علماء يكتشفون أجساما مضادة يمكنها تحييد متغيرات كورونا مما يمنع تفشى الفيروس في المستقبل

يمكن للأجسام المضادة المكتشفة حديثا تحييد جميع المتغيرات المعروفة لفيروس كورونا تقريبا وقد يكون لديها القدرة على منع تفشي فيروس كورونا في المستقبل، وفقا لدراسة جديدة.

تصف الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس أدفنسيز" التي تمت مراجعتها من قبل الأقران يوم الخميس، كيف تمكن فريق من الباحثين من عزل الأجسام المضادة المعادلة القوية من مريض السارس المتعافي، والذي تم تطعيمه ضد فيروس كورونا، وأظهر اتساعا ملحوظا ضد فيروسات ساربيكو المعروفة، أو فيروسات الجهاز التنفسي، مثل السارس وكورونا

قادت الفريق الدولي كلية الطب دوك ناس، وشارك فيه علماء من جامعة سنغافورة الوطنية وجامعة ملبورن في أستراليا ومركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في الولايات المتحدة.

من خلال عزل الأجسام المضادة من الناجي من السارس الذي تم تطعيمه ضد كورونا، وجد الباحثون أن الجمع بين عدوى فيروس كورونا السابقة والتطعيم ولد استجابة واسعة وقوية للغاية للأجسام المضادة، قادرة على إيقاف جميع فيروسات كورونا ذات الصلة التي تم اختبارها تقريبا.

وقال المؤلف الكبير وانغ لينفا، الأستاذ وخبير فيروسات الخفافيش في برنامج الأمراض المعدية الناشئة في جامعة دوك، خلال بيان صحفي، يقدم هذا العمل أدلة مشجعة على أن لقاحات فيروس كورونا ممكنة إذا كان بإمكانها تثقيف جهاز المناعة البشري بالطريقة الصحيحة.

في المجموع، حصل الفريق على ستة أجسام مضادة يمكنها تحييد فيروسات تاجية متعددة، بما في ذلك فيروس كورونا، ومتغيراته ألفا وبيتا وجاما ودلتا وأوميكرون، فيروس السارس الأصلي، إلى جانب العديد من الفيروسات التاجية الحيوانية الأخرى التي تنتقل من الخفافيش والبنغول.

وقال المؤلف المشارك شيا وان ني، وهو زميل سابق لما بعد الدكتوراه في مختبر لينفا ويعمل الآن مع شركة "كوف بيوتكنولوجى" السنغافورية الناشئة، إن ثلاثة أجسام مضادة برزت على أنها واسعة وقوية بشكل استثنائي، وقادرة على تحييد جميع الفيروسات المرتبطة بالسارس التي تم اختبارها بتركيزات منخفضة للغاية.

وجد الباحثون أن أقوى جسم مضاد، المسمى "إى 7"، كان قادرا على تحييد كلا من السارس وكورونا وفيروسات ساربيكو الحيوانية ومتغيرات كورونا الجديدة.

تشير الدراسة إلى أن "إى 7" أظهر أنه يستهدف منطقة من بروتين سبايك لفيروس كورونا، ويمنع عملية تغيير الشكل التي يتطلبها الفيروس لإصابة الخلايا والتسبب في المرض.

قال شيا "تجاوزت قوة تحييد واتساع الجسم المضاد أي أجسام مضادة أخرى مرتبطة بفيروس كورونا مرتبطة بالسارس صادفناها، لقد حافظت على النشاط ضد أحدث المتغيرات الفرعي لأوميكرون، بينما تفقد معظم الأجسام المضادة الأخرى فعاليتها".

توفر نتائج الدراسة أساسا لتصميم اللقاحات والأدوية التي تعمل ضد متغيرات كورونا وتهديدات فيروس كورونا المستقبلية.

قال وانغ: "يوضح هذا العمل أن تحريض الأجسام المضادة واسعة النطاق لفيروس ساربيكو المعادلة أمر ممكن، فهو يحتاج فقط إلى التسلسل المناعي الصحيح وطريقة التسليم، وهذا يوفر الأمل في أن تصميم لقاح عالمي لفيروس كورونا يمكن تحقيقه".

يخطط الباحثون لإجراء مزيد من التقييم لإمكانات الجسم المضاد إيى7 ضد فيروسات كورونا الحالية والمستقبلية.