سلام الله عليكم .. تحيه طيبه وبعد .. لاشك أن العودة إلى المدارس حديث المجتمع الذي يحظى بالإهتمام الأكبر من .التفكير الدولى والمجتمعي والأسري والأسرة التعليمية
هل من السهل على الوالدين القرار بعودة الأبناء إلى مدارسهم؟
من المؤكد أنه ليس بالأمر اليسير ولا السهل على الوالدين قرار العودة بسهولة إلى المدارس لأبنائهم إن لم يشعروا بالكم المريح والمعقول من الضمانات المتوقعة في مدارس الأبناء خاصة بعد التحذيرات المشدده من الإختلاط وبرمجة العقل الواعي واللاواعي على الخوف والتعود على إتخاذ إجراءات صارمه من حيث التعقيم والتباعد وما إلى ذلك .. ونحن من المؤكد نثق بالإحتياطات الوقائية التي تتخذها الحكومه في هذا المجال تحديدا .. ولكن الأمر له تبعيات وهذا ماجعل القرار بالعودة أو عدمه ليس إجباريا ..ففي الحقيقة تتدرج نسبة الخوف من شخص لآخر في الأسرة الواحدة ومن أسرة لأخرى ، لذلك يصعب التعميم في الموضوع كما كتبت في مقالات سابقة ..حتى أن الأسرة الواحدة انقسمت على نفسها ما بين منضبط في التعليمات بعدم السماح لزيارة أحد من الأصدقاء للأسره ومابين متساهل وما بين خائف وهذا أمر طبيعي في ظل الظروف الخاصة للجائحة .. ويواجه الوالدين عدة تحديات في هذا الاتجاه وعلى الوالدين إتخاذ القرار المناسب لأبنائهم بعد أخذ رأي الأبناء والتشاور معهم ، وهناك خطوط عليهم تفهمها في حال العوده إلى المدارس أو بقاء أبنائهم في البيت ليواصلوا دراستهم عن بعد.. نذكر بعض منها ..
أولا: معرفه الفروقات بين الأبناء من ناحيه خوفهم من الإختلاط والمرض فلا نستطيع أن نحكم على طفل تحولت فكره الخوف من المرض عنده إلى فوبيا ثم فجاه نذهب به إلى المدرسه دون تمهيد ونحن من ساعدنا في غرس هذا الخوف حتى أصبح مرضيا فهناك حالات أصيبت بالوسواس القهري وغسل الأيدي بطريقة متتالية بإستمرار و يخافون من فتح باب البيت أو إمساك أي غرض من الخارج فلا بد من التدرج مع بعض الحالات أو علاجها عند استشاري أو طبيب نفسي إذا دعت الحاجة مع الحفاظ على سلوكيات الإحتياطات الوقائية اللازمة .
ثانيا : على الوالدين تفهم أن هناك من الأبناء من أنجز في دراسته عن بعد وتميز ومازالت علاقاته الإجتماعية في الأسرة و مع المحيط الخارجي عبر الضوابط الصحية والسليمة وليس عليه أي إشكال في بقائه في المنزل مع الإلتزام بأسلوب حياة صحيح أو ذهابه إلى المدرسة وفي هذه الحالة تكون العودة إلى المدرسه أو البقاء بالبيت قرار سهل.
ثالثا : هناك من الأبناء من ابتعد عن دراسته ولم يلتزم بمتابعة البرنامج الدراسي عن بعد وحل الواجبات و اتجه إلى الألعاب الإلكترونيه وانكمشت علاقاته الأسرية والإجتماعية الخارجية قد يكون للخوف من الجائحة أو إنشغال الأهل تأثيرا في عدم الإنضباط المدرسي عن بعد وضعف التواصل الإجتماعي مما أثر على نموه الإجتماعي والفكري والعلمي و هذه الفئه قد تكون عودتهم إلى المدرسه تحتاج إلى جهد لمواكبة المناهج بصوره سهله لذلك يحتاج جهدا من الوالدين لوعيهم أولا بأبعاد ما يحدث في البعد الواقعي والبعد النفسي .. وقيامهم بدور التوعية الواضحة بصورة سهلة وسلسة ومحببة حتى يعود الطفل أو الطالب للدراسه براحة وسهولة وثقة وحب. هنا أحب أن أنوه أن على الوالدين الحرص في طريقة تلقي ردود الفعل لدي أبنائهم وإعطاء الأبناء فرصه للتعبير عما يدور في داخلهم من أفكار أو تخوفات والوصول إلى مستوى مقبول من القناعات والتقارب الفكري في كل مسألة والأخذ بالإعتبار صعوبه المرحله على الكبار والصغار وبالتالي منح العذر للشخص المقابل ومحاولة كسب مهارات التواصل الفعال الذاتي والمجتمعي الضروري في هذا الزمن.
ما هي أكثر التخوفات على الطلاب في المجتمع الصفي والمدرسي تحديدا في حال العودة للمدرسة ؟
في الحقيقه هناك أمور كثيرة ولكن أقتصر هنا على أمرين لضيق المتسع..
الأمر الأول: القلق على بعض الطلاب الذين أخفقوا أو انشغلوا أو لم يأخذوا أمر الدراسة سابقا عن بعد بصوره جديه بأن يكونوا قد تخلفوا عن أقرانهم بالمستوى التحصيلي للمواد .. فهذا يخلق فرصة كبيرة للإحباط وعدم الثقة بالنفس للطالب وحدوث فجوة كبيرة إن لم يستطع الطالب تداركها وإن لم يكن هناك مساعدة وحل للأزمة بصورة سريعة باستدراك الأهل لمتابعة أبنائهم أو إيجاد معلمين لهم لتسهيل التحاقهم بركب الطلاب بيسر وسهولة مع الحل السريع من قبل السلك التعليمي بدمج بعض الدروس حتى تسمح للطلاب المتأخرين دراسيا متابعة الدروس بخطوات علمية .. وأخذ الأمر بجدية من قبل الأهل وإلا فستظهر ملامح بالمدرسة مثل التنمر والإستهزاء بالطفل وإرهاقه من قبل زملائه بالنظرات والحركات والكلمات التي قد تصل به إلى عدم الثقة بالنفس والإحباط والإنطواء .. ونحن نرى أثر الكلمة أو الإيحاء على النفس البشرية .. فقد يكون الطالب متفوقا بالسابق ولظروف الجائحة حصلت الفجوة فيكون الإحباط أشد وطأة وأكثر تأثيرا للأسف.. ومن الطلاب من لايبوح بما في نفسه لأهله إذا حدث شيء من الإستهزاء أو التنمر فينطوي على ذاته فتكون هنا مسئولية الأهل أصعب في معرفة أبعاد المشكلة حتى لو كانوا متفهمين للوضع العام .. فإذا ظهر هناك علامات أوسلوك جديدة يحتاج الأهل للبحث والتعلم أو الإستشارة ...
الأمر الآخر: الذي قد يؤثر على نفسية الإبن كطالب بالمدرسة ، إذا أصيب بنزلة برد فإن رد الفعل للآخرين المفاجيء لن يكون كالسابق قبل الجائحة فسينعزل عنه الأصدقاء مما يؤدي إلى نوع جديد وغريب من المشاعر التي تؤدي به إلى الإحراج وعدم الثقة و أحيانا الإكتئاب خاصة للشخصيات الحساسة ..ناهيك عن الخوف عند البعض من أن تكون أعراض مرضية فعلية مما يشعرهم بالخوف والقلق .. وكذلك الأمر بالنسبة لبقية الطلاب خوفا على أنفسهم من وجود طالب يعاني من أي اعراض برد .. هنا يأتي دور ووعي الوالدين في تعريف الطالب والتمهيد له والتمثيل القصصي قبل الذهاب إلى المدرسة أن من الطبيعي الحرص من الإقتراب ممن أصيب بالبرد حتى لا تنتقل العدوى وأهمية غسل الأيدي بانتظام وطريقة العطس او الكحة بثني الذراع ووضع الكمامه وأن هناك نزلات برد محتملة بسبب تغير الطقس ودخول فصل الخريف ولابد أن نكون مهذبين مع الأشخاص المصابين بالبرد ولكن ناخذ الإحتياطات اللازمه.. الهدف من ذلك إحداث صورة ذهنية عند الطفل تعمل على سهولة إدراك واستيعاب ما قد يحدث أثناء الدوام المدرسي مما يجعل ردود الفعل طبيعية وغير قاسية على نفسه وتفكيره ووعيه ..
اتمنى أن تكون اللمحات السابقة مساعدة بصورة فعلية في وضوح الرؤية وتخطي بعض الأزمات بصورة واعية ..
وأخيرا نسأل الله السلامة للجميع أعانكم الله على تحمل مسئولية الأبناء التي هي هبة من رب العالمين ... بوركت جهودكم .. وأعان الله الطلاب على تخطي الظروف بتفوق ونجاح ..
دمتم بأمان الله وحفظه .