بقلم: رونين بيرغمان وميئور لايزر/ يديعوت احرونوت
انتهت خرائط وقوائم أسماء لأربعين مخطوفاً في 27 تموز، بما في ذلك سبع صفحات من الملاحق. وثيقة “الإيضاحات” التي نقلها رئيس الموساد للوسطاء بتكليف من رئيس الوزراء، تضمنت تعديلات وإضافات دراماتيكية لمنحى 27 أيار الذي رفعته إسرائيل ووافقت فيه على معظم الشروط من جانب حماس. التراجع الذي قام به رئيس الوزراء كما تكشف الوثيقة الكاملة، غير بالطلق صورة المفاوضات وأصبح “وثيقة دم” على حد تعبير مصدر أمني رفيع المستوى، قال “ملطخة بدماء المخطوفين الستة الذين قتلوا في النفق برفح”.
الوثيقة التي عنوانها “إيضاحات لتطبيق المرحلة الأولى من مسودة اتفاق 27 أيار”، تجري عملياً تعديلات في القسم الأول من المقترح الذي رفعته إسرائيل نفسها. وهكذا تبدو وثيقة التعديلات الخاصة بنتنياهو، بنداً إثر بند:
محور فيلادلفيا
المقترح الإسرائيلي في 27 أيار: تقرر في المقترح بأن الاتفاق سيتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة في نهاية الأمر. فضلاً عن هذا، تفكك كل الاستحكامات العسكرية في المنطقة التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، وتبدأ عودة النازحين (بدون حمل سلاح). إلى جانب ذلك، تقرر إتاحة حرية حركة للسكان في كل مناطق قطاع غزة. في يوم الـ 22، يفترض بالقوات أن تنسحب من “وسط قطاع غزة” بما في ذلك محور نتساريم إلى منطقة تقع شرقي طريق صلاح الدين على طول الحدود.
وثيقة التعديلات الخاصة بنتنياهو في 27 تموز: تبدأ الوثيقة الجديدة بالتغيير عملياً لانتشار قوات الجيش في القطاع. كتب في فقرة واحدة قصيرة بأن “الانتشار المتجدد للجيش الإسرائيلي يتم وفقاً للخرائط المرفقة في الملحق 1”. في الأيام التي نقل فيها المقترح الإسرائيلي، كما تجدر الإشارة، كان الجيش قد سيطر عملياتياً تقريباً على كل محور فيلادلفيا، لكن هذا لم يكن في مقترح 27 أيار على الإطلاق. الخرائط المرفقة في الملحق 1 تعرض احتفاظ الجيش الإسرائيلي على مقطع من 1.4 كيلومتر على طول كل الحدود بين إسرائيل وأراضي القطاع. ويشير المقترح أنه يفترض بالقوات أن تنسحب في اليوم السابع من نصف محور نتساريم، وفي يوم الـ 22 تنسحب منه كله.
لكن خريطة جديدة، “خريطة رقم 3″، على حد تعبير الوثيقة، تتضمن محور فيلادلفيا، ويفهم منها أن قوات الجيش تبقى هناك. قالت الدول الوسيطة لحماس شفوياً إنه الانسحاب يتضمن تلقائياً محور فيلادلفيا – كجزء من الوعد للانسحاب من كل القطاع، كما كتب في المقترح الإسرائيلي في 27 أيار. أما الخريطة فكتب فيها أن قوات الجيش في المحور ستتقلص، لكن لم يُشر على طول الوثيقة إلى أنها هي أيضاً ستنسحب منه بشكل كامل في أي مرحلة.
التفتيش في محور نتساريم
المقترح الإسرائيلي في 27 أيار: يقرر المقترح الأصلي بأن العائدين إلى شمال القطاع في أيام وقف النار لن يحملوا السلاح، فيما تتنازل إسرائيل عن الحواجز ووسائل التفتيش كما طالبت في مسودات مسبقة، بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه يمكن التنازل في هذه النقطة.
وثيقة التعديلات الخاصة بنتنياهو في 27 تموز: أما وثيقة نتنياهو فتقول خلاف ذلك. العائدون “لن يحملوا سلاحاً”، و”العودة (بدون سلاح) تضمن وتطبق بشكل متفق عليه مسبقاً”، كما كتب فيها. وهكذا، عملياً، تراجعت إسرائيل عن مقترح 27 أيار، حين فتحت مجدداً البحث في أي آلية يتفق عليها الطرفان، هذا في الوقت الذي كان واضحاً أن حماس ترى في الموضوع شرطاً للتوقيع.
القائمة
المقترح الإسرائيلي في 27 أيار: هنا يرد أن (حماس ستحرر 23 مخطوفاً إسرائيلياً، أحياء وجثثاً) – ونساء (مدنيات ومجندات)، وأطفالاً (تحت سن 19 ليسوا جنوداً)، وكباراً في السن (فوق سن 50)، ومدنيين مرضى وجرحى، مقابل عدد من السجناء الفلسطينيين في السجون والمعتقلات. لاحقاً، يفصل المقترح آلية التحرير والأعداد.
وثيقة التعديلات الخاصة بنتنياهو في 27 تموز: أرفق في قائمة الإيضاحات قائمة أسماء كل من براي إسرائيل، إذا كان على قيد الحياة، ويجب أن يشمله التحرر في المرحلة الأولى – الإنسانية. القائمة تضم 40 مخطوفاً بالإجمال. وكتب في الوثيقة أن “الـ 33 مخطوفاً الذين ستحررهم حماس في المرحلة الأولى سيشملون كل المخطوفين الإسرائيليين الأحياء من قائمة المخطوفين الإنسانية المرفقة في الملحق 2.
يقول مصدر أمني مطلع على التفاصيل: “حيلة نتنياهو تكمن في جدال يدور حول من مفهوم المريض. ربما تدعي حماس بأن فلاناً ليس مريضاً بما يكفي، وإذا بك مرة أخرى تعلق أسابيع أو أشهراً”. تذكر القائمة أسماء أربعة من بين المخطوفين الستة الذين قتلوا في رفح. ما كان يمكن أن يكون جدال عن ثلاثة منهم على الأقل – كرمل جات، عيدان يروشالمي وهرش غولدبرغ بولين، الذين كانوا سيتحررون لو نفذت الصفقة. الرابع هو ألموغ ساروسي.
مسألة النفي
المقترح الإسرائيلي في 27 أيار: وثيقة تعديلات نتنياهو تتضمن أيضاً صياغة متجددة لأحد البنود المتعلقة بتحرير السجناء الفلسطينيين المؤبدين. في البند 4 ج، في مقترح أيار، تقرر أن حماس ستحرر كل المجندات الإسرائيليات على قيد الحياة، مقابل أن تحرر إسرائيل 50 سجيناً مقابل كل واحدة منهن. 30 منهم يقضون مؤبدات و20 تبقى لهم حتى 15 سنة سجن، وفقاً لقائمة ترفعها حماس.
تشطب من القائمة، كما كتب، أسماء 100 سجين متفق عليهم مسبقاً حسب طلب إسرائيل، ويبحث موضوعهم في المرحلة 2 من الاتفاق. إلى جانب كل هؤلاء، تقرر أن “عدداً متفقاً عليه مسبقاً بما لا يقل عن 50 سجيناً من المؤبدات، يتحررون وينفون إلى خارج البلاد أو إلى غزة”.
وثيقة التعديلات الخاصة بنتنياهو في 27 تموز: البند 4 في وثيقة التعديلات الإسرائيلية لم يكتب شيء حول النفي إلى غزة، بل إلى خارج البلاد. “القائمة الإسرائيلية من السجناء الفلسطينيين الذين يتحررون إلى الخارج تتضمن على الأقل 50، وحتى 200 اسم”، تقول الوثيقة.
معبر رفح
المقترح الإسرائيلي في 27 أيار: ثمة بند آخر تضمنته وثيقة تعديلات نتنياهو – ويرى بعض من طاقم المفاوضات الإسرائيلي أنه الأصعب بين كل التعديلات – وهو البند المتعلق بمعبر رفح. وكان الجيش قد سيطر على المعبر في 7 أيار، قبل 20 يوماً من رفع الوثيقة الأصلية في 27 أيار. وجاء في تلك الوثيقة أنه “بعد تحرير كل المجندات الإسرائيليات، سيتاح توافق على عدد العسكريين (المقصود على ما يبدو نشطاء حماس أو مسلحون فلسطينيون) جرحى يسمح لهم بالمرور في معبر رفح لتلقي علاج طبي، كما يزاد عدد المسافرين، المرضى والجرحى، الذين يمرون عبر معبر رفح. وإلغاء تقييد السفر في المعبر يلغى، وعودة حركة البضائع والتجارة”.
وثيقة 27 أيار لا تتضمن إيضاحاً من يسيطر في المعبر، لكن أوضح الوسطاء لحماس بأن الجيش الإسرائيلي سينسحب من محور فيلادلفيا، وهو ما يفترض أيضاً ضمان انسحاب إسرائيلي من المعبر.
وثيقة التعديلات الخاصة بنتنياهو في 27 تموز: لم تعد إسرائيل تتعهد بفتح المعبر، بل إجراء ترتيبات لفتحه. وهذه صيغة تسمح لإسرائيل بأن تقول دوماً إنها ترتيبات لا تعجبها.
“وثيقة ولدت بالخطيئة”
“سيُحكم التاريخ ذات يوم هذه الوثيقة بتشدد زائد”، يقول المصدر الأمني الكبير. “كتب فوق، على رأس الوثيقة، وثيقة إيضاحات، لكن الاسم الملائم لها برأيي هو وثيقة الدم. فلولا هذا التخريب المقصود الذي تضمنته الوثيقة لتحرر أربعة من بين المخطوفين الستة المقتولين وخرجوا أحياء.