في ظل التحديات والغزو الفكري وما تتعرض له الأسرة ، لا يمكن لي أن أصدق أن حجم التحريض والكراهية التي تُمارس ضد شخص ما صاحب حضور وتأثير إيجابي، وذلك بسبب تسجيل نجاح عابر أو إقامة فعالية عادية، هو من باب الصدفة أو نتاج شهرة تثير الحسد والغيرة فقط ، وإنما هناك ما يجعلني أؤمن بأن هناك ما يُغذي مثل هذه المشاعر العدائية ، وهذا ما يجعلني أن أتساءل لمصلحة من ولماذا تتحرك كل هذه الأبواق الشريرة فجأة وتزامناً مع أي حراك إيجابي؟!.
ومن هو الذي يحركها وما هي الدوافع وراء ذلك؟، وما الذي يُزعج هؤلاء من مبادرات انسانية بسيطة وعابرة؟، وهل هناك مراقبة حثيثة لإفشال أي خطوات ذو قيمة ومفيدة ؟، أم أن هناك رغبة غامضة لتخريب كل جهود نبيلة ، وهل هذا الأمر يأتي عفوياً في إطار التدافع والتنافس والغيرة والحسد أو نتاج ثقافة باتت مهزوزة وتعاني من فوضى شاملة أم أن هناك شئ آخر خفي يعمل على إثارة الكثير من التناقضات ويجعلها على الدوام مشتعلة ومحل خلاف وصراع للإنشغال عن أمور أكثر أهمية وأولوية، لتحقيق غايات خبيثة أو مصالح شخصية؟!…
ضجر كبير من كل هذا !... وفي تقديري أنه بعد ٢٣ عاماً عشتها في المهجر أستطيع القول أننا اليوم أمام نموذج مختلف يمثل خليطاً من السلوكيات البغيضة ، حيث أن الأمور لم تعد في المهجر على ما يُرام، فالمهجر كان يجمع على الدوام ما بين الغث والسمين وعمالقة فكر من جهة وبين شياطين الإنس والملائكة من جهة أخرى، ولكننا اليوم أمام مشهد آخر مليئ بالتشويش والتشويه لدرجة القذارة السلوكية اللامتناهية!.
فهل الأمر من باب الصدفة ؟!... أم أنه يتعلق بأخطاء ذاتية وبسلوكيات عابرة وتلقائية في إطار تدافع الأجيال وسط عبث فكري وعدم إلتزام سلوكي وفوضى تزاحمية موروثة من بيئة باتت الهمجية عنوانها، وأنانية شخصية نتيجة صعوبات إقتصادية، أم أن هناك من يستفيد من تحريك نعرات وتحديات من خلال أدوات رخيصة وساذجة أو جاهلة لخدمة أهداف خبيثة؟!.
ما نراه اليوم هو في الحقيقة فيه فوضى عبثية وتدافع غير نبيل يجعلنا نتساءل لمصلحة من شحن الناس بهذه الكراهية والبغضاء من خلال بث الشائعات والتحريض والتشهير والتشكيك الذي يمارسه البعض بناءً على أنه يأتي من مصدر مجهول؟.
في الختام ، كما بدأت مقالي هذا أنهيه ، حيث يبقى هناك السؤال مشروعاً وتبقى مساحة الحرية والتعبير لكل شخص في بلد عظيم وديمقراطي مثل كندا مكفولة ، ولكن في إطار حسن التعاطي مع ذلك ، بعيداً عن إساءة فهم وإستخدام هذه القيمة الإنسانية العظيمة ، مما يُبقي الباب مفتوحاً أمام تساؤل هام وهو لمصلحة من ولماذا ومن يقف وراء ذلك؟!….. فهل الامر يتعلق بشياطين الإنس كارهين النجاح أم بطابور خامس يعمل ضمن مصالح أو منهجية خبيثة متقاطعة ومحددة الأهداف؟!.
خلاصة القول ، المخاطر كثيرة والتحديات كبيرة والأغبياء هم فقط من لا يدركون ذلك ..... دمتم بالف خير!.