مشتل أمريكي يركز على النباتات المحلية وأهميتها

اتخذ الأمريكي تريستان شو، مرافقة شتلة شجرة وسيلة لكسر الحاجز بشكل يساعد على بدء التواصل مع الآخرين، بغية التحدث عن النباتات المحلية وأهميتها.

وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية، اعتاد تريستان شو أن يحمل معه شتلات من نباتات محلية، تمثل له "دعما عاطفيا"، كلما ذهب إلى أي مناسبة جماعية.

وذكرت صحيفة شيكاغو تريبيون أن ما بدأ كتجربة وهواية للتسرية عن نفس شو، أثناء الفترة العصيبة من جائحة كورونا، تحول سريعا ليصبح وسيلة للتواصل مع آخرين، يجمعهم شغف متجذر في تقاليد العائلة.

ومن أهم النباتات التي يحب أن يتحدث عنها شو هي شجر البلوط باعتباره من الأنواع الأساسية.

وفي عام 1978 أسس كونور والد شو، مشتلا للنباتات على مساحة خمسة أفدنة، بقرية موني الكائنة جنوبي مدينة شيكاغو، وعندما بلغ أبناؤه سن الرابعة بدأوا في مساعدته على جمع البذور لدعم نشاطه التجاري.

بعد ذلك بخمسة أعوام، بدأ مشتله المسمى "بوسيبيليتي بليس" أي موقع الإمكان، زراعة شتل لأشجار ونباتات محلية فقط، من بذور تم جمعها من مساحة قطرها 150 ميلا، في ولايات إنديانا وإلينوي ووسيكنسون وإيوا، وتوسع النشاط منذ ذلك الحين ليشمل أكثر من 55 فدانا، حيث تزدهر نحو 60 ألف شجرة، كما يتم زراعة أكثر من 18 ألف شتلة شجرة سنويا.

ويقول كيلساي شو شقيق تريستان "ليست هناك أعداد كثيرة من السكان تزرع نباتات محلية تماما، ويتم جمع بذورها محليا".

ويؤكد كيلساي شو وهو عالم نباتات ومستشار للمبيعات بالمشتل، أهمية إتاحة النباتات التي يزرعونها، "بألوان كثيرة وأنواع متعددة على قدر الإمكان".

ويضيف كيلساي شو إن ما يجذب الناس لزيارة المشتل مرارا وتكرارا، هو التجربة الفريدة التي يقدمها لزبائنه.

ويتابع "التجربة تشبه الذهاب إلى مزرعة لإنتاج الألبان، والحصول على الحليب من البقرة مباشرة، بدلا من الذهاب إلى المتجر لشرائه، وزبائننا بإمكانهم التحدث مباشرة، مع الفنيين الذين يزرعون النباتات، ولا يضطرون إلى الاعتماد على معلومات من مصادر أخرى أو من الإنترنت، هذه نوعية مختلفة من تجربة الشراء".

بينما يجلس كيلساي شو على أريكة خشبية، تحيط به مجموعة فريدة من نوعها من النباتات، ذات الألوان والأنسجة المتنوعة، مثل البلوط والبلسان والبراعم الحمراء وزهور البتونيا البرية، وملكة البراري، وزنابق النهار وزهور النجم، وغير ذلك كثير للغاية، وتتساقط أوراق الأشجار برقة من أغصانها

ويتذكر المراحل الأولى من بداية المشروع، ويقول "إنها لم تكن فكرة ذكية في البداية"، أن نركز على النباتات المحلية، نظرا لعدم انتشار المعلومات عنها في الثمانينيات من القرن الماضي، غير أن الاهتمام بها تزايد في فترة التسعينيات، والآن ينتج المشتل 120 نوعا مختلفا من الأشجار والنباتات المحلية".