يتعرض اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” وإسرائيل لخطر الانهيار، بعدما توعد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الحركة الفلسطينية بـ**“الجحيم”** في حال لم يتم الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة بحلول السبت المقبل.
تهديدات ترامب وتصعيد الموقف
جاء تهديد ترامب خلال استقباله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض مساء الثلاثاء، حيث أكد أنه قد يقطع المساعدات عن الأردن ومصر إذا لم يقبلا استقبال الفلسطينيين الذين يعتزم ترحيلهم من قطاع غزة، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض القاطع من البلدين.
وفي رده على سؤال أحد الصحفيين بشأن مهلة السبت، أكد ترامب أن المهلة لا تزال قائمة، ما زاد من التوتر بشأن مستقبل الهدنة بين إسرائيل وحماس.
رد حماس والأمم المتحدة على تهديدات ترامب
من جانبها، رفضت حركة حماس تهديدات ترامب، مؤكدة أنها لا قيمة لها وتزيد من تعقيد الأمور. وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري:
“على ترامب أن يتذكر أن هناك اتفاقًا يجب احترامه من الطرفين، وهذا هو الطريق الوحيد لعودة الأسرى.”
في الوقت ذاته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حركة حماس إلى المضي قدمًا في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، محذرًا من أن استئناف الأعمال العدائية في غزة سيؤدي إلى مأساة كبيرة.
زيارة الملك عبدالله إلى واشنطن ورفض الأردن تهجير الفلسطينيين
تزامن تصاعد التوتر مع زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن يوم الأحد، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين أميركيين، من بينهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.
وخلال هذه اللقاءات، أكد الملك عبدالله مجددًا رفض الأردن القاطع لتهجير الفلسطينيين، وتمسك المملكة بـحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
اتفاق وقف إطلاق النار: هل ينهار قريبًا؟
بعد أكثر من 15 شهرًا من القتال، تم التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر، ودخلت حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي. نص الاتفاق على:
1. وقف العمليات القتالية بين الطرفين.
2. إطلاق سراح رهائن مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.
3. إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.
لكن في ظل التطورات الأخيرة، اتهمت حماس إسرائيل بعدم الالتزام ببنود الهدنة، وأعلنت يوم الإثنين أنها أرجأت أي عمليات تبادل للأسرى “حتى إشعار آخر”، لكنها أكدت أن الباب لا يزال مفتوحًا للإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن يوم السبت المقبل، بشرط أن تفي إسرائيل بالتزاماتها بموجب الاتفاق.
هل نشهد انهيار الهدنة؟
مع اقتراب المهلة التي حددها ترامب، واستمرار التصعيد بين الأطراف المعنية، يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار يواجه اختبارًا حقيقيًا. في حال لم يتم الإفراج عن الرهائن بحلول السبت، فإن الوضع قد يتجه إلى تصعيد عسكري جديد، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية في المنطقة.
الأيام القادمة ستكون حاسمة، فإما أن تنجح الجهود الدبلوماسية في الحفاظ على الهدنة، أو يعود الصراع إلى واجهة الأحداث مجددًا.