قراءة حول التصعيد الأخير بين لبنان وإسرائيل قبيل زيارة المبعوث الأمريكي للمنطقة

بالرغم من أن الاخبار تتحدث عن قبول حزب الله للمبادرة الأمريكية الأخيرة إلا أن التصعيد الأخير بين لبنان وإسرائيل يمثل منعطفًا حرجًا في الصراع الإقليمي، حيث تشير الأحداث إلى احتمال تجاوز الخطوط التقليدية للنزاع وتحوله إلى مواجهة شاملة خاصة ان حزب الله يستعرض قوة كبيرة وهناك فشل اسرائيلي كبير في القدرة على التوغل البري ، هذا عوضاً عن أن هناك فشلاً في تأمين عودة السكان إلى شمال البلاد وأيضاً فشلاً في الافراج عن الرهائن في غزة. فهل موافقة حزب الله تأتي ضمن تلبية الحد الادنى من ما يمكنه تحقيقه في هذه المرحلة وهل سيتخلى حزب الله عن غزة أم أن الصفقة التي يريدها حزب الله شاملة ملف الحرب كاملاً؟ وكيف سيكون المشهد في حال رفضت إسرائيل وقف إطلاق النار في اللحظات الأخيرة حيث أن التصعيد لا زال مستمراً حتى اللحظة .... فيما يلي تحليل لأبرز الأبعاد السياسية والعسكرية للتطورات:

الأبعاد السياسية للتصعيد

1. دور حزب الله وتصعيده:

• تبني حزب الله للهجمات يشير إلى محاولة لفرض معادلة ردع جديدة بعد الغارات الإسرائيلية المتكررة.

• استهداف تل أبيب بصاروخ باليستي يعد خطوة نوعية في أساليب المواجهة، وقد تكون رسالة مزدوجة لإسرائيل وحلفائها.

2. الدور الأميركي:

• زيارة آموس هوكستين تعكس قلقًا أميركيًا من انهيار الوضع بشكل يهدد استقرار المنطقة.

• الضغط الأميركي قد يهدف إلى استيعاب التصعيد وتفادي نشوب حرب قد تتجاوز الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.

3. إعادة رسم الخطوط الحمراء:

• التصعيد يبدو كأنه محاولة من الطرفين لإعادة تحديد قواعد الاشتباك، في ظل انعدام اتفاقيات واضحة لوقف النار.

التداعيات المحتملة

1. تصعيد عسكري واسع النطاق:

• استمرار تبادل الهجمات قد يؤدي إلى حرب شاملة، خاصة إذا تم استهداف مواقع استراتيجية أو سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.

2. تأثير إنساني متفاقم:

• المدنيون في الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي يدفعون الثمن الأكبر، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية وتزايد أعداد النازحين.

3. أزمة دبلوماسية:

• قد تدفع التطورات نحو تدخل دولي أكثر فعالية، سواء عبر الأمم المتحدة أو وساطات إقليمية ودولية.

• الجهود قد تركز على وقف إطلاق النار، لكن التوصل إلى اتفاق مستدام يظل معقدًا بسبب تداخل المصالح الإقليمية.

السيناريوهات المستقبلية

تهدئة مشروطة: قد تسعى الأطراف الدولية لفرض تهدئة عبر مفاوضات خلف الكواليس.

تصعيد محدود: قد يستمر التصعيد على نطاق محدود دون الوصول إلى حرب شاملة، مع بقاء المناوشات كوسيلة ضغط سياسي.

• انفجار شامل: في حال تصاعد العمليات العسكرية بشكل غير مضبوط، قد تنزلق المنطقة إلى مواجهة لا تُحمد عقباها.

الوضع الحالي يتطلب تحركات عاجلة من قبل الأطراف الفاعلة لاحتواء التصعيد قبل أن يخرج عن السيطرة، مع الأخذ في الاعتبار أن أي حرب شاملة لن تكون مقتصرة على لبنان وإسرائيل، بل قد تمتد إلى أطراف إقليمية أخرى.