غزة – عرب كندا نيوز
كشفت مصادر فلسطينية مطّلعة، اليوم الثلاثاء، أن حركة حماس تدرس مقترحًا جديدًا قدّمه الوسطاء يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار لمدة 45 يومًا، في إطار الجهود الدولية والإقليمية الرامية لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة والتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع إسرائيل.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام دولية، فإن المقترح يشمل وقفًا شاملًا للعمليات العسكرية، وإطلاق سراح تدريجي للأسرى، والسماح بإدخال مساعدات إنسانية موسعة إلى القطاع، بالإضافة إلى ترتيبات لضمان استمرار التهدئة بعد انتهاء فترة الهدنة الأولية.
وقالت المصادر إن حماس لم ترفض المقترح لكنها طلبت توضيحات وضمانات بشأن بنوده، ولا سيما ما يتعلق بملف إعادة إعمار غزة وضمان وقف دائم لإطلاق النار في مراحل لاحقة. كما أبدت الحركة تحفظات على بعض الصياغات التي قد تُفسر على أنها تمنح إسرائيل هامشًا واسعًا لاستئناف العمليات بعد انتهاء المدة.
تصعيد في المسجد الأقصى
في سياق موازٍ، اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، وذلك في تصعيد أثار استنكارًا فلسطينيًا واسعًا.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 120 مستوطنًا دخلوا باحات المسجد على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في المنطقة الشرقية منه، تخللتها طقوس تلمودية صامتة.
وتزامن الاقتحام مع دعوات أطلقتها جماعات “الهيكل المزعوم” لحشد المزيد من المستوطنين في المسجد الأقصى خلال ما يسمى بـ”عيد الفصح اليهودي”، الأمر الذي يُنذر بمزيد من التوتر في المدينة المقدسة.
خلفية المشهد السياسي
وتأتي هذه التطورات في ظل ضغط أميركي وأوروبي متزايد على الحكومة الإسرائيلية لقبول صيغة اتفاق تسمح بوقف فوري لإطلاق النار، وسط مخاوف دولية من اتساع رقعة الحرب وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرح مؤخرًا أن إدارته تعمل مع عدة أطراف لتفادي انفجار إقليمي جديد، مشيرًا إلى أن “الفرصة لا تزال متاحة أمام اتفاق شامل، لكن الوقت ينفد”.
وفي المقابل، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا داخلية من قبل عائلات الأسرى الذين يطالبون بإبرام صفقة فورية مع حماس، في ظل تعثر العمليات العسكرية في غزة وازدياد المخاوف من تصعيد أوسع في الشمال.