لاقى موقف فريق شارموفرز استحسان الجمهور، خاصة أن هذا الحادث جاء في أعقاب واقعتين تصدرت كلتاهما "الترند" خلال الأيام الماضية.
أثيرت حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في مصر قبل ساعات، بسبب منشور كتبته إحدى الفتيات تشكو فيه رفض القائمين على تنظيم حفل فرقة "شارموفرز" -المقرر إقامته اليوم الجمعة بالساحل الشمالي في مصر- حضورها مرتدية الحجاب التقليدي، والتشديد على أنها إذا كانت تريد حجز تذكرة والحضور فعليها الاكتفاء بارتداء "التربون" وليس الحجاب المتعارف عليه، مؤكدين أن ذلك شرط أساسي للدخول.
ردود أفعال متفاوتة
فما كان من الفتاة سوى أن رفضت تلك السياسة غير العادلة -من وجهة نظرها- والأسلوب غير المهذب الذي عوملت به، ومن ثمّ قررت تصعيد الأمر ليصبح مطروحا للنقاش على منصات التواصل على مرأى ومسمع من الجميع، مهددة بإبلاغ شرطة السياحة وهو ما أبدى منظمو الحفل استخفافهم به، قبل أن يقوموا بإلغاء حجزها دون تردد ومنعها من القدوم.
أثار هذا الحادث ردود أفعال متفاوتة بين الجمهور، فمن جهة تعاطف البعض مع الفتاة مؤكدين أن ثمة اتجاها دائم الهجوم والتنمر ضد المحجبات، بل إن مثل تلك الحوادث صارت معتادة في مصر وخاصة في فصل الصيف، ودافع آخرون عن حرية الجميع لارتداء ما يتوافق مع قناعاتهم الشخصية، سواء كانت تلك الملابس تتفق مع الحجاب أو تتنافى معه، مؤكدين أنه لا يحق لأي فريق التقليل من شأن الفريق الآخر لأي سبب.
ومن جهة أخرى، ظهر تيار مضاد رأى أن أي مكان له الحق بأن يضع "قواعد الملابس" (Dress Code) التي تتناسب معه، ومثلما توجد أماكن لا تقبل دخول المحجبات هناك أماكن أخرى تمارس العنصرية نفسها على غير المحجبات، والدليل فتاة "الفستان"، تلك الطالبة الجامعية بطنطا التي تعرضت الشهر الماضي للتنمر من المراقبات بسبب ارتدائها فستانا خلال الامتحان.
شارموفرز يتضامنون مع المحجبات
وبمجرد معرفة أعضاء فرقة "شارموفرز" بتفاصيل الواقعة، أعلنوا إلغاء الحفل على الفور، كون ما جرى ضد مبدأ المساواة الذي يعتنقونه. وهو ما أعلنه أحمد بهاء مؤسس فريق "شارموفرز" الغنائي رسميا عبر منصات التواصل، مؤكدا رفضهم إحياء الحفل إلا إذا تم حل المشكلة، مشددا على عدم وجود تفرقة بين الجمهور.
وقد لاقى هذا الموقف استحسان الجمهور، خاصة أن هذا الحادث جاء في أعقاب واقعتين تصدرت كلتاهما "الترند" خلال الأيام الماضية. الأولى: بطلتها فتاة مُنعت من دخول أحد الكافيهات الشهيرة في التجمع بالقاهرة الجديدة بسبب ارتدائها عباءة، أما الثانية: فبطلتها ابنة الطبيبة هبة قطب -استشارية العلاقات الأسرية- التي نشرت فيديو تعرب فيه عن غضبها إثر منعها من نزول حمام السباحة، لأنها ترتدي "البوركيني" وهو لباس سباحة طويل ترتديه عادة بعض النساء المحجبات.
وما أن تنامى خبر احتمالية إلغاء "شارموفرز" الحفل إلى أسماع المنظمين، حتى أعلنوا تراجعهم عن شرطهم بعدم السماح للمحجبات بالحضور، وإن كان ذلك لم يمنعهم من توضيح أن قوانينهم لا تنص على منع دخول المحجبات في المطلق، وإنما يتعلق الأمر بشكل ربطة الحجاب نفسها، إذ يسمحون بلف الحجاب بطريقة "التربون" (Turban)، ولكن ليس الطريقة العادية.
صيف مزدحم بالحفلات
يذكر أن آخر فيديو كليب طرحته فرقة "شارموفرز" جاء بعنوان "سينجل"، وهي الأغنية التي ألفها ولحنها أحمد بهاء، وقام بتوزيعها محمد العرقان، أما إخراجها فأسند إلى يوسف طايع في تجربته الإخراجية الأولى. وقد اختارت الفرقة فكرة مبتكرة للكليب، حيث ظهروا خلاله بهيئة رجال كبار في السن يدعون "للحياة دون ارتباط".
وبجانب حفل الليلة، يعتزم فريق "شارموفرز" إحياء حفل غنائي آخر يوم 15 يوليو/تموز الجاري، على مسرح "هايد بارك" في القاهرة الجديدة، مع أداء مجموعة من أشهر أغنياتهم، ومن بينها "انفصام"، و"خمسة سنتي"، و"دنيا"، و"كوكب"، وكذلك "نميمة"، و"مش فارقة"، و"خلاص هسيطر" وغيرها من الأغاني غير التقليدية التي طالما عشقها الجمهور.