انفلات الحس الفكاهي السوري ل لمى الحسنية من سورية

# ناهيك عن أفلاطون.... أضحك أدام الله لك السرور #

 

ما جعلني اكتب هذا المقال هو رغبتي الجدية جداً و البعيدة عن الفكاهة؛ في معرفة ما سبب هذا الانفلات للحس الفكاهي السوري بالسنوات العشر الماضية (خمسة و خميسة على حس الفكاهي السوري)...

 

ولا اخفيكم غيرتي السابقة من الحس الفكاهي المصري الأصيل يقول الدكتور عبد اللطيف الميناوي، كاتب وصحفي مصري: "قدّس المصريون القدماء الفكاهة لدرجة أنهم أرسلوا آلهة الفكاهة و زوجوها من إله الحكمة؛ يعد ذلك الزواج التفسير الأقرب لعلاقة المصريين بروح الدعابة لديهم."(زغراطي يا انشراح اليوم كتب كتاب إله الحكمة على آلهة الفكاهة)

 

 لكن شكراً للحرب التي رزقتنا حس فكاهياً أصبح يضاهي بمفعوله الفتاك على الحنك باقي الشعوب... قد لا يكون تواتر "طق الحنك" المقياس الوحيد لمعرفة معيار الحس الفكاهي عند الشعوب... و لمعرفة هل الحس الفكاهي صفة متأصلة عند السوريين عندنا إلى 2500 قبل الميلاد إلى مملكة أور....

 

لكن ما يجعل الطرائف و الدعابات شديدة التأثير هو"تحرشها" بالثالوث المحرم (السلطة / الدين / الجنس) ومن المستعجب اكتشاف أن أكثر المؤلفات العربية كثافة حول الفكاهة أتت على يد رجال الفقه و الدين مثل موسوعة ابن الجوزي البغدادي للطرائف في العصر العباسي (أخبار الحمقى و المغفلين من الفقهاء و المفسرين والشعراء والمتأدبين) منها قصة:

# جاء رجل إلى أحد الفقهاء وقال له: أنا عبد الله وعلى مذهب أبي حنيفة وإني توضأت وصليت فبينما أنا في الصلاة إذ أحسست ببلل في سروالي يتزلق وشممت رائحة كريهة خبيثة؛ فما قولك؟

 فقال له الفقيه: عافاك الله! لقد خريت بإجماع المذاهب!

 

# قال الأوزاعي: دخل خريم ناعم على معاوية منظر معاوية إلى ساقيه وقال: أي ساقين لو أنهما على جارية. فقال خريم: في مثل عجيزتك يا أمير المؤمنين.

فقال معاوية: واحدة بواحدة و البادي أظلم.

 

# قال الحجاج يونا لرجل: أقرأ لنا شيئاً من القرآن. فقرأ الرجل الآية ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجاً...) فقاطعه الحجاج مصححاً: بل يدخلون في دين الله أفواجاً. فقال الرجل: كان ذلك قبل ولايتك أيها الأمير!

 كلها طرائف تتحرش بالثالوث المحرم

من يجرأ على تحريف متقصد لنص ديني في مجلس حاكم...لو لم يستخدم الفطنة و الفكاهة للتعبير عن استياءه من بطش الحجاج....

.

 

ما الذي يجعل البشر يضحكون هل هو سخريتهم العفوية او المتقصدة من نقائص او نقائض الآخرين؟ ام استمتاعهم بمآسي هؤلاء؟ أم بمآسيهم؟ لماذا يلجىء البشر إلى الضحك و الفكاهة كلما زادت المصائب و النوائب ؟ أسئلة يطرحها المقال في محاولة لفهم ماهيات الضحك عند البشر.