آخر الأخبار

اخيراً ، وقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل ولكن وسط الكثير من التحديات والآفاق

اخيراً وبشكل دراماتيكي تم الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حزب الله ولبنان ولكن لكي نفهم ما الذي دفع الأطراف المتصارعة تصل لهذه النتيجة التي جعلت العالم يتنفس الصعداء بعد حبس أنفاسه لفترة عصيبة طالت في مداها في ظل استمرار صراع دموي كان هو الأبشع والأكثر دموية ولكنه حمل معه مفاجآت ضخمة غيرت الكثير من المفاهيم في الحالة الإقليمية والدولية.

حيث أن الحرب بين حزب الله وإسرائيل ليست مجرد صراع عسكري بل تمتد جذورها إلى قضايا إقليمية ودولية معقدة.

كما أن هذا الصراع يؤثر بشكل كبير على استقرار لبنان والمنطقة ككل.

ووقف هذه الحرب يتطلب معالجة القضايا الأساسية التي تغذي التوترات المستمرة بين الطرفين، مع التركيز على إيجاد حلول دبلوماسية وسياسية طويلة الأمد في المنطقة والإقليم أيضاً.

جذور الصراع بين حزب الله وإسرائيل بناءً على الرؤية الإقليمية والدولية القائمة

1. النزاع الحدودي:

• منطقة “مزارع شبعا” تعتبر نقطة خلاف تاريخية، حيث يدعي لبنان أن هذه الأراضي تابعة له، بينما تصر إسرائيل على أنها جزء من الأراضي السورية المحتلة.

2. الوجود الإيراني:

• دعم إيران لحزب الله بالأسلحة والتمويل يجعل من الحزب أداة رئيسية في الصراعات الإقليمية، ويثير قلق إسرائيل التي تعتبره تهديدًا مباشرًا.

3. التدخلات الخارجية:

• تلعب الولايات المتحدة، روسيا، ودول الخليج دورًا في تعقيد الصراع، مما يعيق التوصل إلى حلول سلمية.

4. معادلة الردع:

• حزب الله يبرر استمراره في حمل السلاح بضرورة الدفاع عن لبنان، بينما ترى إسرائيل في هذا السلاح تهديدًا لأمنها.

5. الحرب على غزة:

• يعلم حزب الله جيداً أن الحرب على غزة وإنتصار الإحتلال الإسرائيلي فيها ستمثل القشة التي ستقصم ظهر البعير فيما يتعلق بوجوده وحضوره كقوة مؤثرة في الساحة اللبنانية وفي المنطقة برمتها.

التحديات أمام وقف الحرب

1. انعدام الثقة:

• غياب الثقة بين الطرفين يجعل أي اتفاق هشًا ومعرضًا للانهيار في حال حدوث استفزازات أو تغيرات إقليمية.

2. دور القوى الإقليمية:

• الصراع بين إيران وإسرائيل يشكل أحد المحركات الرئيسية للحرب، حيث يُستخدم حزب الله كوكيل إيراني في المواجهة مع إسرائيل.

• هناك خشية من أن يكون وقف إطلاق النار قائم على خدمة مصالح وأجندات قوى إقليمية لمرحلة مؤقتة سرعان من تنهار في ظل غياب أفق سياسي واضح يضع حلولاً جذرية ودائمة لهذه الصراعات التي بدأت تجنح لتحقيق أجندات أيدلوجية ودينية وعقائدية غير مرئية ولكنها باتت واضحة.

3. ضعف الدولة اللبنانية:

• الحكومة اللبنانية غير قادرة على فرض سيطرتها الكاملة على الجنوب اللبناني، مما يُعقد أي محاولات للوساطة أو التهدئة وهذا يُعد من أهم التحديات التي جعلت هذه المنطقة تعيش حالة من التوتر الدائم.

المقومات الضرورية لوقف الحرب

1. تفعيل دور الأمم المتحدة:

• تعزيز دور قوات اليونيفيل الموجودة في جنوب لبنان لتطبيق قرارات مجلس الأمن، مثل القرار 1701، وضمان احترام وقف إطلاق النار.

2. حوار إقليمي شامل:

• إطلاق مبادرة إقليمية تشمل إيران، إسرائيل، ولبنان، بدعم دولي، للبحث عن آلية طويلة الأمد لضمان أمن الحدود.

3. نزع السلاح التدريجي:

• تحقيق السلام المستدام المبني على تحقيق العدالة والتعاون على ترسيخ هيبة الدولة من خلال إيجاد صيغة لنزع سلاح كل القوى الخارجة عن مؤسسات الدولة وذلك بالتوازي مع ضمان أمن لبنان وسيادته، مع تقديم ضمانات دولية لردع أي اعتداءات إسرائيلية في اطار تشريع دولي مُلزم لإسرائيل بعدم التعدي على الأراضي اللبنانية والإلتزام بالقرارات والشرائع الدولية.

4. تنمية الجنوب اللبناني:

• تعزيز البنية التحتية والتنمية الاقتصادية في الجنوب اللبناني لتقليل الصراعات المسلحة وتشجيع الاستقرار.

5. حل القضية الفلسطينية:

• ان ايجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية سيخلق آفاق  للتعايش السلمي والمستدام في المنطقة وسيخلق حالة من الرخاء والازدهار تنعكس على حياة الفرد وترتقي بإقتصادات الدول وترفع من ثقافة المجتمعات وتعزز القدرات الإبداعية في خلق الشراكات الهادفة للنمو في المنطقة.

إن وقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل يمثل نقطة إرتكاز حقيقية للانطلاق نحو آفاق من البناء وتغيير شكل المنطقة برمتها للأفضل في حال أدى ذلك لنزع كل مقومات التوتر والصراع وتجاوز التحديات الضخمة التي تواجه الاستقرار في المنطقة والعالم ، وهذا بلا شك يتطلب تضافر جهود محلية وإقليمية ودولية فاعلة ومتابعة ودائمة لضمان تنفيذ ذلك على الدوام.

حيث أن هذا الصراع يعكس توازنات قوى أوسع تتجاوز لبنان، مما يجعل الحلول الجزئية غير كافية،  والسلام الدائم يتطلب بناء الثقة ومعالجة القضايا الجذرية، من النزاع الحدودي إلى النفوذ الإيراني وأيضاً القضية الفلسطينية وخاصة فيما يتعلق بحصار ومحاولة اعادة احتلال غزة. ورغم التحديات الكبيرة، يبقى الحوار السياسي البناء الوسيلة الأنجع لتحقيق استقرار مستدام في المنطقة على أساس تحقيق العدالة ، غير ذلك ستنهزم الآفاق وستنتصر التحديات وستغرق المنطقة في حروب مدمرة!.