك بسرعة إلى موقع مؤثر في الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، كشفت تقارير إعلامية عن توترات بينه وبين بوريس إبشتاين، أحد أبرز مستشاري ترمب، بشأن اختيار المرشحين للمناصب الوزارية في الإدارة المقبلة.

ووفقًا لموقع “أكسيوس”، بدأت هذه الخلافات بالظهور علنًا الأسبوع الماضي، مما يعكس صراعًا على النفوذ داخل فريق ترمب الانتقالي. يأتي ذلك في ظل تزايد تأثير ماسك على الرئيس المنتخب، وهو ما أثار استياء بعض الشخصيات الموالية لترمب.

ساهم ماسك بمبلغ 119 مليون دولار لدعم حملة ترمب، ومنذ ذلك الحين أبدى تحفظاته بشأن ما وصفه بالتأثير الكبير لإبشتاين على اختيارات المناصب الرئيسية، خاصة منصبي وزير العدل ومستشار البيت الأبيض. وبدأ ماسك بالضغط لترشيح شخصيات مفضلة لديه لهذه المناصب.

بحسب مصادر مطلعة، تصاعدت التوترات بين ماسك وإبشتاين إلى ذروتها خلال “نقاش حاد” على مائدة عشاء في منتجع “مار إيه لاجو”. اتهم ماسك إبشتاين بتسريب تفاصيل اختيارات الفترة الانتقالية إلى وسائل الإعلام، وهو اتهام نفاه إبشتاين، مما أدى إلى تصعيد المواجهة بين الطرفين أمام ضيوف آخرين.

إبشتاين كان له تأثير كبير في تعيينات أساسية، مثل ترشيح مات جايتز لوزارة العدل وويليام ماكجنلي كمستشار للبيت الأبيض. في المقابل، دعم ماسك ترشيح هوارد لوتنيك لمنصب وزير الخزانة بدلًا من سكوت بيسنت، وهو المرشح المفضل لدى مجتمع الأعمال الأميركي. وعبّر ماسك عبر منصة “إكس” عن استيائه من الخيارات التقليدية قائلاً: “العمل بالطريقة المعتادة سيقود أميركا إلى الإفلاس”.

يُذكر أن تأثير ماسك داخل فريق ترمب حظي بترحيب شخصيات مثل نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس وأفراد عائلة ترمب، بمن فيهم دونالد ترمب جونيور وإريك ترمب. ومع ذلك، أثار وجوده شبه الدائم في “مار إيه لاجو” قلقًا لدى بعض أعضاء الفريق الانتقالي الذين اعتبروا أنه تجاوز دوره في عملية الانتقال.

التوتر بين ماسك وإبشتاين يعكس صراعًا أوسع داخل فريق ترمب بين الشخصيات التقليدية وأولئك الذين يسعون لإحداث تغييرات جذرية في الإدارة المقبلة.

وهنا نظرة تحليلة حول هذا الصراع :

الصراع بين إيلون ماسك وبوريس إبشتاين في الدائرة المقربة للرئيس المنتخب دونالد ترمب يعكس مزيجًا معقدًا من الطموحات الشخصية والمصالح السياسية، حيث يلعب كل منهما دورًا في تشكيل الإدارة المقبلة. فيما يلي أبرز النقاط المستخلصة من هذا التطور:

1. تأثير ماسك المتزايد في فريق ترمب:

• دعم ماسك لحملة ترمب بمبلغ 119 مليون دولار منحه نفوذًا كبيرًا خلال المرحلة الانتقالية.

• وجوده شبه الدائم في منتجع “مار إيه لاجو” وانخراطه في المناقشات حول المرشحين للمناصب الوزارية يوضح سعيه لتوجيه الإدارة نحو خيارات غير تقليدية.

• تصريحاته على منصة “إكس” تدل على رغبته في كسر النمط التقليدي واختيار مرشحين يعتقد أنهم قادرون على إحداث تغييرات جوهرية.

2. التوتر مع بوريس إبشتاين:

• إبشتاين، الذي يتمتع بعلاقة طويلة مع ترمب، لعب دورًا حاسمًا في اختيار عدد من المرشحين الرئيسيين، مما أثار استياء ماسك.

• الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، بما في ذلك اتهام ماسك لإبشتاين بتسريب معلومات، تعكس الصراع على النفوذ داخل فريق ترمب.

3. تداعيات الخلاف:

• على فريق ترمب:

• الخلاف العلني قد يؤدي إلى انقسامات داخل الفريق الانتقالي، ما يضعف عملية اتخاذ القرار.

• توتر العلاقة بين أعضاء الدائرة المقربة لترمب يهدد بانعكاسات سلبية على الانطلاقة الأولى للإدارة الجديدة.

على الإدارة المقبلة:

• تعطيل تشكيل الحكومة: استمرار الصراع بين ماسك وإبشتاين قد يؤدي إلى تأخير اتخاذ القرارات النهائية بشأن المناصب الوزارية الرئيسية، مما قد يؤثر على جاهزية الإدارة الجديدة لبدء عملها بفعالية.

• اختلال التوازن داخل الفريق: الصراع يعكس تحديًا كبيرًا لترمب في إدارة توازن القوى بين أعضاء فريقه الانتقالي. إذا لم يتم احتواء الخلاف، فقد يؤثر ذلك على انسجام الفريق وفعالية إدارته.

• توجهات متباينة: الخلاف يعكس انقسامًا أوسع بين رؤى الإدارة التقليدية التي يمثلها إبشتاين، ورؤية التغيير الجذري التي يسعى ماسك لدفعها، ما قد يخلق تناقضات في السياسات المستقبلية.

على العلاقة مع الداعمين والشركاء:

• قلق مجتمع الأعمال: التباين في اختيارات المرشحين، مثل الدفع بمرشح تقليدي كسكوت بيسنت مقابل مرشح غير تقليدي كهوارد لوتنيك، قد يثير قلق المستثمرين والمجتمع الاقتصادي، خاصة في ظل تلميحات ماسك إلى أن “العمل بالطريقة المعتادة سيقود إلى الإفلاس”.

• مخاوف الحلفاء الدوليين: الخلاف الداخلي يعكس انعدام الوضوح بشأن توجه الإدارة الجديدة، مما قد يثير تساؤلات لدى الحلفاء الدوليين حول قدرة الفريق على تقديم سياسات مستقرة وقابلة للتنفيذ.

على الرأي العام:

تصعيد الجدل الإعلامي:

الصراع بين ماسك وإبشتاين، لا سيما إذا استمر، سيصبح مادة إعلامية مثيرة، مما يسلط الضوء على الخلافات بدلاً من الإنجازات.

تراجع الثقة الشعبية:

قد يؤدي هذا الخلاف إلى تآكل ثقة الناخبين الذين يتوقعون من الإدارة الجديدة التركيز على القضايا الوطنية بدلًا من النزاعات الشخصية.

4. السيناريوهات المحتملة:

1. احتواء الخلاف:

قد يتدخل ترمب أو أحد كبار أعضاء فريقه لتهدئة التوتر بين ماسك وإبشتاين، مما يسمح بالتركيز على الأولويات الكبرى للإدارة.

2. تعزيز أحد الطرفين:

قد يختار ترمب الانحياز إلى أحد الطرفين (ماسك أو إبشتاين)، مما سيحدد الاتجاه العام لتوجهات الإدارة الجديدة، ولكنه قد يخلق انقسامات داخلية طويلة الأمد.

3. استمرار التوتر:

إذا استمر الخلاف دون حسم، فقد يؤدي ذلك إلى اضطراب في عملية تشكيل الإدارة، وربما إلى فقدان ثقة بعض الأطراف المهمة داخل فريق ترمب وخارجه.

الخلاصة:

التوتر بين ماسك وإبشتاين يشكل تحديًا كبيرًا للرئيس المنتخب ترمب، حيث يبرز صراعًا بين الرؤى التقليدية والتوجهات التغييرية. نجاح الإدارة الجديدة في التعامل مع هذا الصراع سيكون مؤشرًا على مدى قدرتها على تحقيق توازن بين الطموحات الفردية والمصلحة العامة، وهو أمر بالغ الأهمية لتأمين انطلاقة قوية ومستقرة