بقلم / فيصل محمد
باحث وأخصائي ذوي الإعاقة وصعوبات التعلم
الأسرة هي أساس البناء المجتمعي، وهي اللبنة الأولية والأساسية في هذا البناء، فإذا صلحت هذه اللبنة صلح المجتمع ، أما إذا أصابها الخلل أو الضعف، أصاب –بالتالي- المجتمع الضعف والوهن. ولكن – للأسف- تتعرض الأسرة، في ظل هذا الغزو التكنولوجي الذي يحدث في عالمناحالياً، وسرعة وتيرة الحياة، لكثير من المشكلات والتحديات التي تضرب أساساها وثوابتها. فأصبح رب الأسرة(الزوج) غارق في العمل من أجل توفير حياة كريمة لأسرته، وإذا توفر له بعض الوقت قضاه مع أصدقائه. والزوجة (الأم) تعيش في حالة من التوتر والقلق، تائهة بين إيجاد صيغة أو طريقة مثالية وصحيحة لتربية أولادها، وبين إرضاء نفسها. والأبناء كلٌ يعيش في فقاعته الخاصة مُمسكاً بالهاتف يتصفح المواقع والمنصات المختلفة. أصبح كل فرد من أفراد الأسرة يعيش وحيداً على جزيرة منعزلة، وساد الخرس (الصمت) أرجاء البيوت.
إذاً فما الحل والعلاج؟
ولتسمح لى عزيزي القاريء أن أقترح – هنا- بعض الحلول:
• يا أيها الزوج ويا أيتها الزوجة: خصصا وقتاً محدداً تجلسا فيه سوياً ، تتحاوران معاً بحديث يملؤه الود والدفء والتفاهم، حديث هاديء عقلاني، تبوحان فيه بما في الصدور بصدق وصراحة وشفافية.
• ابحثا معاً عن أنشطة أو اهتمامات أو هوايات مشتركة بينكما تمارسوها سوياً.
• أقضوا (الآباء والأمهات) وقتاً كافياً مع أبنائكم، تتحدثونمعهم في مجلس تحفه الضحكات والابتسامات، وتغشاه المحبة والود والألفة. استمعوا لهم باهتمام وتقدير.
• فيا أيتها الزوجة: تحدثي وتواصلي مع زوجك- دائماً- بهدوء ولطف، كوني له أُماً وأختاً، أغدقي عليه بحنانك، أمطريه بكلمات التقدير والاحترام- لا عيب في ذلك. كوني له لا عليه.
• ويا أيها الزوج: كُن لزوجتك الأب والأخ والسند، مصدر الأمان والاطمئنان. فزوجتك أولى بكلامك الطيب، وأسرتك أحق بوقتك واهتمامك. فليس بالمال فقط تقوى الأُسر وتنجح.
همسة للأزواج والزوجات: تحدثوا، تواصلوا، أذيبوا أسوار الثلج بينكم بالحوار الدافيء الحاني. اطردوا الصمت(الخرس) من بيوتكم بلا رجعة، وإلا ستكون العواقب وخيمة، والثمن فادحاً، ذلك الثمن الذي سيدفعه-بلاريب- أبنائكم.