بعد رفض وزارة الهجرة تصاريح الدراسة للطلاب الأفارقة... كندا تقبل المزيد منهم في بادرة جديدة

شيئاً فشيئاً بدأت الأمور تتغير بالنسبة لجامعات كيبيك ، فبعد الإدانة القوية لرفض وزارة الهجرة الكندية تصاريح الدراسة للطلاب الأفارقة الناطقين بالفرنسية بمعدلات مرتفعة، لوحظت بعض التحسينات في الآونة الأخيرة.

كما أن الحرم الجامعي التابع لجامعة كيبيك والكائن في مدينة ترْوا ريفيير هو المؤسسة الناطقة بالفرنسية الأكثر تضرراً من الرفض الهائل للملفات، ففي العام الماضي رفضت دوائر الهجرة الكندية 79% من الطلبات المقدَّمة إليها من طلاب أفارقة فرنكوفونيين.

لكن هذا الخريف ’’سُجِّل تحسّن هام‘‘، حيث على غرار جامعة كيبيك في ترْوا ريفيير، قامت العديد من المؤسسات التعليمية في مقاطعة كيبيك بزيادة الحملات الهادفة لجذب المزيد من الطلاب من منطقتي المغرب الكبير وإفريقيا الغربية، حيث يكون السكان فرنكوفونيون بنسبة عالية.

ايضا، أظهرت عدة دراسات استقصائية أجراها راديو كندا وصحيفة ’’لو دوفوار‘‘ الصادرة في مونتريال العام الماضي، ارتفاع معدلات رفض الطلبات بشكل كبير في السنوات الأخيرة، اذ بلغ معدّل رفض الطلاب من بعض الدول 80% أو أكثر. وفي كندا، كانت كيبيك، المقاطعة الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، الأكثر تضرراً.

ولتبرير قرارهم، كان موظفو دوائر الهجرة يقولون، في معظم الأحيان، لأصحاب الطلبات من الطلاب الأفارقة إنهم غير مقتنعين بأنّهم سيغادرون كندا في نهاية فترة إقامتهم، حيث ان هذه الحجة تتعارض مع حملات التوظيف التي تقوم بها الحكومة في العديد من البلدان لجذب الطلاب والعمّال الأجانب، خاصة فيما كندا تعاني نقصاً في اليد العاملة.

هذه الحقائق التي تمّ الكشف عنها، والتي اعتبرها رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو ’’مقلقة‘‘، أثارت ردود فعل على أعلى المستويات، حتّى أنها أُثيرت في القمة الأخيرة لمنظمة الفرنكوفونية التي انعقدت في تونس قبل أسبوعيْن.

كذلك، تعرّضت كندا لانتقادات في القمة على خلفية هذا الواقع في وقتٍ تحاول فيه تقوية روابطها مع القارة الإفريقية.

وفي الوقائع، بعد الاعتراف بوجود ’’عنصرية‘‘ و’’تمييز‘‘ داخل وزارة الهجرة الكندية، قامت الحكومة الفدرالية بمراجعة ممارساتها.

اما الآن،  باتت تتمّ الموافقة على أكثر من 4 طلبات من أصل كلّ 10 طلبات من طلاب دول إفريقيا الفرنكوفونية، اذ ان هذه زيادة قدرها 14 نقطة مئوية في عام واحد فقط، وقد سجلت بعد أن شكلت الحكومة الفدرالية وحكومة كيبيك لجنة عمل مشتركة اتخذت بعض الإجراءات.

اضافة الى ذلك، سجلت زيادة في معدلات قبول الطلاب الأفارقة الناطقين بالفرنسية من 27% في عام 2021 إلى 41% حالياً، نقلا عن إيزابيل دوبوا، الناطقة باسم وزارة الهجرة الكندية.

وتفاوتت الزيادة في معدلات قبول الطلاب الأفارقة في كندا بين بلد وآخر، ففي تونس مثلاً ارتفع معدّل القبول بين عاميْ 2020 و2022 من 59% إلى 71%، وفي المغرب من 42% إلى 52%، وفي الجزائر من 14% إلى 33%، وفي بنين من 12% إلى 32%، وفي الكاميرون من 11% إلى 30%، وفي السنغال من 19% إلى 30%. وفي ساحل العاج سُجِّل ارتفاع محدود، من 37% إلى 40%.