قضت محكمة العمل في تل أبيب بأن الإضراب العام الذي أدى إلى توقف معظم الأنشطة الاقتصادية في إسرائيل يجب أن ينتهي عند الساعة 2:30 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (11:30 بتوقيت غرينتش)، وفقاً لوثائق قضائية اطلعت عليها "رويترز".
وبدأ اتحاد نقابات العمال (الهستدروت) إضراباً عاماً اليوم الإثنين للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد مقتل ستة رهائن كانت تحتجزهم حركة "حماس"، مما أثار احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء إسرائيل.
بدوره قال رئيس اتحاد نقابات العمال في إسرائيل إنه صدرت أوامر للعمال بالعودة إلى أعمالهم بعد حكم قضائي بإنهاء الإضراب العام.
وتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين أمس في عدة مدن للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق يؤمن إطلاق سراح الرهائن.
وهتف المتظاهرون "أين أنتم؟" أمام المبنى الذي كانت تجتمع فيه الحكومة في القدس. وفي تل أبيب، أغلق متظاهرون الطريق السريع.
تحرك أميركي
من ناحية أخرى، يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته المرشحة للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس اليوم فريقهما المعني بمباحثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما أفاد البيت الأبيض، غداة إعلان إسرائيل العثور على جثث ست رهائن.
وأعلن البيت الأبيض تعديل جدول الرئيس اليوم بشكل يتيح له ولهاريس عقد اجتماع مع "الفريق الأميركي المفاوض بشأن اتفاق الرهائن في أعقاب مقتل المواطن الأميركي هيرش غولدبرغ-بولين وخمس رهائن أخرى على يد حماس السبت، وبحث الجهود للدفع نحو اتفاق يضمن الإفراج عن الرهائن المتبقين".
وكان غولدبرغ-بولين الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، من ضمن ست رهائن أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد العثور على جثثهم في نفق بمدينة رفح في جنوب القطاع الفلسطيني.
وأكد المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أن الستة "خُطفوا أحياء صباح السابع من أكتوبر (تشرين الأول)"، تاريخ هجوم حركة "حماس" غير المسبوق على إسرائيل، و"قتلوا بوحشية على يد إرهابيي حماس قبل وقت قصير من وصولنا إليهم".
متحدان
في التحركات والمواقف، قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم ونظيره النيوزيلندي كريستوفر لوكسون، اليوم الإثنين، إنهما متحدان في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في الصراع الدائر في غزة وإيجاد حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف لوكسون في مؤتمر صحافي مشترك، "نحن متحدان للغاية في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وجمع الأطراف حول طاولة المفاوضات وإيجاد حل الدولتين". وقال لوكسون الذي يقوم بزيارة لماليزيا تستغرق ثلاثة أيام، إن نيوزيلندا ستوسع تعاونها الدفاعي مع ماليزيا وإنها ستنشر إحدى طائرات الدورية والاستطلاع التابعة لسلاحها الجوي في باتروورث بولاية بينانج شمال ماليزيا للمشاركة في تدريب مشترك.
ولفت إبراهيم، من جهته، إلى أن احتمالات وقف إطلاق النار لا تبدو مشجعة في الوقت الحاضر، مشيراً إلى غياب الالتزام من جانب الدول، وبخاصة الولايات المتحدة، التي يمكنها ممارسة نفوذها لوقف الصراع. وأضاف "الأمل الوحيد هو إشراك الولايات المتحدة في اتخاذ موقف أقوى".
وتعد ماليزيا من أقوى المؤيدين للقضية الفلسطينية وتؤيد منذ فترة طويلة حل الدولتين للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
الرهائن
على صعيد آخر، في تحرك يهدف إلى الضغط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، أعلن الاتحاد العام لعمال إسرائيل (الهستدروت) تنفيذ إضراب عاماليوم الإثنين سعياً لدفع الحكومة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وذلك بعد إعلان الجيش العثور على جثث ستة منهم.
وقال أرنون بار ديفيد، رئيس الاتحاد الذي يعد أبرز نقابة عمالية في إسرائيل، في مؤتمر صحافي الأحد "علينا أن نوقف هذا التخلي عن الرهائن (...) توصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط هو الذي يمكن أن يحرك أولئك الذين يحتاجون لذلك، (الإثنين الساعة السادسة صباحاً (03:00 توقيت غرينتش) سيعم الإضراب الاقتصاد الإسرائيلي بكامله".
وأضاف رئيس الاتحاد "ستتوقف جميع عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون (في تل أبيب) اعتباراً من الثامنة صباحاً (05:00 توقيت غرينتش)". كما دعا زعيم المعارضة يائير لبيد وعائلات رهائن في غزة إلى المشاركة في الإضراب العام.
طلب عاجل لوقف الإضراب
وطلب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش من النائب العام تقديم طلب عاجل للمحاكم لمنع الإضراب.
وفي رسالته إلى النائب العام جالي بهاراف ميارا، قال سموتريتش إن الإضراب ليس له أساس قانوني لأنه يهدف إلى التأثير بصورة غير مواتية على قرارات سياسية مهمة يتخذها الساسة في شأن قضايا تتعلق بأمن الدولة.
وقال، إن حدوث إضراب واسع، يشهد إغلاق البلاد بما في ذلك الرحلات الجوية المغادرة، ستكون له عواقب اقتصادية كبيرة من شأنها أن تسبب أضراراً اقتصادية في زمن الحرب.
وأعلن الإضراب بعد انتشال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق جثث ستة رهائن من نفق في مدينة رفح بجنوب القطاع الذي يشهد حرباً مدمرة منذ نحو 11 شهراً بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقالت السلطات الإسرائيلية، إنها عثرت السبت على جثث الرهائن كرمل غات وعيدن يروشالمي وهيرش غولدبرغ بولين الذي يحمل أيضاً الجنسية الأميركية وألكسندر لوبانوف الذي يحمل أيضاً الجنسية الروسية وألموغ ساروسي وأوري دانينو، في نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة، مم أثار صدمة وغضباً في إسرائيل.
في واشنطن، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن شعوره بـ"الحزن الشديد والغضب" بعد إعلان العثور على الجثث. ودفن ما لا يقل عن أربعة منهم أمس الأحد في حضور أقاربهم المفجوعين.
قالت نيرا سيروسي في تأبينها لابنها ألموغ "لقد تم التخلي عنك، كل يوم، كل ساعة، 331 يوماً (...) تم التضحية بك من أجل (تدمير حماس)"، في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتكررة بأنه سيواصل الحرب حتى يقضي على الحركة.
"من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً"
وفي ظل ضغوط متزايدة في إسرائيل للتوصل إلى اتفاق حول إطلاق سراح الرهائن، بعد أشهر من الجمود في المفاوضات، توعد نتنياهو "حماس"، "بتصفية الحساب" معها.
وقال، "من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً" على هدنة في قطاع غزة، مضيفاً موجهاً حديثه لـ "حماس"، "سنطاردكم ونقبض عليكم".
وأكد وزير الدفاع يوآف غالانت أن الرهائن، "قتلوا بدم بارد على أيدي (حماس) قبل وصولنا إليهم".
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن التشريح الذي أجري صباح أمس أظهر أن الرهائن الستة قتلوا "من مسافة قريبة جداً"، وذلك "بين الخميس وصباح الجمعة".
في المقابل، حمل عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق إسرائيل مسؤولية مقتل الرهائن.
وقال في بيان، إن من يتحمل مسؤولية موت الرهائن هي إسرائيل التي تصر على مواصلة الحرب والتهرب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً الى أن الستة "لم يُقتلوا إلا بالقصف الصهيوني".