ألمح رئيس حكومة مقاطعة كيبيك، فرانسوا لوغو، إلى أنه يفضّل حصول انتخابات فدرالية عامة عاجلاً، لا آجلاً. وتظهر استطلاعات الرأي منذ نحو سنة، وفي الآونة الأخيرة حتى أكثر من ذي قبل، أنّ هكذا انتخابات تطيح بحكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا وتأتي بحكومة لحزب المحافظين بقيادة بيار بواليافر.
ففي كلمة مقتضبة أمام الصحفيين اليوم في مبنى الجمعية الوطنية الكيبيكية في كيبيك العاصمة، أعرب لوغو عن عدم تأييده قرار الكتلة الكيبيكية (BQ)، ثاني أحزاب المعارضة في مجلس العموم الكندي، دعمَ حكومة الأقلية الليبرالية في اقتراح بسحب الثقة من المتوقع أن يقدّمه حزبُ المحافظين الأسبوع المقبل.
وأوضح لوغو أنه يحاول منذ أشهر إقناع الحكومة الفدرالية الليبرالية بتخفيض عدد المقيمين المؤقتين في مقاطعة كيبيك، مشيراً إلى أنّ عددهم تضاعف في العاميْن الماضييْن من 300.000 إلى حوالي 600.000 نسمة. وأضاف أنّ الإجراءات التي اتخذتها حكومة ترودو لمعالجة هذه القضية كانت ’’عديمة الجدوى‘‘.
ولم يصل لوغو في كلمته اليوم إلى حدّ مطالبة زعيم الكتلة الكيبيكية، إيف فرانسوا بلانشيه، بشكل مباشر بالتصويت ضد حكومة ترودو في اقتراح سحب الثقة.
فبدلاً من ذلك، بدا رئيس حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك (CAQ) وكأنه يحاول الضغط على زعيم الحزب الكيبيكي (PQ)، بول سان بيار بلاموندون، أحدِ خصومه في الجمعية الوطنية الكيبيكية.
يُشار هنا إلى أنّ كلّاً من الحزب الكيبيكي والكتلة الكيبيكية يدعو لاستقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية.
’’أمس أعلن زعيم الكتلة الكيبيكية، الحزب الشقيق للحزب الكيبيكي، أنه سيدعم حكومة ترودو في اقتراح سحب الثقة الأسبوع المقبل‘‘، قال لوغو، ’’أَطلب من السيد سان بيار بلاموندون، زعيم الحزب الكيبيكي، أن يتحلّى اليوم بالشجاعة ويطلب من رفيقه في الكتلة (الكيبيكية) أن يتراجع وألّا يدعم حكومة ترودو الأسبوع المقبل، وأن يدافع عن مصالح الكيبيكيين والأمّة الكيبيكية‘‘.
ثمّ ابتعد لوغو دون الرد على أيّ سؤال من الصحفيين الذين كانوا يحاولون الحصول منه على إجابة عمّا إذا كان يشعر بأنّ مقاطعة كيبيك ستتلقى معاملة أفضل فيما لو فاز المحافظون بقيادة بواليافر بالسلطة في أوتاوا.
ولم يمضِ وقت طويل قبل أن يردّ زعيم الكتلة الكيبيكية عبر وسائل التواصل الاجتماعي على رئيس حكومة كيبيك.
’’يظلّ الجواب لا‘‘، كتب بلانشيه في منشور على منصة ’’إكس‘‘ للتواصل، ردّاً على مناشدة لوغو له أن يسحب الثقة من حكومة ترودو.
وأضاف بلانشيه في منشوره أنه ليس محافظاً ولا ليبرالياً وأنه لا ينتمي أيضاً إلى حزب التحاف لمستقبل كيبيك، حزب لوغو.
’’أنا زعيم الكتلة الكيبيكية. أخدم سكان كيبيك، لا الليبراليين، وبناءً على حكمي الخاص‘‘، تابع بلانشيه قبل أن يضيف أنّ نصّ الاقتراح الذي سيقدّمه حزب المحافظين الكندي الأسبوع المقبل لسحب الثقة من الحكومة لا يذكر شيئاً عن مسائل الهجرة التي أثارها لوغو.
ويعتزم حزب المحافظين، الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، تقديم اقتراحه بحجب الثقة عن حكومة ترودو الليبرالية يوم الثلاثاء المقبل. ويقول نَصُّ الاقتراح، بكلّ بساطة، ما يلي: ’’هذا المجلس لا يثق برئيس الوزراء ولا بالحكومة‘‘. وتتمّ مناقشة الاقتراح والتصويت عليه في اليوم التالي.
’’هل ستصوت الكتلة الكيبيكية لصالح اقتراح المحافظين الأسبوع المقبل؟ الجواب هو لا‘‘، قال بلانشيه أمس في مؤتمر صحفي في أوتاوا، مضيفاً: ’’هل تريدون استبدال جوستان ترودو ببيار بواليافر؟ الجواب، إذن، هو لا‘‘.
ولكي تتجنّب السقوط في تصويتٍ ما على الثقة، تحتاج حكومة الأقلية الليبرالية إلى دعم واحد فقط من أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة في مجلس العموم الحالي.
وبعد ظهر اليوم قال زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاغميت سينغ، هو الآخر إنّ حزبه اليساري التوجه لن يصوّت لصالح اقتراح المحافظين بحجب الثقة عن الحكومة الليبرالية.