دعا زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاغميت سينغ، الحكومة الفدرالية إلى إجلاء المواطنين الكنديين من لبنان مع انتقال الحرب التي تخوضها إسرائيل ضدّ حركة حماس في قطاع غزة إلى لبنان. من جهتها، لا تفكّر الحكومة الفدرالية في إطلاق عملية إجلاء في الوقت الحالي.
’’هذا أسوأ قصف يشهده لبنان منذ عام 2006‘‘، قال سينغ اليوم خلال مؤتمر صحفي في أوتاوا في إشارة إلى آخر حرب بين إسرائيل وتنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني.
’’من الواضح أننا شهود على انتهاكات للقانون الدولي يرتكبها (رئيس الحكومة الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو وحكومته كما ’حزب الله‘‘‘، أضاف زعيم الحزب اليساري التوجه".
وأسفرت الغارات الإسرائيلية المكثّفة على لبنان يوم أمس الاثنين عن مقتل 558 شخصاً، من بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، وإصابة 1.835 شخصاً آخرين بجراح، حسب السلطات اللبنانية. وهذا أكبر عدد من القتلى يُسجَّل في لبنان خلال يوم واحد منذ نهاية الحرب اللبنانية (1975 - 1990).
وتزعم إسرائيل من جانبها أنها قضت على ’’عدد كبير‘‘ من عناصر ’’حزب الله‘‘ في ضرباتها التي استهدفت حوالي 1.600 هدف للحزب الشيعي المدعوم من إيران، لا سيما في جنوب لبنان وسهل البقاع في شرق البلاد.
وأجبر القصف الإسرائيلي عشرات آلاف اللبنانيين على النزوح عن ديارهم إلى أماكن أكثر أمناً، من بينها صيدا، كبرى مدن الجنوب اللبناني، والعاصمة بيروت، أو حتى إلى سوريا، وفقاً لمصادر الأمم المتحدة.
ومن جهته قال ’’حزب الله‘‘ إنه استهدف عدة أهداف عسكرية في إسرائيل خلال ليل الاثنين الثلاثاء، من بينها مصنع متفجرات ومطار مجدو العسكري في شمال إسرائيل.
وقالت وزارة الشؤون العالمية في أوتاوا في رسالة بعثتها إلى ’’سي بي سي‘‘ (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية) إنه لا يوجد أيّ مواطن كندي بين ضحايا القصف الإسرائيلي في لبنان في اليومين الأخيريْن.
كما أنه لا يوجد أيّ خطة لعملية إجلاء في الوقت الحالي، وفقاً للمصدر نفسه.
’’تنصح حكومة كندا الكنديين بمغادرة لبنان الآن بينما تظل الخيارات التجارية متاحة‘‘، أضافت وزارة الشؤون العالمية في رسالتها. ’’لا ينبغي للكنديين الاعتماد على حكومة كندا للحصول على المساعدة في المغادرة أو الإجلاء‘‘.
رسمياً، هناك 20.323 كندياً في لبنان مسجَّلين لدى السفارة الكندية في بيروت. ومع ذلك، وبما أنّ التسجيل ليس إلزامياً، من المُرجَّح أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.
ويوم السبت قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إنّ قرابة 45.000 كندي موجودون حالياً في لبنان، على الرغم من الدعوات المتكررة لهم من أوتاوا لمغادرة لبنان منذ بدء الأعمال العدائية بين ’’حزب الله‘‘ وإسرائيل في تشرين الأول (أكتوبر) 2023 على الحدود بين البلديْن.
وفتح ’’حزب الله‘‘ الجبهة مع إسرائيل في 8 تشرين الأول (أكتوبر) لدعم حليفته حركة حماس غداة هجومها المباغت على إسرائيل الذي شكّل شرارة الحرب الحالية الدائرة في قطاع غزة.
واليوم أعلنت عدة شركات الطيران تعليق رحلاتها من وإلى بيروت.
ووضعت كندا خطة إجلاء طارئة لرعاياها من لبنان منذ تشرين الأول (أكتوبر)، وتمّ لهذه الغاية نشرُ فرق من القوات المسلحة الكندية في بيروت وفي جزيرة قبرص في شرق البحر المتوسط لتنسيق الجهود مع دول شريكة أُخرى، ’’للاستجابة إذا ما تدهور الوضع أكثر من ذلك‘‘.