هآرتس: هل يمكن التوصل إلى اتفاق فى ظل إنهاء العملية فى رفح و تقليصها فى باقى القطاع؟

قدر مصدر إسرائيلي مسئول، اليوم (الأحد)، أن إمكانية التوصل إلى صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح المختطفين في قطاع غزة لا تزال بعيدة. وبحسب المصدر، فإن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر تهدف في المرحلة الحالية إلى تشجيع الأطراف على تجديد الاتصالات بشأن هذه القضية وقال لصحيفة "هآرتس" إن "الخطة العريضة التي قدمها بايدن هي إطار عمل للاتفاق، ولكن يجب صب المحتوى فيها، مؤكداً أن المسافة بين الطرفين حاليا لا تسمح لهما بالتوصل الى اتفاق".

وفي إسرائيل أعربوا عن تفاؤل حذر بإمكانية استئناف الاتصالات خلال أيام، من بين أمور أخرى، على خلفية انتهاء العملية العسكرية في رفح وتقليص عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة،

وبالإضافة إلى الضغوط الكبيرة التي تمارسها الولايات المتحدة ووسطاءها على حماس لحث قيادات الحركة على المضي قدماً بالصفقة الآن، فإن أطرافاً أخرى أبدت تشاؤماً بشأن مدى استعداد حماس وإسرائيل لإتمام الصفقة في القطاع الإطار الزمني القريب.

وقال مصدر أجنبي مطلع جيداً على المقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة ووسطاء حماس في الأيام الأخيرة، إنه لا يوجد تغيير جذري فيها مقارنة بالصيغة التي قدمها بايدن علناً قبل بضعة أسابيع.

وقال المصدر إن "هذه تعديلات في الصياغة بالأساس، وليست في الجوهر"، مضيفا أن "جميع الأطراف تنتظر الآن ردا حماسيا".

وإلى جانب ذلك، قدر دبلوماسي أجنبي أمس أنه إلى أن تستعرض إسرائيل موقفها بشأن مسألة وقف إطلاق النار، أو اخراج حماس من القطاع" بشأن هذه القضية، فإن الأطراف سوف تجد صعوبة في دفع هذه الخطوة إلى الأمام. ووفقا له، "لا تزال هذه مرحلة الاستكشاف. ويجب ألا ننشغل بالتفاصيل الصغيرة. فالأمر لا يتعلق ببند أو بآخر. كل شيء سوف يرتفع وينخفض وفقا لصيغة مقبولة لوقف إطلاق النار".

بشكل عام، قدرت مصادر مشاركة في المحادثات أن تصريح نتنياهو على القناة 14، والذي أوضح فيه أنه مستعد فقط للتوقيع على اتفاق جزئي مع حماس ثم استئناف القتال، سيكون له تأثير أقل على القدرة على دفع المحادثات مع حماس.

وقال مصدر مطلع على التفاصيل: "المشكلة الآن هي انعدام الثقة بشكل عام بين الجانبين". وقال مصدر آخر الأسبوع الماضي إن "السنوار غير مهتم بما يقوله نتنياهو أو يفكر فيه. إذا أعطته الولايات المتحدة وقطر ومصر ضمانة واضحة بأن إسرائيل ستوافق على وقف إطلاق النار، فقد يكون ذلك كافيا بالنسبة له ويسمح بهذه الخطوة".

لكن، بحسب المصدر، فإن الأطراف المشاركة في المحادثات متشائمة ولديها انطباع بأن السنوار "غير مهتم بما فيه الكفاية بالعملية ويفضل إمكانية فتح ساحة أخرى بين إسرائيل وحزب الله على اتفاق يؤدي إلى تهدئة". 

وقال مصدر إسرائيلي آخر لـ"هآرتس" إن قرار نتنياهو التراجع عن تصريحه في مقابلة مع القناة 14 الأسبوع الماضي أدى إلى تحسين كبير في القدرة على دفع المفاوضات قدما.

وفي خطاب ألقاه في الكنيست في اليوم التالي للمقابلة، أوضح نتنياهو أنه كذلك وقال المصدر: "إننا ملتزمون بالاقتراح الإسرائيلي الأخير للتوصل إلى اتفاق مع حماس ونرحب به، وكان تصريح نتنياهو في مقابلة مع القناة 14 بمثابة ضربة خطيرة للمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق، وفقدان الثقة في صدق نوايا الجانب الإسرائيلي". "والحقيقة أن نتنياهو قال في اليوم التالي -لأول مرة علنا- إن إسرائيل تؤيد الخطوة، وتلتزم بها فى المفاوضات الجارية".