الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي

توغلت الدبابات الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة فجر الثلاثاء، وسيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح على الحدود المصرية، في ما وصفه الجيش بـ”عملية دقيقة” ضد حركة حماس.

وجاء التوغل البري في الجزء الشرقي من مدينة رفح بعد أن قالت تل أبيب إن عرض الهدنة الذي قدمته حماس في اليوم السابق لا يلبي مطالبها، وأعلنت أنها وافقت على المضي قدما في الهجوم الذي هددت به منذ فترة طويلة.

وقال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل إنها كانت “عملية محدودة” تهدف إلى الضغط على حماس لقبول الصفقة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن اللواء 401 مدرع سيطر على الجانب الغزاوي من معبر رفح صباح الثلاثاء، دون مقاومة تذكر على ما يبدو. وأظهرت لقطات مصورة أن القوات ترفع الأعلام الإسرائيلية عند المعبر الحدودي.

وأوضح الجيش إن المعبر، الذي يقع على بعد حوالي 3 كيلومترات (1.8 ميلا) من الحدود الإسرائيلية، تم الاستيلاء عليه وسط “عملية دقيقة” ضد حماس في “مناطق محدودة شرق رفح”. وتقع على طول ما يسمى بممر فيلادلفيا، الذي يفصل بين مصر وغزة.

وحتى صباح الثلاثاء، سيطرت إسرائيل على جميع المعابر البرية المعروفة مع غزة.

وقال مسؤول مصري وقناة الأقصى التابعة لحماس إن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا المصريين بأن القوات ستنسحب بعد استكمال العملية، لم يتم إعطاء جدول زمني.

ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي قوله إن لديه “معلومات استخباراتية تفيد بأن الإرهابيين يستخدمون منطقة المعبر لأغراض إرهابية”.

يوم الأحد، أطلقت حماس صواريخ من مكان قريب من المعبر باتجاه منطقة كرم أبو سالم في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة آخرين.

وقد تم الآن قطع معبر رفح مع مصر عن طريق صلاح الدين الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن جزءا من الطريق شرق رفح تم السيطرة عليه بشكل منفصل من قبل لواء المشاة جفعاتي في العملية الليلية.

واضاف الجيش الإسرائيلي إن حوالي 20 مسلحا قتلوا وأن القوات عثرت على ثلاثة ممرات أنفاق “كبيرة” دون تقديم أدلة تثبت ذلك.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت حماس لا تزال تمتلك أنفاقًا تمتد من منطقة رفح إلى صحراء سيناء المصرية، والتي كانت تستخدمها سابقًا لتهريب الأسلحة والإمدادات.

وقام الجيش المصري خلال العقد الماضي باتخاذ إجراءات صارمة ضد أنفاق التهريب ودمر المئات منها، قائلًا إنها كانت تستخدم لنقل الأسلحة إلى الجماعات الجهادية في سيناء.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف أكثر من 50 موقعا لحماس في رفح و قصفها من قبل القوات الجوية خلال الليل. وذكر الجيش أن 50 موقعا آخر تعرض للقصف في المنطقة في وقت متأخر من يوم الاثنين.

وأفاد الفلسطينيون عن غارات جوية مكثفة في شرق المدينة خلال الليل، مما أسفر عن مقتل 27 شخصا على الأقل.

وشنت إسرائيل غارات جوية في رفح بشكل منتظم في الأشهر الأخيرة، حتى مع تأجيلها إرسال قوات وسط معارضة دولية شديدة للعمليات العسكرية في المدينة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني ، معظمهم من النازحين، من مناطق أخرى من القطاع.

وبعد السيطرة على المعبر، قامت القوات يوم الثلاثاء بتفتيش المنطقة بحثًا عن البنية التحتية لحماس والتحضير لمهام إضافية.

وأظهرت لقطات مسربة مركبات عسكرية إسرائيلية تسير على طول الحدود بين مصر وغزة، المعروف أيضًا باسم ممر فيلادلفي، في الجزء الشرقي من رفح، بالقرب من المعبر الذي تم الاستيلاء عليه.

وأظهر المقطع ناقلة جنود مدرعة تحمل علمين ضخمين – أحدهما إسرائيلي والآخر للواء 401 مدرع، الوحدة التي استولت على الجانب الغزاوي من معبر رفح.

ولم يسيطر الجيش الإسرائيلي على ممر فيلادلفي بأكمله، الذي يمتد لمسافة 14 كيلومترا (8.7 ميلا) على طول الحدود بين غزة ومصر، كما تعهد نتنياهو بأن إسرائيل ستفعل ذلك.

وتقول إسرائيل إنها يجب أن تسيطر على الممر لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس.

ومن جانبها حذرت مصر، الثلاثاء، من أن العملية الإسرائيلية في رفح تهدد جهود وقف إطلاق النار، بحسب وزارة الخارجية المصرية.

وقالت حركة حماس في بيان لها، إن التوغل الإسرائيلي في معبر رفح بغزة يهدف إلى تقويض جهود وقف إطلاق النار، ودعا البيان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف “التصعيد”.

وفي صباح الثلاثاء أيضا، أطلقت حماس عدة صواريخ وقذائف هاون من المدينة على منطقة كرم أبو سالم، موقع الهجوم  الذي وقع يوم الأحد وعلى الجانب الآخر من الحدود من شرق رفح. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم تقع أضرار أو إصابات.

وقبل إطلاق العملية الليلية، قال الجيش الإسرائيلي إنه قام “بالتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة في المنطقة، لطلب التحرك نحو المنطقة الإنسانية، كجزء من الجهود المبذولة لإجلاء السكان”.

وفي صباح يوم الاثنين، أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء لنحو 100 ألف من سكان غزة في أجزاء شرق رفح، الذين طُلب منهم الإخلاء إلى "منطقة إنسانية" محددة بالقرب من خان يونس، شمال رفح.

وبعد ساعات، قالت حماس إنها قبلت مقترح وقف إطلاق النار المصري والقطري واقتراح إطلاق سراح الرهائن، لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن شروط حماس لا تتطابق مع ما وافقت عليه تل أبيب، على الرغم من أن فرق العمل ستسافر إلى القاهرة يوم الثلاثاء لاستئناف المحادثات غير المباشرة.

معلنا أن عرض حماس الأخير كان "بعيدا عن [تلبية] المتطلبات الأساسية لإسرائيل"، قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن مجلس الوزراء الحربي قرر بالإجماع المضي قدما في عملية للجيش الإسرائيلي في رفح "من أجل ممارسة الضغط العسكري على حماس". بهدف إحراز تقدم في تحرير الرهائن وأهداف الحرب الأخرى.

وتعهد نتنياهو منذ أشهر بأن القوات الإسرائيلية ستنفذ عملية لاستئصال آخر معاقل حماس في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بغض النظر عن اتفاق إطلاق سراح الرهائن. ويقول مسؤولو دفاع إسرائيليون إن أربع من كتائب حماس الستة المتبقية موجودة في المدينة، إلى جانب أعضاء قيادة الحركة وعدد كبير من الرهائن الذين تم اختطافهم من إسرائيل في 7 أكتوبر خلال الهجوم الجماعي الذي نفذته الحركة.

وفي اتصال هاتفي مع نتنياهو في وقت سابق من يوم الإثنين، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن معارضته لهجوم عسكري إسرائيلي كبير في رفح، بحسب ما جاء في بيان للبيت الأبيض، دون الخوض في التفاصيل.

وقد أعربت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً عن معارضتها لغزو رفح دون الحصول على ضمانات جديرة بالثقة من إسرائيل بحماية ما يزيد على مليون فلسطيني يعيشون هناك. وتزعم إسرائيل أن بإمكانها إجلاء هؤلاء المدنيين وتوفير الرعاية لهم بأمان، لكن واشنطن لم تقتنع بذلك.

وتطرح إدارة بايدن بدائل لغزو رفح بالكامل، بما في ذلك تعزيز حدود غزة مع مصر وتنفيذ المزيد من العمليات الموجهة ضد قيادة حماس. لكن نتنياهو حول غزو رفح إلى عنصر أساسي وغير قابل للتفاوض لتحقيق "النصر الكامل" على الجماعة الإرهابية.

اندلعت الحرب بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما قتل المسلحين حوالي 1200 شخص واحتجزوا 252 رهين، وردا على الهجوم، شنت إسرائيل هجوما واسع النطاق يهدف إلى القضاء على القدرات العسكرية والحكومية للحركة في غزة وتحرير الرهائن، الذين لا يزال 128 منهم في الأسر، وقُتل أكثر من 34700 فلسطيني في الصراع، وفقًا لمسؤولي الصحة فى غزة ، ثلثهم من الأطفال والنساء.