كندا تصنّف إيران «تهديداً سيبرانياً» رئيسياً للأمن القومي

أصدرت الحكومة الكندية تقييمًا جديدًا حذّرت فيه من تصاعد الأنشطة السيبرانية الإيرانية، مشيرة إلى أن تأثير إيران الرقمي لم يعد محصورًا في الشرق الأوسط، بل امتد إلى الدول الغربية، ليصنّف إيران إلى جانب روسيا والصين كتهديدات أساسية للأمن القومي الكندي.

النشاطات الإيرانية في كندا

أوضح التقرير الحكومي الصادر يوم الأربعاء، أن "محاولات النظام الإيراني تتزايد في مجال تتبّع ومراقبة معارضيه عبر الفضاء السيبراني، مما يشكل تحديات إضافية لكندا وحلفائها في مجال الأمن السيبراني".

وأكد التقرير الوطني للتهديدات السيبرانية أن الجهات الإيرانية تستغل أحداثًا بارزة، مثل إسقاط الرحلة 752 في طهران، لإطلاق حملات تصيد إلكتروني تستهدف أفراد الجالية الإيرانية ومسؤولين كنديين، مركزة على قطاعات حيوية كالدفاع، الفضاء، والاتصالات.

قدرات متطورة للحرب السيبرانية

شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في النشاطات السيبرانية الإيرانية، حيث نفذت طهران هجمات متطورة ضد خصوم إقليميين ودوليين. 

وخلال العقد الماضي، طوّرت الحكومة الإيرانية قدرات كبيرة في مجال الهجمات السيبرانية، إذ استهدفت قطاعات حكومية، ومالية، وطاقوية، وإعلامية في الشرق الأوسط والغرب.

تكتيكات هجومية 

أشار التقرير إلى أن الصراعات السيبرانية الإيرانية مع إسرائيل ساعدت إيران على تطوير تقنيات جديدة للهجمات السيبرانية، التي أصبحت الآن موجهة نحو أهداف غربية، وأوضح مسؤولون كنديون أن هذه الجهات الإيرانية قد تكون قادرة على الوصول إلى الشبكات الحاسوبية في كندا، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية، رغم أن كندا ليست ضمن الأهداف الأساسية.

تحذيرات شركات التكنولوجيا

في الأسابيع الأخيرة، أصدرت شركات تكنولوجية كبرى مثل غوغل ومايكروسوفت وميتا تقارير تحذّر من الأنشطة السيبرانية الإيرانية التي تستهدف شخصيات سياسية وتسعى للتأثير على الانتخابات الأمريكية، حيث قد تتصاعد لتصل حد التحريض على العنف بغية إحداث اضطرابات سياسية.

نفي إيراني للاتهامات

ومن جانبه، نفى المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أي تدخل إيراني في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، واصفًا الاتهامات بأنها "لا أساس لها وغير مقبولة".

يذكر أن الهجوم السيبراني هو أي هجوم لمحاولة فضح أو تغيير أو تعطيل أو تدمير أو سرقة أو الحصول على وصول غير مصرح به أو استخدام غير مصرح به للأصول. 

وهو نوع من المناورة الهجومية التي تستهدف أنظمة معلومات الكمبيوتر أو البنية التحتية أو شبكات الكمبيوتر أو أجهزة الكمبيوتر الشخصية.

يمكن أن تكون الهجمات الإلكترونية جزءًا من الحرب الإلكترونية أو الإرهاب الإلكتروني. ويمكن استخدام الهجوم الإلكتروني من قِبل دول ذات سيادة أو أفراد أو مجموعات أو مجتمع أو منظمات أو حتى عصابات، وقد تنشأ هذه الهجمات الإلكترونية (السيبرانية) من مصدر مجهول.

قد يسرق الهجوم الإلكتروني هدفًا محددًا أو يغيره أو يدمره عن طريق اختراق نظام حساس، ويمكن أن تتراوح الهجمات الإلكترونية بين تثبيت برامج التجسس على جهاز كمبيوتر شخصي ومحاولة تدمير البنية التحتية لدول بأكملها.