أوتاوا: للمرة الثانية على التوالي ، حكومة ترودو تنجو من حجب الثقة

نجت اليوم حكومة الأقلية الليبرالية برئاسة جاستين ترودو، التي أضعفها العديد من النكسات السياسية الأخيرة، من اقتراح ثانٍ من حزب المحافظين بحجب الثقة عنها.

وجاءت نتيجة التصويت، بأغلبية 207 أصوات ضدّ اقتراح حجب الثقة مقابل 121 صوتاً تدعم الاقتراح، بمثابة تكرار إلى حدّ كبير للتصويت الذي جرى الأربعاء الفائت على اقتراح أوّل من المحافظين بقيادة بيار بواليافر لحجب الثقة عن حكومة ترودو.

وفي هذا الاقتراح الذي قدّموه يوم الخميس، ألقى المحافظون باللوم على الحكومة الليبرالية لفشلها في معالجة النقص في المساكن ولارتفاع معدلات الجريمة وارتفاع تكاليف المعيشة ولكونها ’’أكثر الحكومات مركزية في تاريخ كندا‘‘، حسب ادّعائهم.

وصوّت ضدّ الاقتراح، كما في المرّة السابقة، حزبُ الكتلة الكيبيكية والحزبُ الديمقراطي الجديد (يساري التوجه) والحزب الأخضر الكندي، بالإضافة طبعاً إلى نواب الحزب الليبرالي.

وكما كان متوقَّعاً، لم يحظَ المحافظون بقيادة بيار بواليافر، الذين يشكلون المعارضة الرسمية في مجلس العموم، بدعم أيٍّ من أحزاب المعارضة الأُخرى.

وتحتاج حكومة ترودو الليبرالية لدعم أحد حزبيْ المعارضة الرئيسييْن غير حزب المحافظين، أي الكتلة الكيبيكية أو الديمقراطي الجديد (يساري التوجه)، لتنجو في امتحان الثقة.

ولو دعم هذان الحزبان اقتراح المحافظين، الذين يشكّلون المعارضة الرسمية، لسقطت الحكومة وتمّت الدعوة لانتخابات عامة مبكرة.

وتظهر استطلاعات الرأي منذ أكثر من سنة أنّ هكذا انتخابات تطيح بالليبراليين وتأتي بحكومة محافظين بقيادة بواليافر.

ويتقدّم المحافظون حالياً على الليبراليين بنحو 20 نقطة مئوية في نوايا التصويت.

وكندا على موعد مع انتخابات فدرالية عامة في موعد أقصاه تشرين الأول (أكتوبر) 2025.

ويعانى الحزب الليبرالي، الذي وصل بقيادة ترودو إلى سدة الحكم في خريف عام 2015، من سلسلة من الانتكاسات السياسية منذ بداية الصيف.

فحكومة الأقلية الليبرالية باتت ضعيفةً منذ إعلان الحزب الديمقراطي الجديد قبل نحو شهر إنهاء ’’اتفاق الدعم والثقة‘‘ الذي أبرمه معها في آذار (مارس) 2022 والذي كان يؤمّن لها بقاءها في السلطة حتى نهاية ولايتها عام 2025.

كما أنّ حكومة ترودو خسرت مقعديْن نيابييْن في دائرتيْن تُعتبران من معاقل الحزب الليبرالي، إحداهما في تورونتو والأُخرى في مونتريال، في انتخابات فرعية جرت على التوالي أواخر حزيران (يونيو) ومنتصف أيلول (سبتمبر).

ويعتقد معظم المحلّلين أنّ الحكومة ستصمد لغاية الربيع المقبل، نظراً لأنّ الأحزاب الصغيرة تحتاج إلى وقت لتستعدّ لانتخابات جديدة، كما أنّ كندا لا تشهد في العادة انتخابات عامة في فصل الشتاء، نظراً لقساوته.

لكنّ بعض الخبراء يرون أنّ ’’كلّ شيء ممكن‘‘ في وقت تجهد فيه حكومة الأقلية الليبرالية داخل مجلس عموم منقسم.