أوتاوا – عرب كندا نيوز

اتهم زعيم حزب المحافظين بيير بوليفير، الحزب الليبرالي بإرسال رسائل “متناقضة وخطيرة” بشأن الحرب في غزة، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو يظهر فيه أحد مرشحي الليبراليين وهو يصف ما يحدث في القطاع بـ”الإبادة الجماعية”، في موقف بدا مناقضًا لتصريحات سابقة لرئيس الوزراء مارك كارني.

وجاءت تصريحات بوليفير في مؤتمر صحفي عقده صباح السبت في أوتاوا، ردًا على سؤال من صحفي أشار إلى فيديو متداول للنائب الليبرالي والمرشح في منطقة برلينغتون نورث-ميلتون ويست، آدم فان كوفردن، وهو يتحدث في أحد المساجد قائلاً: “أصواتنا ستكون قوية في أوتاوا لإدانة الإبادة الجماعية في غزة”. وأكد في كلمته أن دعم القضية الفلسطينية سيستمر، “لضمان أن تظل كندا تقف بحزم من أجل أمن وسيادة الفلسطينيين”.

واعتبر بوليفير أن الليبراليين “يشجعون الانقسامات في المجتمع الكندي”، مضيفًا: “يقولون شيئًا لجماعة، ثم يقولون العكس تمامًا لجماعة أخرى”. وأشار إلى شعور متزايد في أوساط المجتمع اليهودي بأنهم “يتعرضون للهجوم وسط مسيرات كراهية وانفجارات معادية للسامية أصبحت للأسف جزءًا من الحياة الكندية”.

خلفية سياسية مشحونة

فان كوفردن كان قد صوّت في مارس 2024 لصالح اقتراح تقدم به الحزب الديمقراطي الجديد يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، ودعم محكمتي العدل والجنائية الدوليتين، وضمان وصول المساعدات إلى غزة.

كما أن فان كوفردن مدرج ضمن قائمة المؤيدين لـ “منصة فلسطين”، التي تطالب بحظر تصدير السلاح لإسرائيل، والاعتراف بدولة فلسطينية، وزيادة تمويل الإغاثة في غزة، ويشاركه هذا الموقف 13 مرشحًا ليبراليًا آخرين.

تصريحات كارني ورد نتنياهو

مقطع الفيديو لفان كوفردن جاء بعد أيام فقط من محاولة مارك كارني توضيح تصريحه الذي فُهم على أنه تأييد لوصف الحرب في غزة بـ”الإبادة الجماعية”، عندما رد على أحد الحضور في تجمع انتخابي قائلاً: “أنا على علم، ولهذا لدينا حظر على الأسلحة”. كارني أوضح لاحقًا أنه لم يسمع عبارة “إبادة جماعية” بسبب الضوضاء، وكان يقصد فقط الحديث عن سياسة حكومته بشأن صادرات السلاح.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعاد نشر مقطع كارني، مهاجمًا تصريحاته، وقال: “على السيد كارني أن يتراجع عن تصريحاته غير المسؤولة”.

مواقف الأحزاب من حماية المجتمعات الدينية

هذا وقد أعلن بوليفير أن حكومته في حال فوزها ستقرّ قوانين أكثر صرامة ضد “مسيرات الكراهية والتخريب والانتهاكات على أساس ديني أو عرقي”، مضيفًا أن “من يخالف القانون من الزائرين سيتم ترحيله فورًا، وسيفرض السجن والغرامات على من يعتدي على الممتلكات أو يمارس تحريضًا معاديًا للسامية”.

من جانبهم، أعلن الليبراليون تقديم مشروع قانون يجرّم عرقلة الوصول إلى أماكن العبادة والمراكز المجتمعية، بالإضافة إلى رفع ميزانية برنامج “أمن المجتمع الكندي” لحماية المجتمعات الدينية والمواقع الحساسة.

غزة في قلب المعركة السياسية

تأتي هذه التصريحات في وقت تتواصل فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تفيد بيانات وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى الفلسطينيين تجاوز 50 ألفًا، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم حرب”، فيما تصنف الحكومة الكندية حركة حماس كمنظمة إرهابية.