الجغرافيا السياسية والمتلاعبون بالقومية!! بقلم:محمد سعد عبد اللطيف:مصر- يُعرف القرن الماضي بأنه قرن القومية والأيديولوجية, وبالفعل كانت بوادر القوميةفي أواخر القرن "التاسع عشر " وأوائل القرن" العشرين" وقد صارت قوى وحركات اجتماعية - واقتصادية متعددة استطاعت أن تحدد المحاور ا لأساسية لتطور الدول والشعوب. وتحت دعاوى القومية ثارت أحداث أفضت في النهاية إلى اشتعال الحرب العالمية الأولي وتمخضت الحرب ذاتها عن تشكيل سلسلة من الدول القومية الجديدة, وهو ما أكد أهمية وتأثير أفكار ومبادئ الهوية القومية. وتباينت صور القومية ما بين قومية "برجوازية وقومية "ليبرالية" إلى قومية 《البرجوازية الصغيرة والقومية الشوفينية》والقومية (الفوقية) وغيرها, وذلك لتصديق ودعم أهداف أيديولوجية سياسية والوقوف خلف برامج اجتماعية - وسياسية مستهدفة.وقد تبلور هذا الفهم الي افكار في مفاهيم الأمة والقومية، وقد اخذت نوع من الحداثة من الخلفيات الأيديولوجية للحركات القومية إلى مكانة الرمز والتقاليد في الفكر القومي (سواء كانا موجودين بالفعل أو تم اختراعهما لتحفيز الشعوب). كما كان عامل الزمن للقومية وتطورها التاريخي. وقد استطاع بعض العلماء في علم الجغرافيا واستغلال شهرتهم ان يلعبوا بمصير شعوب في "تزيف والخداع بالخرائط".وكان الجغرافي "يفيجيتش"من يوغسلافيا، الذي (زيّف) في الخرائط الاثنية" لمقدونيا" مستغلا شهرته الدولية والثقة الممنوحة له في مؤتمر( الصلح في باريس 1919) ليخدم أغراضا مفادها (سحب) أراض مقدونية وضمها إلى الصرب, وكانت المحصلة إذكاء الروح القومية للصرب وطموحهم للتوسع. ولعل هذه سابقة جغرافية جاءت مبكرة للتوظيف السيئ للجغرافيا السياسية لإحتلال أي أرض يقطنها ناطق بالألمانية في أوروبا إبان العهد النازي. وهو ما جعل اقليات تطالب بحقوق الإنسان من السكان الأصليين والتوجه نحو الاستقلال الذاتي, وتحليل الحركات القومية من زوايا مختلفة كالنظر إلى القومية بوصفها مقاومة وفاعلا أساسيا في كفاح الشعوب ضد الإستعمار, والكفاح القومي بوصفه صراعاً طبقياً, والنضال القومي بوصفه حركة ضد النظام.كما يحدث الأن في عالمنا العربي ،فقد إرتبط كلمة القومية بالزعيم /جمال عبد الناصر فأصبح الكثير وللآسف في إعتقادهم أن القومية من أفكار ناصر ، وانها مشروع جاء مع النظم الإشتراكية ،وقد لعب علي ذلك الفكر الصهيوني ،منذ ظهور التيار الجارف للقومية في بداية الخمسينيات من القرن المنصرم، كما ذكرها مؤسس الدولة العبرانية (بن جوريون)في مذكراتة عام 1955م عن خطر القومية علي وجود إسرائيل ،وبعد تولي الرئيس المصري السادات الحكم ،حاول طمث الفكر القومي والتخلص منه ،بالقضاء علي أصحاب الفكر ،واطلاق يد الرداكالية الأصولية في وسط الجامعات بأن القومية شيء من الكفر ،ففي أواخر تسعينيات القرن الماضي ،أعلنت إسرائيل أنها "دولة عبرانية " وكانت تبحث عن هوية لها داخل إطار جغرافي ممتد من المحيط الي الخليج، وأصدرت نشرات دورية عن ذلك أن القومية العربية جزء من قوميات متعددة داخل مساحة الدول العربية ، وهناك قومية كردية، وشركسية ،وأرمن ،ومسحيين ،وبربر ،ونوبيين ،وغيرهم وهم جزء من هذة القوميات في داخل المساحة الجغرافية ،وقد نشبت حروب في أواخر القرن الماضي ،وظهور دول علي اساس القومية ،في يوغسلافيا سابقا، والبانيا ،وتشكوسلوفاكيا ودول اخري ظهر اقليات ،اصبحت داخل اقاليم منفصلة مثل (اقليم مونتنجروا)والصرب ،والجبل الأسود ،والبوسنة والهرسك ومقدونيا .وأقليم" ألبان كوسوفو ". والتشيك وسلوفانيا .وسلوفاكيا .وبعض الأقاليم التي تطالب بالإنفصال علي اساس القومية مثل بعض الآقاليم في الإتحاد السوفييتي سابقا وعلي سبيل المثال ،اقليم القرم "في اوكرانيا ، كذلك بدا في الشرق الأوسط .في العراق وسورية .والجزائر من الطوارق .ليتسع في الربع الأول من الألفية الثانية في دول من أوروبا الغربية في اسبانيا في إقليم كاتالونيا واقليم الباسك .وفي شمال ايطاليا .ويتوقع الكثير من الجغرافيين أن تظهر هذة النزعة القومية في بلدان كثيرة .وسوف تظهر علي الخريطة السياسية دول جديدة مع نظام عالمي جديد ،يولد الأن من رحم وباء كورونا !! "محمد سعد عبد اللطيف " كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية "