آخر الأخبار

تسبب مشاكل في النمو العقلي.. كيف تؤثر نرجسية أحد الوالدين على الطفل؟

أفادت دراسات وأبحاث جديدة، بتأثير نرجسية أحد الوالدين على شخصية ونمو الأبناء، حيث لاحظ الباحثون أن تجربة وجود والد نرجسي لها عواقب واضحة على النمو العقلي والعاطفي للطفل ومؤثرة فيما بعد في مرحلة الشباب.

بين هذه الأبحاث "التاريخ السريري متعدد الأجيال لعائلة بها عدة أفراد يحملون اضطراب الشخصية النرجسية"، الذي نشر في المجلة الدولية للعلوم الدولية والبحوث الاجتماعية.

وقالت الدراسة البحثية إنه يمكن أن يؤثر وجود أحد الوالدين كنرجسي سلبًا على الطفل من خلال رؤيته الذاتية، وأسلوب الارتباط، والعلاقات الرومانسية، والاستقرار العاطفي.

وأشارت إلى أن النرجسية لدى الوالدين "يمكن أن تكون بمثابة عائق أمام الارتباط الصحي وإمكانية التأثيرات العميقة والدائمة على احترام الذات في مرحلة البلوغ".

وربطت دراسة أخرى -بشكل غير رسمي- بين الأبوة والأمومة النرجسية وتجارب الطفولة المتعلقة بـ"انخفاض الثقة، ومشاعر العار، وصعوبات الالتزام، واستراتيجيات العلاقات الضعيفة"؛ حيث يفتقر النرجسيون إلى العديد من المهارات والقدرات الأبوية الأساسية.

"لا يملك النرجسي القدرة على أن يكون والدًا جيدًا بما فيه الكفاية"، ذلك ما ذكرته ماري آن ليتل صاحبة كتاب "نرجسية الطفولة استراتيجية تربية أطفال غير أنانين".

وذكرت ليتل في كتابها عدة نقاط يتسم بها النرجسي –وتتفق مع الأبحاث – تؤثر على الطفل:

- الأنانية والتمركز حول الذات، حيث تعني أن الاهتمام يتجه في المقام الأول إلى الداخل، ونتيجة لذلك، فإن النرجسيين لديهم طاقة عاطفية أقل متاحة للطفل، وبما أن الأطفال يحتاجون إلى إمدادات غير محدودة تقريبًا من الاهتمام والمودة، فإن الوالد النرجسي غير مجهز لتوفير الرعاية الكافية، وتشمل المخاطر التي تهدد نمو الطفل بسبب ذلك: الشعور بعدم الأمان، الشك في الذات، والارتباط غير الآمن.

- الحاجة إلى التضخم النرجسي تجعل الطفل وسيلة محتملة لخدمة احتياجات الوالد، حيث يعانون من الحاجة المستمرة للإنجاز في محاولة لإرضاء الوالدين المتطلبين للحفاظ على صورتهم أمام المجتمع والعائلة.

- عادةً ما يكون النرجسيون غير حساسين ويفتقرون إلى قدرات الرعاية سريعة الاستجابة ما لم يقدم الطفل شيئًا من شأنه أن يفيد الوالدين، ويترجم إلى انخفاض الثقة بالنفس والشعور بعدم الجدارة، مما يخلق حالة من الجوع العاطفي وانخفاض تقدير الذات.

- ينشغل الوالد النرجسي بصورته الذاتية وغالبًا ما يكون غير قادر على تحمل السلوك "السيئ" الطبيعي المرتبط بالمرحلة التي يكون فيها الطفل أكثر نشاطاً مع احتمالية وقوع كثير من الأخطاء، حيث يشعر الوالد بالإحباط بسهولة بسبب سوء سلوك الأطفال، مما يجعله يميل إكثر إلى أفعال قاسية تجاه الطفل، مما يتسبب للطفل في شعور بالحاجة إلى الكمال، وعدم القدرة على إرضاء الآخرين، والقلق أو الانسحاب.

- يظهر النرجسيون حاجة مفرطة للسيطرة على من حولهم، وإن الإفراط في التوجيه والتدريب والانتقاد، يؤدي إلى إعاقة أطفالهم عن طريق الحد من خبرتهم في السلوك المستقل الموجه ذاتيًا، مما يخلق طفلاً يفتقر إلى الاستقلالية.

وتؤكد ليتل في مقالها: "إن تركيز النرجسي على نفسه والتزامه الصارم بالرضا الأناني لا يوفر أساسًا جيدًا للتربية. ومن الجدير بالذكر أن النرجسيين قد يفتقرون إلى القدرة على وضع احتياجات الطفل قبل احتياجاتهم إلا إذا كان ذلك يخدم نوعًا من الإشباع النرجسي".