من جديد... “المواعدة عبر الإنترنت” تكلف إمرأة من كالجاري خسارة بقيمة 500 ألف دولار

تحقق الشرطة في عملية احتيال كلّفت إمرأة من كالجاري ما يصل إلى 500 ألف دولار، من خلال تطبيق مواعدة عبر الإنترنت.

حيث قالت شيلي سميث – وهو اسم مستعار للمرأة البالغة من العمر 60 عاما – إن الملف الشخصي للرجل المتحيّل تضمن صورة جميلة المظهر وحياة بسيطة، وكان يبلغ من العمر 62 عاما، وكان مطلقا وليس لديه أولاد، وحاصلا على شهادة جامعية عالية.

هذا وتشعر سميث بالخجل من الوقوع فريسة لعملية احتيال رومانسية تركتها مدمرة ماليا، وفي وقت من الأوقات، منبوذة من عائلتها، وشعرت برغبة في الانتحار.

كما تقول سميث، إنها لم تكن في أفضل حالة ذهنية لبدء علاقة في سبتمبر 2021، فقد كان شقيقها الوحيد قد توفي مؤخرا، ومرض والدها وتوفي في غضون أسابيع، وتم تشخيص والدتها مؤخرا بالخرف، كما أنها تعاني من مشاكل صحية خاصة بها.

وأوضحت أن الرجل الذي قابلته عبر الإنترنت من خلال تطبيق المواعدة كان موجودا من أجلها. فقد كان كارل بيترسون (ليس اسمه الحقيقي) يرسل رسائل نصية ويتحدث معها باستمرار.

لكن محاولات اللقاء شخصيا كانت تفشل دائما قبل أن يقول إنه مضطر لمغادرة البلاد، وأخبرها أنه مهندس معماري وأنه سيبني فندقا فخما في تركيا اعتبارا من ديسمبر 2021.

ولكن عندما هبط بيترسون في تركيا، قال إن جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به قد تعطل وأنه يحتاج إليها للوصول إلى حسابه المصرفي لتحويل الأموال إلى مقاولين مختلفين، ونتيجة قيامها بمساعدته، تمكنت من رؤية رصيده المصرفي، الذي كان أكثر من مليون دولار – مما سمح لها بالاعتقاد بأنه غني.

وبعد أيام، قال لها إن البنك جمد حسابه وأنه بحاجة إلى المال لدفع رسوم المعدات الثقيلة التي يتم إرسالها، ولكن عندما عرضت عليه المساعدة، رفض في البداية.

وتقول إنه بعد أسبوع أو نحو ذلك، قبل مساعدتها، وتطورت الأمور بعد ذلك، وكان يطلب منها دائما أموالا لأسباب مختلفة، ويعدها بأنه عندما يعود إلى الوطن، فإنه سوف يعيد لها أموالها.

كما كانت التحويلات المالية تبلغ بضعة آلاف في كل مرة، وعادة من خلال حساب بيتكوين، والذي قال إنه كان من الأسهل الوصول إليه، وتقدر سميث أنها أرسلت لبيترسون نقودا ومعدات تصل إلى ما يقرب من 500 ألف دولار.

وطوال الوقت، كان يخبرها ألا تخبر أي شخص لأنه لا يريد لأصدقائها وعائلتها أن يفكروا به بشكل سيئ عندما يلتقيان في النهاية.

في السياق ذاته، تقول سميث إنها كانت تنفد من المال، واقترضت من العائلة والأصدقاء، وصرفت مدخرات التقاعد، حتى أنها أخذت رهنا عقاريا ثانيا.

ولم تكن تستطيع التوقف عن إرسال الأموال، لأنه في كل مرة كان يقول لها إنه يحتاج إلى المزيد للعودة إلى الوطن للسداد لها.

ثم في أحد أيام أغسطس الماضي، عندما كانت تخطط لبيع منزل والديها للحصول على المزيد من النقود، جاء أبناء عمومتها ونقلوا لها الأخبار.

لقد أجروا بحثا عن الصور باستخدام صورته واكتشفوا أن بيترسون لم يكن هو نفسه الشخص الذي تتحدّث معه، بل كانت الصورة مملوكة لشخص عاش في دنفر واستُخدمت في عدة ملفات تعريف مواعدة.

كذلك بيّنت سميث أنها لم تخسر أموالها وحب حياتها المفترض فحسب، بل خسرت أيضا العديد من أفراد العائلة الذين لم يصدقوا أنها تعرضت للخداع وأخفت الكثير عنهم.

وقالت: “كنت أشعر برغبة في الانتحار، وكنت محطمة للغاية”.

أكدت الخبيرة القانونية إيرينا مانتا أنه يتعين على الناس التوقف عن إلقاء اللوم على الضحية، ففي بعض الأحيان لا يحالف الحظ الناس، ويمكن أن تكون هناك أسباب منطقية تجعل الناس يتجاهلون إشارات الإنذار.

وقالت سميث إنها عندما واجهت بيترسون أخيرا، أخبرها أنه آسف وأنه كان أيضا ضحية، وقال بيترسون إنه كان يحاول سداد ديون القمار، وكان عليه الاتصال بها للحصول على المال، وغالبا تحت تهديد السلاح.

ثم لامها قائلا إنها أجبرته على أخذ المال.

وبحسب سميث فإنه بدلا من أن تسأل الناس كيف يمكن أن تكون الضحية بهذا الغباء، يجب أن يسأل الناس كيف يمكن أن يكون المجرم بهذه القسوة؟

وتقول سميث، وهي ممرضة مسجلة، إنها ستضطر الآن إلى العمل بعد تاريخ تقاعدها الأصلي لإعادة بناء مدخراتها، ولكنها تقول إنها تمكنت من سداد الأموال التي اقترضتها والحفاظ على منزلها، ولا يزال لديها حد ائتماني معلق.