آخر الأخبار

انسحاب إسرائيلي من محيط "الشفاء" ورفح محور إجتماع بين واشنطن وتل أبيب

أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة اليوم الإثنين أن الجيش الإسرائيلي انسحب من مجمع الشفاء الطبي في القطاع المحاصر بعد أسبوعين من شنه عملية عسكرية واسعة النطاق في الموقع.

وقالت الوزارة إنه جرى انتشال عشرات الجثث من داخل المجمع الطبي ومحيطه، حيث شاهد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية وشهود عيان دبابات ومركبات عسكرية تنسحب منه.

لكن الجيش الإسرائيلي لم يؤكد بشكل فوري تنفيذه أي انسحاب.

وأطلق الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مجمع الشفاء الطبي (شمال) في 18 مارس (آذار) ووصفها بأنها "دقيقة" وتستهدف مسلحي حماس الذين اتهمهم بأنهم ينشطون من داخل المكان.

وسبق للجيش أن أعلن القضاء على عشرات المقاتلين في المجمع والعثور على كميات من الأسلحة.

وقال بيان صادر عن وزارة الصحة التي تديرها حماس أنه جرى "انتشال عشرات جثث الشهداء بعضها متحلل من داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه".

وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي "انسحب من مجمع الشفاء الطبي بعد أن قام بإحراق مبانيه وإخراجه بالكامل عن الخدمة"، مشيراً إلى أن "حجم الدمار في داخل المجمع والمباني المحيطة به كبير جدا".

وقال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في المكان أن مباني عدة داخل المجمع الطبي، وهو الأكبر في القطاع الفلسطيني، تضررت، بينما بدت على بعضها آثار حرائق.

وصرح طبيب لوكالة الصحافة الفرنسية أن أكثر من 20 جثة تم انتشالها، بعضها تعرض للسحق بواسطة الآليات المنسحبة.

ومع تواصل القصف الإسرائيلي على غزة، ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري أمس الأحد نقلاً عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أنه من المتوقع أن تعقد الولايات المتحدة وإسرائيل اجتماعاً عبر الإنترنت اليوم الإثنين لمناقشة اقتراحات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن البديلة للاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدينة رفح في جنوب القطاع.

نتنياهو يخضع لعملية جراحية 

وخضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهومساء أمس الأحد لعملية جراحية لعلاج "فتاق"، في خضم الحرب بين جيشه وحركة "حماس" في القطاع الذي تعرض لضربات إسرائيلية جديدة طالت إحداها باحة مستشفى الأقصى.

وأفاد مكتب نتنياهو اليوم الإثنين أنه خضع لعملية جراحية "ناجحة". وأضاف في بيان بعد العملية التي أجريت مساء الأحد وحظيت بمتابعة وثيقة، أن نتنياهو "في حالة جيدة وبدأ بالتعافي".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الأحد، إن "النصر لن يتحقق على (حماس) دون القيام بعملية عسكرية في رفح (جنوب قطاع غزة)". وأضاف، خلال مؤتمر صحافي في القدس، أن "الضغط العسكري والمرونة في المحادثات سيؤديان إلى إطلاق سراح المحتجزين (الإسرائيليين)".

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى أنه سيعود إلى ممارسة مهامه في "أقرب وقت" عقب إجراء العملية الجراحية.

المفاوضات

والأحد، قال مسؤول في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحركة لم تتخذ قراراً بعد بشأن إرسال وفد إلى المفاوضات الجديدة في الدوحة أو القاهرة، حيث جرت محادثات غير مباشرة عبر وسطاء في الأشهر الأخيرة.

وأكد المسؤول أن المواقف بين "حماس" وإسرائيل لا تزال "متباعدة"، قائلاً إن الحركة "أبدت مرونة واستعداداً للتوصل لاتفاق" في جولة التفاوض السابقة.

لكن نتنياهو اتهم "حماس" الأحد بأنها "شددت" مواقفها، وقال "في حين أظهرت إسرائيل مرونة في مواقفها خلال المفاوضات، قامت "حماس" بتشديد مواقفها".

دعوات لاستقالة نتنياهو

ومساء، تظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس للمطالبة باستقالة نتنياهو وتأمين الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، في وقت تبدو المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل قد وصلت إلى طريق مسدود.

ومع تزايد الضغط لوقف الأعمال العدائية والتوصل إلى اتفاق هدنة، تجمع حشد من المتظاهرين المناهضين للحكومة أمام مقر الكنيست في القدس، حيث وقعت اشتباكات مع الشرطة.

واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لإخلاء الطريق وإبعاد المتظاهرين الغاضبين الذين كانوا يهتفون "انتخابات" ونتنياهو "يجب أن يرحل" و"أعيدوهم (الرهائن) الآن".

لكن التوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح الرهائن لا يزال بعيد المنال، رغم النداءات الصادرة عن المنظمات الدولية التي تحذر من خطر المجاعة على غالبية سكان قطاع غزة المحاصر.

القتال لم يتوقف

وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، إلا أن القتال لم يتوقف في القطاع المحاصر والمدمر، حيث بلغت حصيلة القتلى 32782 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.

كما تهدد المجاعة سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون شخص فيما تدخل المساعدات الإنسانية التي تخضع لرقابة من الجانب الإسرائيلي، بكميات قليلة.

في الأثناء، تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الأحد، وقُتل 77 شخصاً على الأقل في الغارات الإسرائيلية خلال أربع وعشرين ساعة، حسبما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007.

وتواصل القتال في القطاع الفلسطيني خصوصاً في محيط عدد من المستشفيات التي أصبح معظمها خارج الخدمة، والتي يتهم الجيش الإسرائيلي مسلحي "حماس" بالاختباء فيها.

في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة (شمال)، وهو أكبر مؤسسة صحية في القطاع الفلسطيني، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل نحو 200 "إرهابي" منذ بدء عمليته في 18 مارس (آذار)، وأنه عثر على الكثير من الأسلحة.

كذلك، أفادت حركة "حماس" بأن القوات الإسرائيلية تتواجد في مجمع مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة، فيما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن عمليات تجري في مستشفى الأمل الواقع في جنوب القطاع أيضاً.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأحد مقتل أربعة أشخاص وإصابة 17 آخرين في قصف إسرائيلي على مستشفى الأقصى وسط قطاع غزة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة إكس: "كان فريق من المنظمة في مهمة إنسانية بمستشفى الأقصى، عندما تعرض مخيم داخل مجمع المستشفى لقصف جوي إسرائيلي، مما أدى إلى سقوط 4 أشخاص وإصابة 17".

وذكر أن فريق منظمة الصحة كان موجوداً في المستشفى لتقييم الاحتياجات وتسلم حضانات لإرسالها إلى شمال غزة.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي عبر منصة إكس إن طائرة تابعة لسلاح الجو "قصفت مركز قيادة عملياتياً تابعاً لحركة (الجهاد الإسلامي) وإرهابيين متمركزين في باحة مستشفى الأقصى في منطقة دير البلح". وأضاف "بعد هذه الضربة الدقيقة، لم يتضرر مبنى مستشفى الأقصى ولم تتأثر وظيفته".

"حماس" تتهم فتح بإرسال رجال أمن إلى شمال غزة

من جانب آخر، اتهمت حركة "حماس" السلطة الفلسطينية بإرسال ضباط أمن إلى شمال قطاع غزة بذريعة تأمين شاحنات المساعدات. ونفى مسؤول بالسلطة الفلسطينية هذا الاتهام الذي وجهته وزارة الداخلية في القطاع الذي تديره "حماس".

وأبلغ قيادي بـ "حماس" تلفزيون الأقصى التابع للحركة بأن ماجد فرج رئيس المخابرات بالسلطة الفلسطينية هو المشرف على مهمة القوة.

وقال إن ستة أعضاء من القوة، التي رافقت شاحنات المساعدات التي دخلت من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر، اعتُقلوا وإن قوات الشرطة تلاحق الأعضاء الآخرين للقبض عليهم.

وقالت وزارة داخلية "حماس" في غزة في بيان "تسلل إلى منطقة شمال غزة عدة ضباط وجنود يتبعون لجهاز المخابرات العامة في رام الله، في مهمة رسمية بأوامر مباشرة من ماجد فرج، بهدف إحداث حالة من البلبلة والفوضى في صفوف الجبهة الداخلية، وبتأمين من جهاز الشاباك الإسرائيلي".

وأضافت "وعليه، تعاملت الأجهزة الأمنية في غزة مع هذه العناصر، وتم اعتقال عشرة منهم، وإفشال المخطط الذي جاءوا من أجله، وسيتم الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن يلعب في مربع" لا يخدم سوى إسرائيل.

وقال مسؤول بالسلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية في بيان "بيان ما يسمى بوزارة داخلية (حماس) حول دخول المساعدات إلى قطاع غزة أمس لا أساس له من الصحة وسنستمر في تقديم كل ما يلزم لإغاثة شعبنا".

عملية طعن قرب مدينة أشدود

من جانبها، أعلنت خدمة الطوارئ الإسرائيلية أن رجلاً طعن ثلاثة أشخاص وأصابهم بجروح الأحد في مركز تجاري بالقرب من مدينة أشدود في وسط إسرائيل.

وأفاد زاكي هيلر المتحدث باسم "نجمة داوود الحمراء"، وهي خدمة الإنقاذ الوطنية في إسرائيل، في منشور على منصة إكس أن الهجوم وقع في مركز فريندلي التجاري بمنطقة غان يافني المجاورة لمدينة أشدود.

وأضاف أن "المسعفين يعالجون ثلاثة مصابين، بعضهم في حالة خطيرة"، مضيفاً أنهم نقلوا إلى مستشفى أسوتا في أشدود.

وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن "إرهابياً" "طعن ثلاثة أشخاص" مستخدماً سكينين قبل أن "تحيده" الشرطة المحلية. ولم يوضح ما إذا كان هذا يعني مقتل المهاجم.

وصرح المتحدث أن المشتبه به يعتقد أنه من مدينة الخليل في الضفة الغربية ويبلغ 19 سنة.

ووقعت هجمات عدة مماثلة في إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية، بينها هجوم حدث في وقت سابق الأحد في محطة للحافلات في مدينة بئر السبع بجنوب البلاد وأدى إلى إصابة شخصين أحدهما جندي إسرائيلي.

وازداد التصعيد في المدن الإسرائيلية والضفة الغربية مع اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل و"حماس".