منذ بدء المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته كامالا هاريس في فيلادلفيا، الثلاثاء، استخدم كلا المرشحين تعابير وجه ونبرة ولغة جسد رسمت ملامح المناورة بينهما.
واستهلت هاريس المناظرة بتحية منافسها، وخلال لقائها به شخصياً لأول مرة صافحته، وهو أمر لم يفعله ترمب مع سلفها الرئيس جو بايدن في مناظرة يونيو، قبل انسحابه من السباق.
وفي المناظرة، طغت على النقاش لغة الجسد ونبرة الصوت والسلوك، بدلاً من نقاط الحوار أو المواقف السياسية لخوض تفاصيلها.
وقال خبير لغة الجسد مارك بودين في إشارة إلى مصافحة هاريس لترمب: "لقد كانت خطوة قوية.. لم يتوقع ترمب ذلك".
وأضاف: "حافظت هاريس على وجه معبر طوال مدة المناظرة أثناء حديث ترمب، وهي لحظات سرعان ما تم قطعها وإعادة تعميمها من قبل معجبيها على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنها في بعض الأحيان نظرت إلى ترمب بتعجب بشأن بعض تصريحاته غير الصحيحة".
أما ترمب، فقد احتفظ في الغالب بتعبير جاد على وجهه، بينما كان يبتسم أحياناً، أو يهز رأسه، كما اتهم هاريس بالكذب أيضاً.
نبرة حادة
وطوال مدة المناظرة، رفع كلا المرشحين صوتيهما أثناء النقاش، وكثيراً ما استدارت هاريس نحو خصمها وهي تتحدث، وبدا في وقت ما أنها توبخه، أما ترمب فكان معظم الوقت ينظر إلى الأمام مباشرة.
وقال عالم السلوك آبي مارونو: "كانت مناهجهما مختلفة جداً.. لم يخاطبها.. لم يتجه نحوها عندما كان يتحدث، وكانت هاريس معادية له بعض الشيء، لكنها كانت بذات الوقت متجاوبة عاطفياً تجاهه".
وأضاف: "سعى ترمب في مرحلة ما إلى قلب الطاولة على هاريس، كما طلب منها الانتظار؛ لأنه كان يتحدث".
وتابع: "غالباً ما عادت هاريس إلى نقاط الحوار، وكررت مقترحات السياسة حول الإسكان والشركات الصغيرة".
هاريس "غير حقيقية"
بدورها، قالت ليليان جلاس، وهي أيضاً خبيرة في لغة الجسد والاتصالات، إن هاريس "من الواضح أنها حفظت ما كانت ترغب في قوله، وتحدثت بلغة ثابتة"، معتبرة أن هاريس "ظهرت على أنها غير حقيقية".
وترى جلاس أن ترمب، في المقابل، اتخذ نهجاً أكثر انضباطاً في مناظرته السابقة في يونيو، مع بايدن الذي أدت عثراته المتعددة إلى تفاقم مخاوف الديمقراطيين بشأن عمره، وحفزته على الخروج من السباق.
وحدّ ترمب من هجماته الشخصية على هاريس، مستهدفاً سياساتها في المقام الأول، لكنه واصل انتقاداته ضد بايدن، ما دفع هاريس إلى التأكيد على أنها "أصبحت الآن خصمه"، قائلة: "أنت لا تترشح ضد جو بايدن، أنت تترشح ضدي".
واعتبر مشرعون من الحزب الجمهوري أن أداء ترمب في المناظرة جاء خالياً من التركيز وبدون المستوى المتوقع، وقد ألقى بعضهم اللوم على منسقي المناظرة، مشيرين إلى أنها لم تضغط على المرشحة الديمقراطية بالأسئلة اللازمة، بل بدت وكأنها تتبنى انحيازاً لصالحها.