تُحيي كندا اليوم بصورة رسمية، كما في كلّ 30 أيلول (سبتمبر) منذ عام 2021، اليومَ الوطني للحقيقة والمصالحة.
وهذا اليوم الوطني هو مناسبة لتذكُّر أطفال السكان الأصليين الذين لقوا حتفهم في مدارس داخلية وتذكّر الناجين من تلك المدارس وأسر هؤلاء جميعاً ومجتمعاتهم.
ويُعرف هذا اليوم أيضاً باسم ’’يوم القميص البرتقالي‘‘ إذ يرتدي فيه الناس قمصاناً أو سترات بهذا اللون تعبيراً عن تضامنهم مع سكان كندا الأصليين لما عانوه في تلك المدارس.
وبالعودة إلى التاريخ، أُجبر أكثر من 150.000 طفل من الأُمم الأُوَل والخلاسيين وشعب الإنويت القطبي على الالتحاق بمدارس داخلية كانت تديرها الكنائس الكاثوليكية والأنغليكانية والمتحدة (بروتستانتية) وتموّلها الحكومة الفدرالية بين سبعينيات القرن التاسع عشر وعام 1997.
والخلاسيون (Métis) شعب ينحدر من التزاوج الذي حصل بين رجال من الأوروبيين البيض، صائدي فراء فرنسيين بالدرجة الأولى، ونساء من السكان الأصليين. ويشكلون مع الأمم الأُوَل وشعب الإنويت سكانَ كندا الأصليين بموجب الدستور الكندي.
وتشير تقديرات المركز الوطني للحقيقة والمصالحة (CNVR / NCTR)، وهو بنك أرشيف في جامعة مانيتوبا في وينيبيغ، إلى أنّ أكثر من 4.100 من أطفال السكان الأصليين لقوا حتفهم فيما كانوا ملتحقين بتلك المدارس.
وتقام اليوم فعاليات في كافة أنحاء كندا إحياءً لهذه الذكرى، ومن ضمنها حفل مدته ساعة ونصف على التلة البرلمانية في العاصمة الفدرالية أوتاوا.
وستتمّ إضاءة برج السلام ومبنى مجلس الشيوخ على التلّة البرلمانية باللون البرتقالي طيلة مساء اليوم.
وتستضيف حاكمة كندا العامة ماري سايمون قبل ظهر اليوم مراسم إشعال النار المقدسة في ’’ريدو هول‘‘، مقرّها الرسمي في أوتاوا، قبل انضمامها إلى الحدث على التلة البرلمانية.
’’لا يزال لدينا الكثير لنفعله. لكن يمكننا أن نبني معاً مجتمعاً يكون فيه الفهم الشامل لتاريخنا في قلب هويتنا الوطنية‘‘، أضافت حاكمة كندا العامة في بيانها.
وتنتمي ماري سايمون لشعب الإنويت، وهي أول شخص من سكان كندا الأصليين يتبوأ منصب حاكم كندا العام، وكان ذلك في 26 تموز (يوليو) 2021.