قيود كندا الوبائية و المسلطة على إفريقيا تعكس تاريخا طويلا من الإستغلال

وصفت العضوة بالحزب الديمقراطي الجديد "هاذر ماكفرسون" بأن الإجراءات الكندية الأخيرة بشأن فيروس كورونا و الموجهة ضد جنوب إفريقيا بأنها "عنصرية".

"لسوء الحظ ، كانت سياسة كندا تجاه إفريقيا على هذا النحو منذ فترة طويلة" حسب تعبيرها

كما أدانت منظمة الصحة العالمية (WHO) إجراءات الاختبار و حظر السفر الذي أعلنت عنه كندا وهي ليست المرة الأولى التي تكون فيها أوتاوا على خلاف مع منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بعدم المساواة في الإجراءات الوبائية.

"العنصرية" ليست بشيء جديد 

إن "العنصرية" التي تراها ماكفرسون في سياسات كندا بشأن فيروس كورونا هي ليست جديدة. إذ تعكس إجراءات كندا المتعلقة بالوباء طريقة تعاملها مع تغير المناخ في إفريقيا.

فقد بدأت التغييرات المناخية في جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للكثيرين في القارة السمراء ، ومع ذلك فإن الأفارقة لا يمثلون جزءا كبيرا من هذه التغيرات.

و نظرا لتسجيل أحد أعلى معدلات الكربون في العالم ، تتجاهل كندا  هذا الأمر من خلال الإستمرار في استخراج  أعلى معدلات انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري على كوكب الأرض.

 دعنا نلقي نظرة سريعة على تاريخ السياسات الكندية في القارة الإفريقية و التي تعكس اللامبالاة تجاه الأفارقة: 

في عام 2011 ، على سبيل المثال ، قاد جنرال كندي قصف الناتو لليبيا ،و  على الرغم من المعارضة الشديدة من الاتحاد الأفريقي و التنبيه بأن الحرب ستزعزع استقرار ذلك البلد والمنطقة ككل, وهو ما حدث في أخر الأمر بعد تجاهل كندا لهذا الأمر.

و خلال التسعينيات ، عززت أوتاوا برامج التكيف الهيكلي النيوليبرالية وسط مقاومة محلية كبيرة و التي عادت بالفائدة لشركات التعدين والموارد الأجنبية ، في حين أن الإصلاحات التي فرضها صندوق النقد الدولي دمرت شبكات واقتصادات الأمن الاجتماعي في العديد من البلدان الإفريقية.

دعم الحكم الاستعماري

بينما هيمنت القوى الأوروبية على المنطقة ، دعمت حكومة أوتاوا الفترات الاستعمارية. 

كما عمل المفوضون التجاريون الكنديون على تطوير العلاقات التجارية.

وفي خمسينيات القرن الماضي ، قدمت كندا مليارات الدولارات في عملية تبادل أسلحة تابعة للناتو وذلك لمساعدة القوى الاستعمارية أثناء قمعها حركات المقاومة في الجزائر وكينيا وأماكن أخرى.

كما كان اثنان من حاملي الجنسية الكندية تحت فترة ولاية في كل من كينيا وشمال نيجيريا وغانا.