في لقاء العدد مع النائبة في برلــــــمان مقاطعة أونتاريو عن حزب الليبرال، لوسلي كولارد، أعرب عن امتناني وتقــديري على ترحيبها بهذا اللقاء واعطائنا مساحة واسعة من الحوار الصريــح الشـفاف بالإضافة إلى توفيرها كل وسائل الراحة لإتمامه وإنجاحه بالرغم من التـحديات التي نمر بها بسبب جائحة كورنا.
س . بداية أشكرك على قبول هذه الدعوة للقائكم وعمل هذا الحوار معكم.
أهلا وسهلاً بكم ويسعدني عمل هذا اللقاء مع صحيفة عرب كندا لمخاطبة أبناء الجالية العربية من خلال هذا الحوار والإجابة على أي أسئلة من طرفكم ربما تكون لدى أبناء الجالية العربية ولا يجدوا أجوبة لها.
س . نود منكم أن تقدمي تعريف عنكم لأبناء الجالية العربية في كندا
اسمي لوسلي كولارد وأنا عضو برلمان أونتاريو ، وقد تم انتخابي كعضو في البرلمان الإقليمي في 27 فبراير من هذا العام عن منطقة
Ottawa - Vanier.
لذلك أنا الآن عضو في البرلمان الإقليمي لبضعة أشهر فقط، وأنا مراقبة لمختلف الحقائب الوزارية في كوينز بارك، ومراقبة للبيئة في مكتب المدعي العام، وكذلك لقضايا المرأة، هذا هو دوري في كوينز بارك.
قبل أن أصبح MPP ، كنت عضواً في أمانة المجلس الأعلى للتعليم الفرنسي، كما كنت أيضاً موظفة في الحكومة الفيدرالية لمدة 35 عاماً، وعملت أيضاً كمحامية على مدار العشرين عاماً الماضية.
بعد أن حصلت على شهادة القانون من جامعة أوتاوا عام 1999، عملت في الخدمة العامة كمحامية في مجالات عدة، منها القانون التجاري الدولي مع NAFTA ، والقانون الإداري والتنظيمي مع لجنة السلامة النووية الكندية، والقانون العام مع المحكمة الإتحادية.
كما أنني أم لأربعة أطفال ، وأعتز بأنني شديدة التركيز على النهوض بالتعليم بإعتباره لبنة أساسية لنجاح الأفراد والمجتمعات.
ايضاً كان لي دوراً مهماً في افتتاح مدرسة عامة جديدة ناطقة بالفرنسية حيث مكن ذلك الطلاب من الاستفادة من برنامج التنمية الفكرية والعاطفية والجسدية. بدأنا ذلك المشروع مع 18 طالباً عام 2003 ، وفي عام 2010 تم إفتتاح مدرسة Trille Des Bois رسمياً ، واليوم وصل العدد إلى 600 طالب يستفيدون من هذه المدرسة وبرامجها.
لأنني كنت أميناً ، وكذلك رئيساً لمجلس الإدارة لمجلس الأمناء الأعلى للتعليم الفرنسي، فقد منحني هذا الأمر الكثير من الفرص لكي أكون أكثر قرباً إلى المجتمع ومعرفته بشكل أفضل وفهم التحديات التي تواجهه، كما مكنني من الإطّلاع على جميع المشاريع التي كانت جارية
بنفس الوقت الذي كنت أفعل فيه ذلك، انخرطت في التعليم، وكانت البداية في المدرسة التي كان يذهب إليها أطفالي، ثم في النهاية، قررت الترشح كعضو في مجلس أمناء المدارس في المنطقة التي أعيش فيها، وانتُخبت ثلاث مرات أميناً في مجلس أمناء مدارس منطقة أوتاوا - فانيير ، أوتاوا - روكليف، وفي المرة الرابعة تم إختياري كرئيسة لمجلس إدارة أمناء المجلس الأعلى للتعليم الفرنسي، وأنا لا أعرف ما إذا كنت تعرف أنه يتم انتخاب أمناء مجلس المدارس في نفس الوقت الذي يتم فيه انتخاب أعضاء المجلس البلدي.
لدي بعض الخبرة ذات الصلة بالحوكمة مع السياسة، وكان هذا الأمر أكثر على الجانب الفرنسي ، حيث أن عملي مع المجلس الأعلى للتعليم الفرنسي ساعدني بالفعل لإكتساب هذه الخبرة ، وبالتعاون مع أعضاء مجلس مدينتنا إستطعت أن أحصل على مقعدي في البرلمان الإقليمي.
كان من المهم التحدث إلى المنتخبين ، للتحدث عن التعليم، والآن من المهم الاستمرار في التحدث مع المسؤولين المنتخبين الآخرين حول جميع أنواع القضايا التي تهم المجتمع.
س . أين تجدين نفسك اليوم خاصة في ظل هذا الوضع؟
حسناً، وضعي الآن سياسي أكثر ، لأنني عضو في الحزب الليبرالي، أما في السابق كنت مجرد مسؤول منتخب في المجلس التعليمي الأعلى بلا أحزاب، لذلك كنت أتوافق مع كل شخص لتشجيعه على التحدث إلى جميع أعضاء الحكومة الذين يحتاجون إلى الاستماع عن التعليم .
لكن اليوم الأمر مختلف بالتأكيد، وكما تعلمون أننا نعمل في وضعية مختلفة تماماً حيث أنني ليس في الحزب الذي شكل الحكومة، ولكن بشكل عام أعتقد أنني راضية عن عملي حتى اللحظة بالرغم من أنه منذ إنتخابي حتى اللحظة هناك تحديات COVID - 19 وهي تحديات كبيرة وليست سهلة.
س . هل شعرتم بأنكم قدمتم الخدمات اللازمة للمجتمع أثناء تواجدكم في مجلس الأمناء الأعلى للتعليم الفرنسي؟
نعم، الواقع كانت حقًا تجربة جيدة بالنسبة لي، نظراً لأنني كنت أميناً ، وكذلك رئيساً لمجلس الإدارة لمجلس الأمناء الأعلى للتعليم الفرنسي، فقد منحني هذا الأمر الكثير من الفرص لكي أكون أكثر قرباً إلى المجتمع ومعرفته بشكل أفضل وفهم التحديات التي تواجهه، كما مكنني من الإطّلاع على جميع المشاريع التي كانت جارية.
لكن كما تعلمون أن مجتمعنا مليئ بالتنوع الثقافي نتيجة لتواجد مواطنين جاؤوا من مجتمعات مختلفة من جميع أنحاء العالم، وهذا يحتاج إلى فهم هذا التنوع الذي لدينا بشكل أفضل، حتى نتمكن من تقديم الأفضل للجميع والإرتقاء بمجتمعنا.
س . هل تعتقدون أن خبرتكم السابقة في مجال التعليم، بصفتكم أمين في مجلس المدراس ورئيس مجلس الإدارة لمجلس الأمناء الأعلى للتعليم الفرنسي قد ساعدتكم كثيراً على الانخراط في مشاكل المجتمع والتحديات التي تواجهه؟.
نعم بالتأكيد. هذا ما منحني الفرصة للاقتراب من السياسة، وأعطاني الفرصة للمشاركة في الأحداث لإنشاء علاقات مع أعضاء المجتمع والمنظمات المجتمعية ، لمعرفة كيف يمكننا صنع الشراكة .
أيضاً، كما تعلمون ، يمكن أن يشارك التعليم في الكثير من المجالات، وأريد هنا أن أوضح أنني أدركت أن المسؤولية قد زادت الآن أكثر بعد أن أصبحت أقوم بعملي بصفتي MPP ، وأن كل خبرتي أيضاً في الحكومة ، كمحامية ، قد أفادتني وساعدتني على فهم ضروريات التعامل مع مشكلات المجتمع بشكل أفضل من خلال موقعي هذا.
س . لماذا فكرتم بالعمل في المجال السياسي بعد 35 عاماً من الخبرة في الأعمال المجتمعية والأعمال الحكومية ؟
لا أدري، لقد كان تطورًا مهماً. عندما كنت أعمل في الخدمة العامة، بدأت بالعمل كسكرتيرة، ثم قررت العودة إلى كلية الحقوق. لم أفكر مطلقًا في أنني سأعمل في المجال السياسي يومًا ما ، فهذا شيئ لم أفكر به من قبل ولم أخطط له وأنا صغيرة.
لكن هذا أمر مثير للاهتمام ، لأنه ، كما تعلم ، كونك سياسياً ، فأنت تكسب مالاً أقل من كونك محامياً. لذلك أنا لست هنا من أجل المال بالتأكيد ، بل من أجل خدمة المجتمع وهذا ما أجد نفسي فيه.
س . ما هي أولوياتكم بالنسبة لأبناء منطقتكم في أوتاوا- فانيير في المرحلة القادمة؟
بصفتي اليوم كعضو في البرلمان الإقليمي فلدي الكثير من العلاقات مع المجتمع، لذلك يمكنني مساعدتهم بشكل مباشر، فلدي الخبرة من خلال عملي في القطاع الحكومي حيث كنت أعمل في قطاع الخدمة العامة، وحقيقة أشعر بسعادة كبيرة عندما أذهب لعملي هنا أو عندما أذهب إلى تورونتو ، فأنا أتطلع لتقديم الخدمات اللازمة للمجتمع.
وبالرغم من التحديات الموجودة، إلا أن ذلك يزيدني رغبةً وإصراراً لكي أتغلب عليها وأنجح بفعل شيئ جيد للمجتمع، لأن ذلك بالفعل أمر يستحق ويشعرك بوجودك.
س. مع كل العمل الذي تقومين به ، وجميع التحديات التي تواجهينها كعضو في برلمان أونتاريو ، كيف يمكنكم أن تبقين إيجابية في نهاية اليوم؟
أشعر بسعادة بالغة وأنا أقدم المساعدة للناس، وأنا محظوظة جداً لأنني أقوم بهذه المهمة ، ولديّ أطفال هم مصدر إلهامي في المقام الأول، فهم يوفرون لي كل الدعم ويجعلونني في حالة جيدة ويحفزونني دائماً للنجاح في عملي. وأعتقد أن ما نحن عليه اليوم يجعلنا نهتم أكثر ببناء مستقبل أفضل لأبنائنا، وهذا بالنسبة لي يمثل أولوية، لذلك عندما أعود إلى المنزل أتذكّر بأن الأمر يتعلق بأطفالنا وهم من يستحقون المستقبل الأفضل.
س. كيف تجدون الوقت المناسب للبقاء بحيوية ونشاط وإيجاد توازن بين الحياة الشخصية والمهنية خاصة مع كثرة التنقل ما بين أوتاوا وتورنتو؟
الأمر ليس سهلاً بالتأكيد، ولكن هذه هي متطلبات الحياة والعمل، وواجب الإنسان أن يتعامل مع تحدياتها خاصة إن كنت في منصب رفيع يتطلب منك متابعة شؤون المواطنين وتوفير أفضل الخدمات لهم.
س. هل تعتقدون بأن ما تقوم به حكومة دوغ فورد في هذه الأيام كافٍ؟ وكيف يتم التعاون في البرلمان مع الحكومة حيال تحديات COVID-19 ؟
أعتقد أنه بالإمكان أن نقوم بعمل أفضل، والتعاون موجود بين جميع الأعضاء ، حيث أننا في حالة طوارئ، وعلى جميع الأعضاء أن يجتمعوا ويعملوا معاً على اختلاف انتمائتهم الحزبية، ولا يهم ما إذا كنت من الحزب الليبرالي أو الوطني الديمقراطي أو مستقلًا أو أخضراً أو محافظاً، الجميع مهتمون بصحة الناس والعمل على توفير أفضل السبل لحمايتهم من مخاطر تفشي الفيروس.
س. ما هي بعض التغييرات الإيجابية التي رأيتموها في المجتمع ، منذ انتخابكم كعضو في البرلمان الإقليمي وخاصة بين الشباب؟
لقد رأيت الناس يقومون بمساعدة بعضهم البعض، وهذا ما أعتقد أنه أعظم شيء، فهناك العديد من الأشخاص لا يستطيعون الخروج من المنزل ويحتاجون إلى المساعدة وقد رأينا الكثير من الأشخاص خاصة من فئة الشباب يتطوعون بتقديم خدماتهم، فيقومون بجمع الأموال لمساعدة المحتاجين وتقديم المعونات الغذائية لهم، ومهم جداً أن تكون هذه الظاهرة ثقافة عامة لدى الشباب لأنها طريقة للتعلم واكتساب الخبرة. من المعروف بأن الشباب لديهم مرونة ويمكنهم التكيف مع المواقف الصعبة وأرى ذلك في المنزل.
س. هل هذا هو السبب لتبني فكرة إنشاء مجلس شبابي؟
بالتأكيد، نحن بحاجة للاستماع لأصوات الشباب، فهم يهتمون بالمستقبل ولديهم أفكاراً جيدة، لذلك يجب أن يشاركوا في صنع القرار، علينا أن نوجههم في سن مبكرة للمشاركة في خدمة المجتمع، ونشجعهم على الحوار ونطور فيهم روح القيادة حتى يتمكنوا من القيام بأدوار قيادية في المستقبل، يجب أن نتأكد بأن لدينا شباب يستطيعون القيام بمهامهم فيما لو انخرطوا في الحياة السياسية.
س. كيف ترون التعاطي مع المراحل التعليمية أثناء جائحة كورونا؟
قد يكون هذا هو نظام التعليم الذي لدينا ، وهو رسمي للغاية مع الذهاب إلى المدرسة كل يوم حيث أن هناك واجبات منزلية واختبارات وكل ذلك ، لذلك يتعين علينا إعادة التفكير في ذلك.
نحن نحتاج إلى نظام أفضل وندرك أن جميع الأطفال لا يتعلمون بالطريقة نفسها التي يجب أن يكونوا قادرين على الدراسة بها بالسرعة التي تناسبهم ، حتى لا يتعرضوا للتوتر طوال الوقت، وهذه واحدة من أكبر الحقائق.
أشعر بسعادة بالغة وأنا أقدم المساعدة للناس، وأنا محظوظة جداً لأنني أقوم بهذه المهمة ، ولديّ أطفال هم مصدر إلهامي في المقام الأول، فهم يوفرون لي كل الدعم ويجعلونني في حالة جيدة ويحفزونني دائماً للنجاح في عملي.
كما تعلم ، أن الأطفال في الوقت الحاضر يعانون من ضغوط شديدة عندما يذهبون إلى المدرسة ، ولديهم الكثير من مشاكل الصحة العقلية التي يتعين علينا التعامل معها مبكراً. وهذا له تأثير على المعلمين، ونحن نعلم جميعًا أنه ليس لدينا عدد كافٍ من المعلمين.
فهل تعلم أن تكون مدرسًا اليوم هو أمر صعب للغاية، لأن هناك الكثير من المسؤولية. هناك الكثير من العمل ، ومن ثم تتعامل مع أطفال يعانون من مشاكل عقلية .
أمل الحصول على المساعدة للقيام بعمل جيد في هذا المجال، التي تمكننا من إدارة الوقت الكافي وتوفير الموارد الكافية، حيث أن أن الشيء الإيجابي في هذه الأزمة هو أنها ستجعلنا نفكر في الكيفية التي ربما ينبغي أن نفعل بها الأشياء بشكل مختلف.
س. من جانب آخر ، أعلم أنه خلال حملتكم الإنتخابية قمتم بزيارة المساجد ، ما هو إنطباعكم عن الجالية المسلمة؟
لقد كانت تجربة جديدة بالنسبة لي، فأنا لم يسبق لي أن زرت مسجداً من قبل، وكان لدي القليل من المعرفة عن القيود هناك كوني امرأة، في البداية لم يكن مريحاً لي 100%، وكان علي أن أرتدي وشاحاً اثناء زيارتي، لقد أدركت أن دور المرأة في داخل المسجد ليس بالضرورة هو خارجه، لقد كنت سعيدة بهذه الزيارة لأنني تعلمت شيئاً جديداً عن ثقافة جديدة.
س . كعضو برلمان مقاطعة أونتاريو، ماذا تودين قوله للجالية العربية من خلال صحيفة عرب كندا؟
أقول للجالية العربية ، بأننا هنا لمساعدتكم والاستماع إليكم وإيصال أصواتكم، نحن بحاجة للعمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل لأبنائنا، وسأكون سعيدة بالتواصل معكم من خلال أي وسيلة مناسبة خاصة في ظل تحديات فيروس كورونا، لذلك أدعوكم للتواصل معنا لنسمع منكم ونتبادل الأفكار ونعمل معاً لحل أي مشكلة ونحن نتطلع على الدوام للتعاون وتقديم أفضل الخدمات لمجتمعنا.
كما أنني سأشعر أنني محظوظة جداً إن كنت قادرة على العمل مع المجتمع العربي والإسلامي في أونتاريو وخاصة في مجتمعنا هنا في
Ottawa - Vanier، وأعتقد أن هذا الأمر إيجابي للغاية، وأنا أعلم أن كندا مبنية على أيديولوجيا قائمة على التنوع الثقافي وهو يمثل قوتنا، فلنحافظ على ذلك.
س. أخيراً ما رأيكم بصحيفة عرب كندا؟
صحيفة رائعة وتقوم بوظيفة جيدة، ونتمنى لكم التوفيق والمزيد من النجاح.