لقاء العدد مع سفير جمهورية العراق لدى كندا د. وديع بتي

في لقاء العدد الذي أجراه رئيس تحرير صحيفة عرب كندا م. زهير الشاعر مع سعادة سفير جمهورية العراق  لدى كندا د. وديع بتي، الذي رحب بهذا اللقاء، وقد أجاب على كل أسئلتنا بدون تحفظ وبرحابة صدر وبجرأة وثقة عالية وصراحة كبيرة وبتفاصيل حصرية تنفرد بها صحيفة عرب كندا، كما أنه وفّر لنا  كل وسائل الراحة لإتمام هذا اللقاء الحصري وإنجاحه.

س. بداية نود أن نشكركم سعادة السفير على إتاحة الفرصة لنا لعمل هذا اللقاء معكم ..  نرجو من سعادتكم التكرم بتعريف القارئ العربي في كندا  بك كسفير للدولة العراقية لدى كندا.
ج. شكراً جزيلاً لحضوركم ، وتحية إلى كل قراء عرب كندا الكرام، ونتمنى لهذه الصحيفة الوسطية الباحثة عن المعلومة الدقيقة كل التوفيق والنجاح والتألق الدائم .. أنا الدكتور وديع بتي سفير العراق لدى كندا، أحمل درجة الدكتوراه في الفيزياء النووية ، وعملت في جامعة الأنبار وفي عدة كليات منها لمدة تسع سنوات ثم انتقلت للسويد قبل سقوط النظام السابق عام 2001 ، عشت في السويد لمدة تسع سنوات ثم عدت للعراق ثم التحقت بالخارجية العراقية كسفير، وتعتبر كندا هي البعثة الرابعة التي أتولى مسؤوليتها منذ التحاقي بالعمل الدبلوماسي.
س. هذا يعني انكم غيرتم التخصص التعليمي بالكامل وعدتم للعراق بعد سقوط النظام السابق كسفير، وأن كندا لم تكن محطتكم الأولى في رحلة عملكم الدبلوماسي. 
ج. هذا صحيح، ولكني عملت في البداية كأستاذ جامعي في العراق ، ثم عملت لفترة محدودة في السويد كموظف في شركة الفولفو، وانا أيضاً كاتب، حيث كنت أكتب مقالات تتناول قضايا البيئة، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وقضايا تتناول حقوق الإنسان والأقليات والشأن السياسي، وكنت أنشر ما أكتبه في الصحف السويدية والعربية ، ويبدو أن ما كنت أكتبه قد ترك صدى ولفت الأنظار لي من قِبَل السلطات العراقية، لذلك تم استدعائي للعراق عندما تقرر رفد وزارة الخارجية بكفاءات جديدة.
وكما تعلم بأنه بعد عام 2003  أصبح هناك نقص في الكادر الدبلوماسي في الخارجية العراقية لأن أغلب الكادر الدبلوماسي في حينه خاصة الذين كانوا في الدرجات العليا كسفراء مرتبطين بالنظام السابق، لذلك كان من الضروري ملئ هذه الشواغر بالسرعة الممكنة لأن العراق كان لابد أن ينفتح دولياً وأن يٌقَدَم للعالم في ثوبه الديمقراطي الفيدرالي الاتحادي  الجديد.
 هذا وقد تبلور في حينه موقف في مجلس النواب العراقي على أساس أن يتم اختيار نخبة من الكفاءات لغرض تبوء منصب سفير في وزارة الخارجية ، وتم ترشيحنا وكنا حوالي خمسون مرشحاً وتم التصويت على أسمائنا في مجلس النواب، ومن بعدها باشرنا مهامنا في وزارة الخارجية عام 2009 ، وبعد عدة أشهر تم إبتعاثنا على البعثات الدبلوماسية، فتوليت لأول مرة المسؤولية لبعثة العراق في العاصمة الفلبينية مانيلا ومكثت هناك لمدة ثلاث سنوات، ثم إنتقلت للعمل كسفير للعراق في مدريد لسنتين ونصف، ثم لسيؤول لمدة سنتين ثم عدت للعراق وتبوأت منصب رئيس دائرة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية وذلك لمدة سنة ونصف، ثم أخيراً سفيراً للعراق في كندا.

 

 أما بخصوص تغيير المهنة ، فأنا لا أعتقد بأنني غيرت مهنتي، حيث أن الدبلوماسية في العصر الحديث ليست فقط أن تتكلم وتكون متخرجاً من العلوم السياسية، لأن الديبلوماسي  برأيي هو من يستثمر أدواته من أجل الربح لصالح بلده، وممكن لأي شخص مهما كانت مهنته أن يكون أفضل سفير لبلده إذا تواجد في المكان الصحيح الذي يمكنه استثمار قدراته فيه لتحقيق مكاسب لوطنه، ويحضرني الأن قصة هنري كيسنجر في نهاية التسعينات عندما كتب كتاب بعنوان "الأسلحة النووية والدبلوماسية"، وهذا الكتاب في الحقيقة هو الذي لفت نظر الخارجية الأمريكية لشخص هنري كيسنجر ليصبح فيما بعد من أهم أعمدة الدبلوماسية العالمية. 
الأن في السياسة العالمية تُعقد الكثير من القمم الدولية، كقمة المناخ وقمة الأمن النووي وهناك قمم عن التجسس الالكتروني، وقمم في الاقتصاد وحقوق الانسان وهذه القمم أصبحت تحتاج بلا شك إلى قدرات متعددة وإلى تنوع التخصصات للخروج بأفضل النتائج.  
س. بما أن سعادتك تدرجت في عدة مناصب دبلوماسية في دول مختلفة ، وهذا بعد فترة كفاح حياتية ونشاط سياسي كمعارض للنظام السابق ، كيف وجدتم فرصة العمل في كندا والعمل في الدول الأخرى؟، و هل واجهتم تحديات مختلفة  سواء على المستوى الشخصي أو المستوى المهني في هذه الدول مقارنة بكندا؟
ج. في تقديري أن كل بيئة لها خصوصيتها ، والعمل الدبلوماسي هو نفس العمل أينما نذهب وان اختلفت الأماكن، لكن علينا كدبلوماسيين قبل أن نذهب لأي بلد أن نعرف ماذا يريد هذا البلد المضيف من بلدنا وماذا يريد بلدنا من هذا البلد المضيف، لأن الأجندات تختلف من بلد لأخر، وبرأيي، أن السفير يحتاج حتى ينجح أو يحقق الهدف المطلوب أن يكون مؤمناُ بأنه يمثل جسراً للتواصل ما بين بلده والبلد المضيف ،  وأهم خطوة لتحقيق ذلك وحتى يبدع فيما يعمل به،  يجب عليه أن يحب البيئة التي يعمل فيها ، كما يجب عليه أن يتأقلم مع المستجدات، ولذلك عندما يسألونني أي مكان كان أفضل ضمن الأماكن التي ذهبت اليها أجد صعوبة في الإجابة لأنني احببت كل مكان عملت فيه.
س. تعرض العراق لأزمات داخلية كثيرة منها محاولة انفصال شمال العراق، بالإضافة الى الكثير من التحديات الأمنية ، كيف تنظرون للوضع العراقي اليوم خاصة من الناحية السياسية والاقتصادية وفرص الاستثمار هناك؟ 
ج. العراق كأي بلد يواجه تحديات ، ولكن التحديات التي تواجه العراق ليست فقط داخلية ، ولأن العالم أصبح قرية صغيرة، فنحن محاطون بواقع اقليمي وواقع دولي ومن الطبيعي أن نتأثر به ونؤثر عليه، والعراق منذ عام 1980 وحتى اليوم عاش مرحلة غير مستقرة بسبب الأزمات المتتالية نتيجة الحروب والمشاكل التي زج بنا فيها  النظام السابق، كما أن الحرب ليست مجرد قتال بين طرفين، حيث أن الحروب تؤثر على كل شيئ وتجلب عدم الاستقرار وأثارها كثيرة ومدمرة بطبيعية الحال وتمتد لسنوات.
أيضاً لا ننسى أن العراق واجه سنوات عديدة من الحصار الذي أنهك البلد وفصل العراق عن العالم الخارجي في فترة التسعينات، وبعد عام 2003 كان سقوط النظام السابق وبناء عراق جديد، وعلى أثره بدأنا في تأسيس دولة ديمقراطية منشودة يحكم فيها الصندوق الانتخابي، وهذا الخيار الديمقراطي  يتطلب وقتاً لإرسائه لأن الديمقراطية ليست جرعة يمكن أخذها لنرى نتائج فورية .
س. في تقدير أن المواطنين تتطلع اليوم لكي ترى استقراراً سياسياً ونمواً اقتصادياً  في العراق، فهل تعتقدون أن العراق مازال غير جاهز لاستقطاب المستثمرين والزوار؟
 ج. بالتأكيد التحديات التي عانينا منها وخاصة الإرهاب الذي تبنته داعش، قد أثرت على المناخ السياسي والاقتصادي، إلا أن هناك بعض المناطق بقيت تتمتع بالاستقرار والنمو وهناك شواهد كثيرة على ذلك.
أما بالنسبة لفرص الاستثمار في العراق فهي موجودة على الدوام، حيث أن هناك كم متراكم من الفرص بسبب الأحداث التي مرت على العراق من حروب وحصار التي إمتدت لما يزيد عن 25 سنة، مما جعل العراق يحتاج إلى إنشاء ألاف المدارس ومئات المستشفيات، وتعبيد ألاف  الكيلومترات من الطرق، وبناء ملايين الوحدات السكنية، وترميم البنى التحتية، هذه كلها فرص ذهبية للمستثمرين. 

س. لكن هناك تساؤلات تتبادر إلى ذهن المستثمرين ، فهل تعتبر أن البيئة الأمنية آمنة للاستثمار؟!، وهل ما يسمعون عنه من فساد قد يؤثر على مصالحهم هناك؟ ، أيضاً هل بالإمكان أعطاء رسالة تطمئن المستثمرين المعنين  وتشجيعهم على الاستثمار في العراق؟
ج. هناك مقولة اقتصادية تقول "رأس المال جبان"،  لكن في نفس الوقت المستثمر دائماً  يبحث عن الربح الأعلى ، وهامش الربح الأعلى غالباً ما يكون مرتبطاً ببعض المخاطر، لذلك في تقديري كسفير أرى أن هناك مبالغة في تصوير الوضع الأمني في العراق على أساس أنه يحد من فرص الاستثمار .. وحتى نكون واقعيينيجب أن ندرك أن كل ما يحصل في العالم هو مرتبط بالاقتصاد،  ولذلك أرى أن عملية الصراع الاقتصادي في الاقليم وعلى المستوى الدولي لربما يكون العراق أحد ضحاياها عن طريق تعطيل الاستثمار به، ولكن لا يجهل هذا أن هناك أيضاً أسباب ذاتية، وعلى سبيل المثال النظام البنكي في العراق يحتاج إلى تعديل ، وكذلك الروتين والبيروقراطية تنفر المستثمرين، والفساد أيضاً يجعل المستثمر في حالة تردد وتخوف، ولو توفرت بيئة نظيفة وآمنة وصحية لن يتحجج المستثمر بوضع أمني وغيره وهذا ما نتمناه وفي تقديري أن الجميع يعمل من أجل تحقيقه، حيث العراق بلد كبير والفرص فيه كثيرة وممتدة وغير محصورة في منطقة واحدة. 
س. كما تعلمون بأن كندا هي بلد متعدد الثقافات ، كيف وجدتم تأثير ذلك على تجربتكم كسفير للعراق بلد الحضارة العريقة منذ مجيئكم اليها حتى يومنا هذا، وماذا تودون قوله للجالية العربية بوجه عام والجالية العراقية على وجه الخصوص؟ 
ج. كندا من الدول التي نعتز بتجربتها في كل المجالات، ونحتاج للاستفادة من تجربتها الفيدرالية على سبيل المثال، وكيفية تعاملها مع التحديات ما بين الأقاليم، أيضاً علينا الاستفادة من التجربة الديمقراطية الكندية، أنا بالفعل مهتم جداً باستثمار فترة خدمتي كسفير للعراق لدى كندا ونقل ما أمكن من الإمكانيات والتجارب الكندية إلى العراق،  وهناك جالية عربية كبيرة، حيث أن الجالية العراقية على سبيل المثال تزيد عن  200 الف عراقي ، وقد التقيت بأعداد كبيرة منهم، ونشجعهم على الداوم على أن يكونوا مواطنين كنديين فاعلين ومخلصين بكل معنى الكلمة. 
س. كما تعلمون بأن موضوع الاندماج هو أمر بالغ الأهمية لخدمة القضايا العربية والحفاظ على هويتها ، كما أن هناك تحديات تواجه الجاليات  العربية فيما يتعلق بالانعزال والخوف من الاندماج مع المجتمعات التي يعيشون فيها ، فماذا تودون القول فيما يتعلق بهذا الموضوع؟وهل تعتقدون ان فكرة الاندماج لوحدها كافية ؟
ج. من خلال تجربتي كلاجئ في السويد، أستطيع القول بأنه لا يستطيع الإنسان أن يعيش في بلد أخر إلا لو اندمج فيه، لأنه بدون الاندماج سيبقى يعاني من العزلة والإحساس بالغربة في واقعه الجديد وبذلك لن يستطيع أن يكون فاعلاً ومنتجاً في مجتمعه، الانعزال هو عملية انتحار بطيء لذلك لابد من أن يكون لدى الفرد إستعداد لمواجهته الذاتية أولاً من خلال الإنخراط في المجتمع الذي يعيش فيه.
أيضاً هناك مسؤولية بلا شك تقع على عاتق الدولة المضيفة، حيث أن يتوجب عليها أن تستفيد من القدرات البشرية من القادمين إليها، واستثمار الإمكانيات المتوفرة لديهم وتسخيرها لخدمة المجتمع  بدلاً من أن تكون معطلة ومتواكلة، حيث أن الاندماج عملية تتم من طرفين، من الدولة المضيفة والمهاجر، وليس من الحكمة أن يكون من طرف واحدفقط.
س. في ظل التحديات التي تواجه العالم والعراق على وجه التحديد كالإرهاب، ومحاولة  الاستقطاب التي تتم من قِبل المتطرفين خاصة للمقيمين بالخارج، بماذا تنصحون أبناء الجالية العربية بوجه عام وابناء الجالية العراقية على وجه الخصوص ليحصنوا انفسهم من هذه التحديات؟
ج. الخطاب المتطرف هو خطاب منبوذ ومرفوض من كل المجتمع الدولي، ولا ينبغي أن يلصق بمجموعة معينة لأن التطرف لا دين له ولا قومية له، ولا عرقية له، الإرهاب هو عدم قبول الأخر، والخير هو حالة عامة والشر حالة خاصة، كذلك التطرف مهما كان نوعه هو نوع من الشذوذ في الفكر والسلوك.
نحن سعداء بأن نرى اليوم الغالبية من أبناء الجالية العربية منخرطين في مجتمعاتهم الجديدة ويتعايشون بكفاءة مع شركائهم في المجتمع ، لكن على الانسان أن لا يتحسس كثيراً في مجتمعه الجديد عندما يلاحظ نوعاً من الحذر في التعامل معه من قبل الأخرين لأنه في البداية يكون مجهولاً بالنسبة لهم وهذا أمر طبيعي، وعلى الإنسان أن يتعايش ويندمج مع مجتمعه الجديد ويبادر بكسر الحواجز النفسية والتعرف على الأخرين وتعريف الأخرين به.
س. فيما يتعلق بالعلاقات العراقية الكندية ، كيف تنظرون للعلاقة السياسية والاقتصادية بين العراق وكندا؟  
ج. نعتبر كندا من الدول الصديقة جداً للعراق، وموقف كندا من العراق خاصة بعد العام 2003 كان دائماً موقفاً مؤيداً داعماً  ومسانداً للعراق، وقد قامت كندا ولا زالت ، بعدة مشاريع وعدة برامج فيما يتعلق بمجال تدريب وتطوير الكفاءات والخبرات  العراقية، كما ساهمت في مكافحة الإرهاب من خلال مشاركتها في التحالف الدولي ضد الإرهاب ، ايضاً كندا تقود بعثة الناتو في العراق لتدريب قوات الشرطة والقوات العراقية، وهناك أيضاً برامج انسانية لكندا في مجال مساعدة المهجرين قسراً بسبب عصابات داعش الإجرامية، ونستطيع القول بأن العلاقات مع كندا علاقات متينة وقوية ونحن سعداء بذلك، ومنذ أيام سمعت منهم بأنهم مستمرين في دعم العراق ولن يتركوه، ونحن نطمح للمزيد  وأعتبر أن من أولوياتي كسفير هو العمل الجاد على تطوير العلاقات  الاقتصادية مع كندا.
س. ما الأشياء التي تعملون عليها اليوم وتطمحون لتحقيقها على مستوى العلاقات الكندية العراقية؟ 
ج. أهم شي بالنسبة لي هو رفع الميزان التجاري بين كندا والعراق، حيث يقدر التبادل التجاري الحالي مع كندا بحوالي 200 مليون دولار، وهذا يعتبر لا شيئ بالنسبة لعمق وقوة العلاقات بيننا ، حيث أن العلاقات مع كندا تأسست في العام 1961، والسنة القادمة سنحتفل بالذكرى الستين لإقامة العلاقات بين العراق وكندا.
لذلك نرى أن تطوير العلاقات الاقتصادية وتشجيع الشركات الكندية للذهاب إلى السوق العراقية والاستثمار في العراق هو من أولويات عملنا، لأن هذا سيحقق قفزات طويلة في العلاقات، بالإضافة إلى تطوير العلاقات الثقافية وزيادة عدد الطلاب العراقيين من خلال عمل مذكرات تفاهم مع الجامعات الكندية، وتوأمة بين المدن العراقية والمدن الكندية لتبادل الخبرات، كما نطمح ايضاً لتوقيع مذكرة للمشاورات السياسية لتبادل الأراء فيما يحدث في المنطقة خاصة وأن كندا مهتمة جداً بما 
يحدث من تطورات في منطقة الشرق الأوسط. 
س. كندا أصبحت أكثر اهتماماً فيما يتعلق بالتطورات على الساحة العربية بشكل عام، وكما تعلمون بأن كندا الأن تتطلع لدعم جميع الأطراف للحصول على مقعد في مجلس الأمن في الدورة القادمة ، أين العراق من هذا وهل سيعمل العراق مع دول عربية أخرى لدعم هذا التوجه؟
 ج. بدون أدنى شك يسعدنا أن نرى كندا عضواً غير دائم في مجلس الأمن ومن المؤكد أن الموقف الذي نتبناه سنروج له مع الأشقاء وهو موقف داعم، ومن الطبيعي أن كل بلد يبني موقفه بناءً على مصالحه.
س. كيف ترون السياحة في العراق اليوم، وماذا تقولون لأبناء الجالية العربية بهذا الخصوص من خلال صحيفة عرب كندا؟
ج. السياحة قطاع مهم جداً ونعتبره في العراق نفط أخر، فالعراق يتمتع بمقومات السياحة المتنوعة، فلدينا سياحة دينية، وتاريخية ، وثقافية، وطبيعية، لكنها تحتاج إلى تطوير، وهنا أؤكد على إمكانية الاستثمار في قطاع السياحة،  فهناك فرص كبيرة جداً في هذا المجال، ووجود بعض التحديات الأمنية لا يمنع من الاستمتاع بما لدينا من أماكن سياحية جاذبة، وهناك كثيرون يتنقلون داخل العراق ويستمتعون بما فيها من أماكن سياحية متنوعة، وأؤكد هنا بأن الوضع لأمني ليس بالسوء الذي نسمع به.  
س. تم اختيار العراق متمثلاً بسفارته في كندا لرعاية أحد البرامج مع وزارة السلامة العامة  وهذا يعطي مؤشراً على عمق العلاقات بين العراق وكندا، وبدأ هذا الموضوع يأخذ حيز مهم من الاهتمام ، ومن خلال هذا المشروع هناك جزئية تخص الإعلام، هل تعتقدون ان الإعلام له دور فاعل في مواضيع مثل محاربة التطرف والإرهاب اينما وجد؟ 
ج. بالتأكيد للإعلام دوراً كبيراً جداً ورئيسي، فعندما تنشر المعلومة الصحيحة وتنشر فكرة القبول بالأخر فأنت تؤسس لمجتمع متناغم، لقد رحبت بهذا البرنامج والتقيت بمسؤولين في وزارة السلامة العامة وأبدينا لهم  استعدادنا التام للتعاون، الموضوع مهم لأنه يتعلق بجاليات عربية وأجنبية على الساحة الكندية، وهو يعزز السلم المجتمعي بين أبناء الجاليات وبعضهم، وبين الجاليات والمجتمع الكندي، هي عملية تعمل باتجاهين وتمثل أمر بالغ الأهمية.
س. أخيرا ما رأيكم بصحيفة عرب كندا؟
ج. أعتبر نفسي قريباً من الإعلام، وأرى أن أي وسيلة إعلامية تؤدي رسالة عظيمة، لأنها تعتبر وسيلة لنقل المعلومة للمتلقي، وطالما أن هذه الوسيلة تتمتع بالمهنية والرصانة والحرص على أداء هذه الرسالة بالمجمل تستحق كل التقدير والاحترام، نحن نريد لهذه الوسيلة الرصينة والمهنية أن تنتشر وتشيع  لأنها تعمل على تبصير المتلقي بالمعلومة،  وهذه عملية مهمة جداً لمحاربة الفكر المتطرف والهدام والإقصائي، وهذه هي مهمتنا جميعاً.
س. نشكركم سعادة السفير على سعة صدركم وحسن استقبالكم ونتمنى لكم كل التوفيق في مهامكم كسفير لدولة العراق لدى كندا.
ج. ونحن بدورنا نشكركم على الحضور، صحيفة عرب كندا عزيزة علينا،  ويسعدنا أن نتعاون ونبقى على تواصل معكم .