وكالات: بعد أن فقدت عائلة سورية اثنين من أفرادها الصيف الماضي، حول أفرادها حزنهم إلى انتصار من خلال تحقيق حلمهم في افتتاح مطعمهم الخاص في كندا.
قال شلير علي وهو أحد مالكي مطعم “ضانوك” السوري في كندا، إن “كندا تشبه فسيفساء الثقافات، لذلك من المهم أن يكون لكل ثقافة هنا طعامها الخاص، ونريد مشاركة الطعام السوري في ذلك”، بحسب ما نقله موقع “CBC“، اليوم السبت 28 من تشرين الثاني.
وفي الثقافة السورية واللغة الكردية، تمثل كلمة “ضنوك” مرحلة طبخ برغل مع القمح، إذ يُسلق القمح ثم يشارك الجيران، كشكل من أشكال المشاركة الجماعية للطعام.
وافتتحت العائلة السورية مطعمها في مدينة مانيتوبا الكندية، خلال الأسبوع الذي فُرضت فيه قيود الإغلاق ضمن نطاق التدابير المتخذة ضد انتشار “كورونا”، بتاريخ 10 من تشرين الثاني، وبدأت بتقديم الطعام من خلال خدمة التوصيل أو الأكل خارج المطعم فقط.
جوان، شقيق علي، يشاركه في إدارة المطعم، وأيضًا كروان الكحيل زوجة أخيه، وريواس الكحيل شقيقتها، إلى جانب أعمال أخرى يقومون بها.
وقال شلير، “لم نتوقع ذلك، كان الناس يحبون طعامنا ويدعموننا، وكل من يجربه يعود لتناوله مرة أخرى”.
وبالرغم من أن المتاجر المحلية في كندا تقدم نكهات متنوعة من الحمص، إلا أن المطعم يقدم نوعًا أصليًا واحد من الحمص في سوريا، وهو الذي يغمس بشكل تقليدي (المسبحة).
ووصف شلير الاختلاف بين ثقافات الطعام بالمضحك، إذ لاحظ أن لكل ثقافة طعام مخصص للمنطقة بأكملها، ولكل بلد نسخة خاصة، نسخة تركية وأخرى يابانية، ولذلك نسخة مطعمهم كانت النسخة السورية في كندا.
نور، وهو أخو شلير من والدته، توفي مع ابنته همسة علي هذا الصيف، عندما انقلب قاربهم في بحيرة وينيبيغ في كندا.
وكان نور عضوًا مؤثرًا في المجتمع، وكان مستثمرًا ورائد أعمال.
بدأ نور بإدارة مشروع عمل لتوظيف اللاجئين أُطلق عليه اسم “Thank You Canada”، وعمل بنشاط لمساعدة المهاجرين من خلال بدء مبادرة كردية للاجئين.
وقال شلير إن “أخي الذي كان يبلغ 42 عامًا، كانت لديه دوافع لمساعدة كل المحتاجين، لذلك كان يرعى العديد من العائلات”.
وكان الموقع قد تحدث، في 19 من حزيران الماضي، عن اختفاء نور علي بعد انقلاب قاربه في بحيرة وينيبيغ، وأعلنت شرطة مدينة مانيتوبا أن جثة نور وابنته همسة فُقدتا بعد انقلاب قاربه في البحيرة.
ثم عُثر على جثته وانتُشلت من قبل فريق الاستجابة المائية للطوارئ.
وهربت العائلة من سوريا قبل وصولها إلى كندا عام 2012، وأنشأ شلير علي المبادرة الكردية للاجئين وأشيد بأعماله مع الوافدين الجدد حينها.
وبحسب موقع “CBC” الأمريكي لا تسعى هذه العائة للبقاء فقط على قيد الحياة، وإنما لإعادة البناء والزدهار مع كل وجبة يقدمونها.