آخر الأخبار

إيران تتوعد بالرد على القصف الإسرائيلي لقنصليتها فى دمشق والولايات المتحدة تتنصل من المشاركة في الهجوم

توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الثلاثاء، بأن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق أمس "لن يمر دون رد"، حسبما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية.

وبدورها، أبلغت الولايات المتحدة، إيران، بأن واشنطن "ليس لها أي علاقة" أو "معرفة مسبقة" بالضربة الإسرائيلية على مجمع دبلوماسي في سوريا، وفق ما أورده موقع "أكسيوس" الأميركي.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي للموقع، إن الولايات المتحدة "لم يكن لها أي دور في الضربة الإسرائيلية، ولم نكن على علم بها في وقت مبكر، أبلغنا طهران بهذا مباشرة".

ووقع الهجوم قبل وقت قصير من اجتماع عبر تقنية الفيديو بين مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، مع كبار المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة بدائل عملية الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وأضاف مسؤول أميركي أن "الضربة الجوية في سوريا، لم يتم طرحها خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين ونصف الساعة"، فيما أوضح مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن إسرائيل "أخطرت إدارة الرئيس جو بايدن قبل دقائق قليلة من قيام قواتها الجوية بتنفيذ الضربة، لكنها لم تطلب الضوء الأخضر الأميركي".

وتكشف الرسالة الأميركية النادرة إلى طهران، القلق العميق الذى تشعر به إدارة بايدن إزاء التصعيد الإقليمي الذى ستؤدي إليه الضربة الإسرائيلية واستئناف هجمات الميليشيات الموالية لإيران ضد القوات الأميركية ، كما تظهر التوتر في العلاقات بين الحليفين المقربين.

وقال مسؤول أميركي لـ "أكسيوس"، إن "التحذيرات الإسرائيلية لم تكن مفصلة، ووصلت عندما كانت الطائرات العسكرية في الجو بالفعل".

وأفاد الموقع الأميركي، بأنه في الساعات التي تلت القصف الجوي في دمشق، شُنت عدة هجمات بطائرات مسيرة من سوريا على إسرائيل، التي اعترضتها أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي.

وقال مسؤول دفاعي أميركي، إن القوات الأميركية "رصدت مسيرة هجومية أحادية الاتجاه، ودمرتها في قاعدة التنف بسوريا، بعد عدة ساعات من الضربة في دمشق، في حين لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار في البنية التحتية".

ولفت مسؤول إسرائيلي كبير إلى أن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى، تحسباً لهجمات انتقامية من ميليشيات متحالفة مع إيران في سوريا.

وقصفت طائرات حربية إسرائيلية، السفارة الإيرانية في حي المزة بدمشق، الاثنين، في تصعيد للحرب التي تشنها إسرائيل على وكلاء طهران في المنطقة، إذ شوهد عمال طوارئ وهم يصعدون على أنقاض مبنى مدمر داخل المجمع الدبلوماسي بجوار مبنى السفارة الرئيسي، فيما كانت سيارات الطوارئ متوقفة في الخارج، وعلم إيران معلق على عمود أمام الأنقاض.

وقال سفير إيران لدى سوريا، حسين أكبري "أصابت الضربة مبنى قنصلياً في مجمع السفارة"، موضحاً أن مقر إقامته في المبنى ذاته، المكون من طابقين علويين.

وأضاف أكبري أن "العمل الشنيع نفذته طائرات إسرائيلية من طراز F-35 بإطلاق 6 صواريخ"، قائلاً: "لأول مرة، تجرأ النظام الصهيوني على استهداف مبنى رسمي لسفارة تحمل العلم الإيراني. ردنا سيتم في الوقت والمكان المناسبين"، بحسب ما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".

بدوره، قال الحرس الثوري الإيراني في بيان، إن "7 مستشارين عسكريين لقوا حتفهم في الهجوم، من بينهم محمد رضا زاهدي القائد الكبير في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، إضافة إلى نائب زاهدي محمد هادي حاج رحيمي وحسين أمين الله، وهو قائد كبير آخر للفيلق في سوريا ولبنان".

ونقل تلفزيون العالم الإيراني، عن مجلس الأمن القومي الإيراني قوله، الثلاثاء، إنه اجتمع و"اتخذ القرارات المناسبة بشأن الهجوم على القنصلية"، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وقالت وزارة الدفاع السورية، إن إسرائيل شنت الهجوم، ما أدى إلى سقوط وإصابة كل من كان بداخله وتدمير المبنى بالكامل، إذ انتقل وزيرا الخارجية والداخلية السوريان إلى موقع الهجوم وأدانا ما وصفاه بـ "العمل الشنيع".

في سياق متصل، قال نائب مندوب روسيا الدائم بالأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي، إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مفتوحة، اليوم الثلاثاء، بشأن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق.

وأضاف بوليانسكي عبر منصة "إكس"، أن طهران بعثت برسالة إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة القصف، وقال: "طلبنا عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن عقب رسالتهم". ومن المقرر عقد الجلسة في الثالثة مساءً بتوقيت نيويورك (11 صباحاً بتوقيت جرينتش).

وكانت سفيرة ومساعدة ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة، زهراء إرشادي، طلبت في رسالة إلى مجلس الأمن، إدانة الهجوم "بأشد العبارات الممكنة وعقد اجتماع عاجل للتعامل مع الانتهاكات العلنية لقواعد ومبادئ القانون الدولي" من قبل إسرائيل، وفقاً لما ذكرته وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء.

وقالت البعثة الإيرانية، إن الضربة "تهديد كبير للسلام والأمن الإقليميين"، وحضت مجلس الأمن على استنكار الهجوم وقالت إن طهران "تحتفظ بالحق في اتخاذ رد حاسم".

وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن الهجوم الإسرائيلي يعد الرابع على قوات إيرانية في سوريا خلال العام الجاري 2024، إذ سقط ما لا يقل عن ستة من أفراد الحرس ومستشار عسكري في 3 حوادث منفصلة منذ يناير الماضي. 

وقصفت إسرائيل مئات الأهداف المرتبطة بطهران ووكلائها في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك مطارا حلب ودمشق، منذ أن نشرت إيران قوات خلال الحرب الأهلية السورية في عام 2011.

ولطالما شعرت إسرائيل بالقلق من أن وجود القوات الإيرانية، وكذلك مقاتلين من "حزب الله" اللبناني في سوريا، يمكّن خصومها من إنشاء جبهة جديدة ضدها، لكن التوترات بين إسرائيل وإيران ارتفعت منذ حرب غزة قبل 5 أشهر، ما أدى إلى ضربات إسرائيلية أكثر دموية استهدفت المنشآت الإيرانية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة "لا تزال قلقة حيال أي شيء من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة أو تفاقمه".

وأضاف ميلر، أنه "لا يتوقع أن يؤثر الهجوم على المحادثات المتعلقة بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس".

إدانات عربية ودولية واسعة للهجوم الإسرائيلي

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، بشدة الاعتداء الاسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، مؤكدة أن استهداف المقار والبعثات الدبلوماسية يشكل خرقاً موصوفاً للقانون الدولي، وانتهاكاً خطيراً لاتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية اللتين تضمنان حصانة وحرمة المقرات الدبلوماسية.

وأوضحت الخارجية في بيان، اليوم الثلاثاء، وفقا لوكالة الأنباء اللبنانية، أن هذا التصعيد الخطير في خرق القوانين والأعراف الدولية، يهدّد بشكل حتمي السلم والأمن الإقليميين والدوليين.

وتقدمت بخالص العزاء لحكومة إيران وأسر الضحايا، متمنية الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

بدورها أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، الهجوم ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن الأمانة العامة قولها في بيان لها، اليوم الثلاثاء، إن هذا الاعتداء يعد انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية بما في ذلك اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الدبلوماسية والملزمة للجميع طبقا لما تفرضه من حصانة واحترام للبعثات الدبلوماسية.

كما أدانت جامعة الدول العربية الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق في الأول من أبريل، في انتهاك واضح لسيادة الجمهورية العربية السورية، وخرق خطير جديد من جانب إسرائيل للقانون الدولي وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية بخصوص احترام المقار الدبلوماسية.

وحذر مصدر مسؤول بالأمانة العامة من خطورة التصرفات التي ترتكبها إسرائيل، وترمي من ورائها إلى توسيع رقعة الحرب إقليمياً والدفع بالمنطقة إلى حالة من الفوضى، داعياً إلى ضرورة مواصلة الجهود لوقف فوري لهذه الحرب ووضع حد للجرائم التي ترتكبها إسرائيل بشكل يومي.

وأدانت وزارة الخارجية الباكستانية، القصف الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، مشددة على أنه يشكل انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وجاء في بيان الخارجية: تدين باكستان بشدة الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق في سوريا، ونعرب عن خالص تعازينا لأسر الضحايا وشعب وحكومة إيران، إن هذا الهجوم انتهاك غير مقبول للسيادة السورية ويقوض استقرارها وأمنها.

وأضاف البيان:هذا الهجوم هو انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما أن الهجمات على الدبلوماسيين أو الأهداف الدبلوماسية غير قانونية بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.

وأكدت الوزارة أن العمل غير المسؤول للقوات الإسرائيلية هو تصعيد خطير في منطقة غير مستقرة بالأصل، داعية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى منع إسرائيل من السلوك المغامر في المنطقة وأعمالها غير القانونية الموجهة ضد جيرانها واستهداف أهداف دبلوماسية أجنبية.

كذلك أعربت سوريا والإمارات وسلطنة عمان عن إدانتهم للهجوم الذي استهدف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق.

وأدانت أيضاً السلطات الصينية الهجوم الإسرائيلي ، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين في مؤتمر صحفي في بكين، إن بلاده تدين بشدة الهجوم على السفارة الإيرانية بسوريا، وتؤكد أنه لا يمكن انتهاك أمن المؤسسات الدبلوماسية.

وأضاف وانج وفقًا لما أوردته شبكة «سي جي تي إن» الإخبارية الصينية على موقعها الإلكتروني، أنه ينبغي احترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وأن الصين تعارض أي أعمال تؤدي إلى تصعيد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

كما وصفت الرئاسة الروسية «الكرملين» الهجوم الإسرائيلي بأنه عمل عدواني ينتهك القانون الدولي.

وقال المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحفيين، اليوم الثلاثاء: لن نتسرع في التوصل إلى استنتاجات، ولكن على أي حال شن مثل هذه الضربات يعد انتهاكا للقانون الدولي وعملا عدوانيا.