غياب بايلز عن الأولمبياد.. الصحة النفسية للرياضيين في دائرة الضوء

وكالات:

أعلن الاتحاد الأميركي للجمباز غياب لاعبته الأهم سيمون بايلز عن مسابقات الفردي بدورة الألعاب الأولمبية، غدا الخميس، وذلك بعد أن انسحبت من مسابقات الفرق أمس الثلاثاء. 

ودخلت الولايات المتحدة المسابقة الكاملة للفرق في الجمباز بألعاب طوكيو الأولمبية 2020 للظفر بالميدالية الذهبية التي لم يخسرها الأميركيون في أي مسابقة كبرى منذ العام 2010، لكن انسحاب البطلة سيمون بايلز حول الذهب لسيدات روسيا اللواتي يلعبن تحت العلم الأولمبي المحايد.

تقول شبكة "سي إن إن" الإخبارية إن "بايلز إحدى أعظم لاعبات الجمباز على مر العصور تبقى مجرد إنسان تحتاج إلى العناية في ما يتعلق بالصحة العقلية".

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن بايلز "وإن كانت قادرة على الطيران والقفز في الهواء بسهولة وتحطيم الأرقام القياسية دون عوائق، فإن العبء بات ثقيلا عليها للغاية بحيث لا يمكن لها أن تتحمله".

وقدّمت بايلز، الحاصلة على أربع ميداليات ذهبية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 حركة افتتاحية باهتة على حصان القفز، ثم غادرت أرضية المسابقة لفترة وجيزة، قبل أن تعود للانضمام إلى زملائها في الفريق. 

لكن تم استبدالها في المنافسات الثلاث الختامية على العارضتين مختلفتي الارتفاع، عارضة التوازن والحركات الأرضية.

وانسحبت بايلز من نهائي مسابقة الجمباز الفردية الشاملة في الأولمبياد، الأربعاء، بسبب مخاوف متعلقة بصحتها العقلية، حسبما أكد الاتحاد الأميركي للجمباز.

وقال اتحاد الجمباز الأميركي في بيان "بعد مزيد من التقييم الطبي، انسحبت سيمون بايلز من المنافسة الفردية الشاملة النهائية في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو من أجل التركيز على صحتها العقلية".

وقالت المحللة الرياضية في "سي إن إن"، كريستين برينان، إن بايلز "بدت وكأنها تائهة في مكان ما في الهواء". ووصفت برينان خروج بايلز من المنافسة بأنه "أسوأ كابوس".

وتشير الشبكة الأميركية إلى أن دورة طوكيو 2020 تعد المنافسة الأولى التي تخوضها البطلة الخارقة بايلز منذ أن أدين طبيب الفريق الأمريكي السابق لاري نصار بالاعتداء الجنسي على لاعبي الجمباز الشباب، بما في ذلك بايلز نفسها.

طفولتها في دار رعاية

أخبرت بايلز صحيفة "نيويورك تايمز" قبل الألعاب الأولمبية عن الضرر العقلي والجسدي الذي أصاب جسدها من الرياضة، وكيف ستذهب إلى طوكيو ليس من أجل الولايات المتحدة الأميركية فقط، ولا حتى لنفسها، ولكن من أجل لاعبي الجمباز الملونين.

وقالت البطلة ذات البشرة الداكنة: "سأذهب إلى هناك لأمثل الولايات المتحدة الأميركية، وأمثل مركز أبطال العالم وأمثل الفتيات ذوات البشرة السمراء والبنية في جميع أنحاء العالم". 

في العام 2018، أصدرت محكمة أميركية أحكام بالسجن لمدة تتراوح بين 40 و175 عاما على الطبيب  لاري نصار بسبب إدانته بالتحرش الجنسي على لاعبات الجمباز طوال عقود عقب الاستماع إلى شهادات 160 شخصا من ضحاياه.

وكانت بايلز عاشت مراحل حياتها الأولى في دار رعاية حتى تم تبنيها هي وأختها من قبل أجدادها. فيما حصل شقيقها هذا العام على حكم براءة من تهمة القتل العمد.

وبعد خروجها المخيب للآمال وفقدان التتويج بالذهبية، قالت بايلز إنها كانت تأمل في المنافسة لنفسها، لكن "شعرت أنني ما زلت أفعل ذلك من أجل أشخاص آخرين". وأضافت: "هذا يؤلم قلبي، لأن فعل ما أحبه كان بشكل ما ينتزع مني لإرضاء الآخرين".

وقالت للصحافيين إنها انسحبت ليس بسبب الإصابة، ولكن بسبب "الحالة الذهنية"، إذ تحدثت عن مدى التوتر الذي كان عليه اليوم الذي سبق النهائي، وكيف أنها كانت "ترتجف" وبالكاد تستطيع أن تأخذ قيلولة بعد التمرين. 

وأضافت: "أعتقد أننا متوترون للغاية. يجب أن نكون هنا مستمتعين ولكن هذا ليس هو الحال".

وفي وقت لاحق، نشرت بايلز منشور على صفحتها في فيسبوك: "أشعر حقا أن ثقل العالم على كتفي في بعض الأحيان. أعلم أنني أتجاهل الأمر وأجعله يبدو وكأن الضغط لا يؤثر عليّ ... الألعاب الأولمبية ليست مزحة".

وقال الاتحاد لوكالة فرانس برس إن بايلز "انسحبت من المسابقة الكاملة بسبب مشكلة طبية، وسيتم تقييم وضعها يوميا من أجل الموافقة الطبية على المنافسات المقبلة".