آخر الأخبار

وقف إطلاق النار في غزة: تفاصيل الاتفاق والمشاهد المؤلمة

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ اليوم الأحد، 19 يناير 2025، عند الساعة 11:15 صباحًا بتوقيت القدس، بعد تأخير دام ثلاث ساعات عن الموعد المقرر. يأتي هذا الاتفاق بعد سلسلة من الجهود الدبلوماسية التي هدفت إلى إنهاء التصعيد العسكري المتواصل منذ أكثر من 100 يوم.

تفاصيل الاتفاق

يشمل الاتفاق عدة بنود، أبرزها:

1. وقف شامل لإطلاق النار بين الجانبين.

2. إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية من أصل 98 محتجزًا في قطاع غزة، على أن يتم ذلك على مراحل تمتد لستة أسابيع.

3. إطلاق سراح نحو 2000 سجين فلسطيني من السجون الإسرائيلية بالتزامن مع تسليم الرهائن.

4. فتح المعابر الإنسانية لتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.

المرحلة الأولى من التنفيذ

أعلنت حركة حماس التزامها ببنود الاتفاق، مؤكدة أن التأخير في تسليم أسماء الرهائن نجم عن “أسباب ميدانية وفنية”. وبدورها، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن قائمة تضم ثلاث رهائن سيتم إطلاق سراحهن اليوم، وهن:

• رومي جونين (24 عامًا)

• إميلي دماري (28 عامًا)

• دورون شطنبر خير (31 عامًا)

كما بدأ تجميع الأسيرات الفلسطينيات في سجن عوفر للبدء بالإفراج عنهم بعد أن تم تسليم الرهائن الاسرائيليات ال 3 إلى الصليب الأحمر مقابل إطلاق سراح 90  أسيرة من السجون الاسرائيلية.

ردود الفعل الإنسانية

عبّرت عائلات الرهائن في تل أبيب عن مشاعر مختلطة، تجمع بين الفرح والقلق. إفرات ماتشيكاوا، ابنة عم أحد الرهائن، وصفت شعورها بـ”تفاؤل مكبوت”، معربة عن أملها بعودة أقاربها بسلام.

استمرار المأساة الإنسانية في غزة

على الرغم من بدء سريان وقف إطلاق النار، شن الجيش الإسرائيلي قصفًا مدفعيًا وجويًا على عدة مواقع في شمال ووسط قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل 11 فلسطيني وإصابة 25 آخرين. يأتي ذلك ضمن سلسلة من الاعتداءات التي شهدها القطاع خلال الأشهر الماضية.

ووفق التقارير، تجاوزت حصيلة القتلى في غزة 46,700 شهيد منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023، فيما شُرّد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

المشهد الإنساني في القطاع

السكان المحليون وصفوا المشاهد في غزة بأنها “مرعبة وغير إنسانية”. جثث الشهداء لا تزال تُنتشل من تحت الأنقاض، فيما تعيش العائلات الناجية مأساة فقدان أحبائها، وسط انعدام شبه كامل للخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ودواء.

الدروس المستفادة

يُعد الاتفاق خطوة أولى نحو إنهاء العدوان على غزة، لكنه يطرح تساؤلات حول استدامته، خاصة في ظل هشاشة الأوضاع الميدانية والسياسية. كما يُبرز المأساة الإنسانية المتفاقمة التي تتطلب حلولًا جذرية بعيدًا عن الحسابات العسكرية والسياسية.

ختامًا

بينما يترقب العالم نجاح تنفيذ الاتفاق، يبقى صوت الضحايا هو الأصدق في رواية حكاية المعاناة المستمرة في غزة، حيث يشير الواقع إلى أن ما انتهى اليوم هو مجرد فصل جديد في صراع طويل الأمد.