تواجه كندا أزمة متفاقمة في نقص الأطباء، ما يؤثر على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين. وتشير تقارير حديثة إلى أن 14.5% من الكنديين لا يتمكنون من الوصول إلى طبيب عائلة، مع تفاوت النسب بين المقاطعات، حيث تصل إلى أكثر من 55% في بعض المناطق الشمالية مثل يوكون والأقاليم الشمالية الغربية ونونافوت.
أسباب النقص
بحسب دراسة نشرتها مجلة Family Medicine and Community Health، فإن هذا النقص يعود إلى عدة عوامل، من أبرزها قلة المقاعد المتاحة في كليات الطب وبرامج الإقامة، والعبء الإداري الكبير المفروض على الأطباء، بالإضافة إلى أنظمة التعويض غير الملائمة وارتفاع تكاليف تشغيل العيادات.
كما تُظهر البيانات أن مقاطعات مثل كيبيك وكولومبيا البريطانية تسجل نسب نقص مرتفعة، حيث بلغت 21.5% و17.7% على التوالي. وتُعد كولومبيا البريطانية الأقل من حيث عدد المقاعد الطبية المتاحة نسبةً إلى عدد السكان، إذ توفر 5 مقاعد فقط لكل 100,000 نسمة.
الحلول المقترحة
للتعامل مع هذه الأزمة، تقترح الدراسة عدة حلول، منها:
• تشجيع خريجي الطب الكنديين والأطباء الدوليين على اختيار تخصص طب الأسرة، من خلال تقديم حوافز مالية وتحسين بيئة العمل.
• تقليل الأعباء الإدارية المفروضة على الأطباء الحاليين، مما يتيح لهم التركيز أكثر على تقديم الرعاية الصحية.
• زيادة عدد المقاعد في كليات الطب وبرامج الإقامة، لضمان تخرج عدد أكبر من الأطباء سنويًا.
• تسهيل إجراءات اعتماد الأطباء الدوليين، ما يتيح دمجهم في النظام الصحي بسرعة أكبر.
• إنشاء إطار وطني لجمع البيانات حول احتياجات الأطباء وتوجيه السياسات الصحية بشكل أكثر دقة.
تأتي هذه الحلول في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى خدمات الرعاية الصحية، لا سيما مع تقدم السكان في العمر وارتفاع معدلات الأمراض المزمنة. ويتطلب التعامل مع هذه الأزمة تعاونًا مشتركًا بين الحكومات الفيدرالية والمحلية، والهيئات الصحية، والمؤسسات التعليمية لضمان تحسين جودة الرعاية الصحية في جميع أنحاء كندا.