أحيي أبناء الجالية العربية في كندا وأقدم لهم تمنياتي الخالصة بالصحة والعافية ، فقد كانت لي تجربة في كندا وكان لي الشرف بأن أتواصل مع مجموعة من أبناء الجالية العربية هناك.
بداية نرحب بك أ. طارق صديق مدير الاستراتيجية والتعاون من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الجماعي .. أهلاً وسهلاً بكم في هذا اللقاء الموجه لأبناء الجالية العربية في كندا لتسليط الضوء على السياحة في المغرب.
شكراً لكم ومرحباً بكم في وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، ونشكركم على هذه الفرصة لكي نتواصل مع أبناء الجالية العربية في كندا بصفة عامة ونتقاسم بعض المعلومات وبعض المستجدات فيما يخص الميدان السياحي في المغرب.
كما تعلمون بأن السياحة المستقرة والآمنة تمثل اليوم مصدر دخل قومي أساسي لكثير من بلدان العالم ، كيف ترون ذلك بالنسبة للمغرب؟
المغرب الحمدلله بفضل الأمن والاستقرار وبفضل مؤهلاته التي يزخر بها أصبح منذ عدة سنوات وجهة سياحية عالمية لها صيتها ولها شأنها ولها مميزاتها، وهذا جعل السياحة في المغرب من المؤثرات والمحركات الأساسية للإقتصاد بصفة عامة وعلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمجالية في المغرب.. كما أن المغرب كما تعلمون ومنذ عدة سنوات هو الوجهة السياحية الأولى في أفريقيا من حيث عدد السياح الوافدين، فقد سجلنا في نهاية عام 2019 أكثر من 13 مليون سائح أو زائر.
على أساس ماذا تم هذا التصنيف، هل هناك ما يميز المغرب لتصبح في مقدمة الدول السياحية في القارة الأفريقية؟
هو تصنيف تقوم به المنظمة العالمية للسياحة ، وقد حصل المغرب لسنوات عدة على تصنيف الوجهة السياحية الأولى في أفريقيا.. وكما ذكرت بأن المؤهلات التي يملكها المغرب هي التي أعطتنا هذه المكانة، فلدينا شواطئ نظيفة وجميلة، وجبال ، وصحارى ووديان وشعب ودود ومضياف.
أما بالنسبة للأثار فحدث ولا حرج ففي المغرب أكثر من 31 مدينة عتيقة ، وأكثر من 9 مواقع أثرية مصنفة كتراث عالمي من قبل اليونسكو، وأكثر من 1500 معلم أثري تاريخي عبر ربوع المملكة ، وهذه المؤهلات كلها تجعل من المغرب محط اهتمام عدد من السياح ممن لديهم شغف بهذه المجالات الثقافية والبحرية أو الاستجمام.
كما تتميز بلادنا بطقس معتدل على مدار السنة هذه كلها مؤهلات أدت إلى أن تكون المغرب في الصدارة، وهذا العدد الكبير من السياح الوافدين إلى المغرب بلا شك له أثر إيجابي على عجلة الاقتصاد بصفة عامة، حيث أنه في عام 2019 كان المدخول حوالي 8 مليار دولار من العائدات السياحية من العملة الصعبة، وهذا مهم جداً للإقتصاد في بلادنا، كما أن القطاع السياحي يشغل أكثر من 550 ألف شخص بصفة مباشرة ومتواصلة وأكثر من مليونين شخص بصفة مباشرة وغير مباشرة ، كما يساهم القطاع السياحي بأكثر من 7% من الناتج الإجمالي وهذه كلها مؤشرات تجعل من السياحة في المغرب قطاع مهم للغاية نفتخر به ونسعى لتطويره.
مع التخوفات الهائلة الموجودة الأن نتيجة للانتشار السريع لفيروس كورونا في عدد كبير من الدول، هل أثر ذلك على السياحة الأجنبية في المغرب؟
حقيقة أن هذا السؤال مهم للغاية حيث أن الوضعية العالمية بالنسبة لفيروس كورونا تمثل حالة عالمية تعيشها حوالي 110 بلد تقريباً ، وبالنسبة لنا فإن الأهمية الأولى هي الحفاظ على سلامة وصحة المواطنين بشكل عام. كما أن السياح، وجميع العاملين في الفنادق والمؤسسات الفندقية والمطاعم وكل القطاعات التي لها علاقة بالسياحة يحظون بهذا الإهتمام بالدرجة الأولى .. لقد وضعت الحكومة مجموعة من التدابير الإحترازية والوقائية، كتعزيز الإمكانيات والإجراءات في المطارات ونقاط العبور وذلك للتأكد من الحالة الصحية للركاب، وتعزيز التواصل مع المواطنين والمجتمع بصفة عامة، وهناك إتصالات مباشرة بين المسؤولين في قطاع الصحة بالمغرب مع منظمة الصحة العالمية.
و الحمدلله أن الوضع في المغرب مستقر وآمن ، حيث أنه بالنسبة للسياحة وضعت الوزارة منذ أواخر يناير خلية لليقظة والتتبع مكونة من عناصر من الوزارة في جميع ربوع المملكة تعمل عن كثب مع أرباب الشركات ومهني القطاع السياحي وتقوم بمتابعة يومية لتتبع التطورات وهناك تواصل يومي مع مسؤولين في وزارة الصحة للتأكد بأن كل شيئ على ما يرام.
بعيداً عن موضوع فيروس كورونا وتأثيراته وما خلق من تخوفات، هناك تخوفات أخرى من موضوع التهديدات الأمنية والإرهاب وما شابه ذلك، ونعلم بأن المغرب هي بلد آمنة ومستقرة ولكن هناك دائماً تخوفات حقيقية لدى السياح من هذه التهديدات الإرهابية، هل هناك إجراءات تقوم بها المغرب لجعل البيئة السياحية آمنة ومشجعة لاستقطاب السياح؟
المغرب ولله الحمد وبفضل السياسة الرشيدة للملك محمد السادس حفظه الله على جميع المستويات وخصوصاً على المستوى الأمني، معروف كدولة آمنة ومستقرة، ودولة مفتوحة من ناحية التعايش بين الشعوب وجميع الشرائع بالإضافة إلى كونها دولة مضيافة بطبيعة أهلها الذين يتمتعون بكرم الضيافة، لكن يبقى موضوع الإرهاب موضوعاً عالمياً وليس هناك دولة بمنأى عن هذه التهديدات، ولكن الوضع مستقر بفضل جهود الجهات الأمنية والاستخباراتية التي أحييها من هذا المنبر على الدور الذي تقوم به وعلى خطواتها الاستباقية التي تتصدى لأي تهديد لتأمين البلاد والعباد.
كما أود أن أتكلم عن أهمية الجانب السياحي، لأن الجميل في السياحة أنها أفضل أداة لتقارب وتفاهم الشعوب والحضارات والديانات، والمغرب لديه رصيد في هذا المجال ومن بين المؤهلات التي تم ذكرها هو انفتاحه على مختلف الثقافات والأديان، ونحن نريد للسائح عندما يأتي إلى المغرب أن لا يكون مجرد زائراً عادياً بل نريده أن يعيش تجربة حياتية، وأن يأتي ويكتشف المغرب بكل مكوناته، بأهله وتقاليده وحضارته، بحيث يكون فكرة شمولية عن المغرب خلال فترة إقامته ويصبح سفيراً لنا في بلاده.
أفهم مما تفضلت به أن المغرب يعد نموذجاً ملهماً للعالم من خلال حالة التعايش الموجودة فيه ما بين مختلف العقائد والثقافات؟
نعم هذا شيئ معترف به من قبل المجتمع الدولي والعالمي وذلك بفضل رؤية ومجهودات الملك محمد السادس في هذا الميدان ، وأظن أن المغرب سيمضي قدما في هذا الميدان وأن يجعل من التعايش والتحاور مع الأخر لبنة أساسية في جميع الميادين.
كما فهمت منكم قبل هذا اللقاء بأن لكم تجربة حياتية في كندا، فمن خلال هذا السياق مالذي تودون قوله لأبناء الجالية العربية في كندا لتشجيعهم على السياحة في كندا؟
أول شيئ أحييهم من منبركم هذا وأقدم لهم تمنياتي الخالصة بالصحة والعافية ، لقد كانت لي تجربة في كندا وكان لي الشرف بأن أتواصل مع مجموعة من أبناء الجالية العربية، وأدعوهم وأنا أعرف حبهم للاكتشاف والمغامرة والسفر، وأقول لهم بأن المغرب وجهة حباها الله بالعديد من المؤهلات ممكن أن تؤدي رغباتكم وطلبات كل منكم، فلدينا شواطئ جميلة ، وجبال للتزلج أو التسلق، بالإضافة إلى المجال الثقافي التراثي العريق، كما يمكنكم أن تعيشوا تجربة حياتية متكاملة، وهذه دعوة مفتوحة وعامة إلى جميع أبناء الجالية العربية لزيارة المغرب، وأتمنى لهم زيارة موفقة وأن يكونوا سفراء لنا ويتقاسموا تجربتهم مع زملائهم.
أشكرك أ. طارق على هذا اللقاء وأتمنى لكم كل التوفيق.