مدينة وندسور ترفع دعوى قضائية ضد أوتاوا بسبب تكاليف حصار جسر السفير لعام 2022

رفعت مدينة وندسور دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية بسبب التكاليف التي تكبدتها نتيجة لما يعرف بـ "حصار قافلة الحرية" الذي وقع في أوائل عام 2022، عندما قام سائقي شاحنات معارضين لتدابير الحكومة الخاصة بجائحة كورونا بإغلاق جسر السفير، وهو الممر التجاري الأكثر ازدحامًا بين كندا والولايات المتحدة، لمدة ستة أيام.

الدعوى، التي تم تقديمها يوم الاثنين، تشير إلى أن الحكومة الفيدرالية وعدت بتغطية كافة النفقات المتعلقة بالأزمة، وهو ما اعتمدت عليه المدينة عند إعداد ميزانيتها. لكن بعد الحصار، رفضت أوتاوا سداد أكثر من 900 ألف دولار من التكاليف التي تم إنفاقها على عمليات الطوارئ والتعامل مع الأزمة، مشيرة إلى أن هذه النفقات غير مؤهلة.

وتعتبر مدينة وندسور في دعواها أن قرار الحكومة الفيدرالية بحرمان المدينة من جزء من الأموال كان تعسفيًا وغير مبرر، ما دفعها إلى تمويل النفقات من ميزانيتها الرأسمالية المحدودة التي كان من المفترض أن تُستخدم لتمويل مشاريع البنية التحتية مثل الطرق والصرف الصحي. وأكدت المدينة في بيانها أن هذا القرار أثقل كاهل دافعي الضرائب المحليين.

يأتي هذا التصعيد في التوترات بين المدينة والحكومة الفيدرالية في وقت حساس، حيث تحاول المدينة التأكيد على ضرورة تحمل الحكومة الفيدرالية المسؤولية عن التكاليف التي نشأت بسبب الحصار، والذي أثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي وعطل حركة التجارة عبر الجسر.

هذا وتُسلط دعوى مدينة وندسور الضوء على قضية أوسع تتعلق بما وصفته المدينة بـ "التنزيل غير المناسب للشرطة في مناطق الولاية الفيدرالية إلى البلديات على حساب دافعي الضرائب المحليين". وفقًا للوثيقة القانونية، تؤكد المدينة أن أزمة الحصار، التي تضمنت استدعاء الشرطة المحلية لمواجهة الاحتجاجات، كانت جزءًا من مشكلة أعمق تتعلق بالتحميل غير العادل على البلديات لتغطية تكاليف الطوارئ التي يتسبب فيها التدخل الفيدرالي.

تشير المدينة إلى أن السلطات الفيدرالية غالبًا ما تعتمد على الشرطة المحلية للتعامل مع الأزمات الكبيرة التي تنشأ بسبب السياسات الفيدرالية أو المواقف التي تشمل قضايا على مستوى البلاد، مثل الاحتجاجات العامة أو الأزمات الوطنية. ومع ذلك، غالبًا ما يتم تحميل البلديات، مثل وندسور، العبء المالي لهذه العمليات الأمنية، مما يرهق ميزانياتها المحلية.

ووفقًا للدعوى، فإن هذا التحميل المالي لا يتناسب مع الموارد التي توفرها الحكومة الفيدرالية، مما يترك دافعي الضرائب المحليين في وضع صعب.

وتعتبر المدينة أن هذا الوضع يشكل عبئًا كبيرًا على السكان المحليين الذين يتحملون تكاليف الأزمات التي تنشأ من قضايا تخرج عن نطاق سيطرة الحكومة المحلية.

تطالب مدينة وندسور في دعواها القضائية ضد الحكومة الفيدرالية بتعويض عن النفقات الجارية المتعلقة بحماية المعابر الحدودية الدولية في المدينة، بما في ذلك تأمين جسر السفير والمناطق الحدودية الأخرى، بالإضافة إلى إعلان رسمي من الحكومة الفيدرالية عن مسؤوليتها في تأمين المعابر الحدودية والشرطة المحلية أثناء الأزمات مثل حصار قافلة الحرية. وتؤكد المدينة أن الاحتجاج وفضه كلفاها نفقات "كبيرة" في مجالات الشرطة، والخدمات الطارئة، والنقل، والاتصالات، والخدمات القانونية.

لم تُختبر هذه الادعاءات في المحكمة بعد، لكن المتحدث باسم وزارة العدل الفيدرالية أكد أن الوزارة على علم بالإجراء القانوني المقدم من وندسور وستقوم بمراجعة بيان المطالبة لتحديد الخطوات القانونية التالية.

ووفقًا للوثيقة القانونية، في ديسمبر 2022، بعد حوالي 10 أشهر من الحصار، قدمت مدينة وندسور تفاصيل النفقات المتوقعة إلى الحكومة الفيدرالية، حيث بلغ إجمالي التكاليف حوالي 6,865,000 دولار كندي، وهو المبلغ الذي شمل التكاليف التي تكبدتها المدينة نتيجة لإدارة الأزمة.

ورغم هذه المطالبات، لم تتلق المدينة سوى رفض لتغطية جزء كبير من التكاليف، مما دفعها إلى اتخاذ هذا الإجراء القانوني ضد الحكومة الفيدرالية.

هذا التصعيد في الدعوى القضائية يعكس تصاعد التوترات بين الحكومة الفيدرالية والبلديات حول توزيع المسؤوليات والموارد أثناء الأزمات التي تتطلب استجابة قوية من الشرطة وخدمات الطوارئ، والتي تتجاوز في بعض الأحيان قدرة البلديات على تغطية تكاليفها.

بعد فترة قصيرة من تقديم مدينة وندسور تفاصيل نفقاتها المتعلقة بحصار قافلة الحرية، وافقت الحكومة الفيدرالية أخيرًا على تعويض المدينة عن جزء من هذه التكاليف. وفقًا لما ذكرته الوثيقة القانونية، أصدرت هيئة السلامة العامة الكندية بيانًا صحفيًا في وقت لاحق أفاد بأن الحكومة الفيدرالية ستقدم "ما يصل إلى 6.9 مليون دولار من التمويل الفيدرالي" في الفترة المالية 2022-2023 لدعم المدينة في تغطية النفقات الناتجة عن الحصار.

رغم هذا التعهد الفيدرالي، يُزعم أن مدينة وندسور لم تتلقَ المبلغ بالكامل، حيث تم رفض سداد أكثر من 900 ألف دولار من النفقات التي كانت قد أنفقتها المدينة في معالجة الأزمة. ويُشير الادعاء إلى أن الحكومة الفيدرالية قررت حجب هذا المبلغ تحت ذريعة أنه "غير مؤهل" وفقًا لمعايير معينة، وهو ما أثار احتجاجًا من قبل المدينة، التي اعتبرت هذا القرار تعسفيًا وترك دافعي الضرائب المحليين يتحملون العبء المالي الكبير.

هذا التبادل بين المدينة والحكومة الفيدرالية يعكس توترًا بشأن المسؤولية المالية أثناء الأزمات الوطنية الكبيرة، حيث ترى البلديات أن الحكومة الفيدرالية يجب أن تتحمل المسؤولية كاملة عن التكاليف المرتبطة بتأمين المعابر الحدودية واحتواء الاحتجاجات ذات الطابع الفيدرالي.

وتقول الوثيقة إن المدينة قدمت تفصيلاً محدثًا لتكاليفها في عام 2023، بإجمالي جديد يبلغ حوالي 6,995,000 دولار. وفي خريف عام 2023، ردت الحكومة الفيدرالية بأنها ستغطي فقط نصف الرسوم القانونية للمدينة، نظرًا لأن هذه لا تعتبر نفقات مؤهلة، كما يقول الادعاء.

وتزعم الدعوى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ديسمبر 2022 “لم يتضمن أي شروط تحد من أهلية نفقات المدينة”، وأن قرار أوتاوا بتخفيض التمويل يرقى إلى مستوى خرق “تعسفي وغير مبرر” للعقد.

هذا وكان احتجاج قافلة الحرية قد بدأ كرد فعل على تفويضات لقاح كوفيد-19 لسائقي الشاحنات الذين يعبرون الحدود الكندية الأمريكية، لكنه تطور إلى مظاهرات أوسع تعارض التدابير الوبائية.

وشهد الاحتجاج وقوف قافلة من المنصات الكبيرة في وسط مدينة أوتاوا لأسابيع لمطالبة الحكومة الفيدرالية بإسقاط قيود فيروس كورونا وتفويضات اللقاحات.