آخر الأخبار

يمني في ليبيا حصل على موافقة إعادة التوطين في كندا.. لكنه توفي قبل السفر

نهاية حزينة أخرى لمهاجر في ليبيا، لم يتمكن من تحقيق حلمه بالهرب من تلك البلاد، على الرغم من حصوله على موافقة لإعادة توطينه في كندا. 

لا تنتهي قصص ومآسي المهاجرين في ليبيا من لحظة دخولهم البلاد وحتى بعد مماتهم. معظم قصصهم تتقاطع عند تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة من قبل بعض الميليشيات العاملة في مجال التهريب والإتجار بالبشر، كما عند تعرضهم للإهمال وعدم تسوية أوضاعهم من قبل موظفي مفوضية اللاجئين (حسب أقوالهم).

من تلك القصص مأساة حقيقية، مهاجر يمني وصل إلى ليبيا في 2006، ضمن إطار تبادل طلابي في ذلك الوقت مع جامعة طرابلس. تخرج أحمد من الجامعة واستقر في ليبيا، إلى أن تقدم بطلب لجوء لدى المفوضية في ليبيا عام2017. خضع لعدد من المقابلات والاستجوابات حتى حصل على موافقة لإعادة توطينه في كندا في تشرين الأول/أكتوبر 2019. لكنه لم يغادر ليبيا أبدا.

"المفوضية كانت على علم بمشاكله الصحية"

أحمد علي أحمد الحسني، مهاجر في الأربعينات من عمره، توفي قبل أن يستكمل طلبه ويحقق أمنيته.

أصدقاء أحمد وشركاء سابقون له في السكن، حيث كانوا متابعين لحالته منذ البداية. أحدهم قال إن أحمد كان يعاني من مرض القلب، وتقدم للمفوضية بكافة الوثائق التي تثبت ذلك.

قبيل وفاته في 24 شباط/فبراير، تدهورت حالته كثيرا، وبات جسده يخزن الماء، وبدأت علامات الانتفاخ تظهر في كافة أنحاء جسده. عبد الله، مهاجر يمني آخر، قال إنهم كانوا يعانون كثيرا عند أخذه للمستشفى العام، "كونه ليس من ليبيا وبالتالي من الصعب أن يتلقى العلاج هناك. لم نكن نملك المال لأخذه لمستشفى خاص. تواصلنا مع المفوضية مرارا بشأنه، لكن لم نحصل على رد".

توفي أحمد في مصحة الخضراء في طرابلس وحيدا، بعيدا عن عائلته وأقاربه.

"مماطلة بالملف"

بالنسبة لعبد الله، المفوضية تتحمل جزءا من تلك المأساة. "أحمد نال موافقة لإعادة توطينه في كندا. لماذا كانوا يماطلون بملفه. لقد توجهت بالفعل ست حالات إعادة توطين من ليبيا إلى كندا بعد انتشار الجائحة، واحدة في كانون الأول/ديسمبر 2020 وثلاثة في كانون الثاني/يناير 2021 ورحلتين في شباط/فبراير 2021، نحن متأكدون من تلك المعلومات، أعرف بعضا من الأشخاص الذين سافروا على متن تلك الرحلات".

منذ أن تم تشخيص مرضه بالقلب، لم يتمكن أحمد من مزاولة أي من الأعمال التي يقوم بها المهاجرون عادة في ليبيا (أعمال يومية تتطلب جهدا جسديا كبيرا)، وبات ملازما لمنزله "تسيطر عليه حالة من اليأس"، حسب تعبير أصدقائه.

دفن أحمد بحضور عدد من أصدقائه في مقبرة صغيرة مخصصة للمهاجرين بطرابلس بصمت، لم يكن للراحل أي عائلة أو أقارب ليحزنوا عليه أو يقيموا له عزاء مناسبا. وفاة المهاجر اليمني بتلك الطريقة تعيد طرح السؤال الرئيسي حول قضية المهاجرين في ليبيا، متى ستنتهي تلك المآسي ويتم إيجاد حلول لتلك الفئة، في ظل حرب مزقت البلاد ووضعتهم أمام مصير مجهول.