في ظل تحديات عالمية واقتصادية تواجه مختلف المجتمعات وتواجه بلداننا العربية، وخاصة ما يدمي قلوبنا جميعاً نتيجة ما يحصل في غزة الحبيبة، غزة التي فقدنا فيها أعز الأحباب وأغلى الناس على قلوبنا، يأتي مهرجان الأعمال العربي ليقدم نموذجًا استثنائيًا يجمع بين تعزيز الهوية العربية وتقديم منصة متكاملة لدعم رواد الأعمال والمشاريع الطموحة.
مهرجان يرسخ الهوية رغم التحديات
في يونيو القادم، وبالتحديد أيام الجمعة والسبت والأحد الموافق 20، 21، 22، سيستضيف أكبر وأهم مركز فعاليات في العاصمة الكندية أوتاوا وأكثرها شهرة، EY Centre، أضخم حدث يجمع بين الثقافة وريادة الأعمال. سيشهد المهرجان مشاركة واسعة من المؤسسات الخيرية والثقافية والتعليمية والمالية وخبراء العقارات والقروض، بالإضافة إلى أصحاب الأعمال الرائدة، إلى جانب العاب متميز للأطفال ومساحة مريحة للأسر وفنانين كبار من أصحاب الرؤى الوطنية.
ورغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تعصف بنا، سيثبت هذا المهرجان أن الجالية العربية في كندا هم عناوين إبداع وعشاق حياة، وأصحاب هوية، متمسكون بالقضية، متطلعون إلى مستقبل أكثر إشراقًا.
رؤية وإرادة تتحدى الواقع
تنبع فكرة المهرجان من رغبة حقيقية في خلق فضاء يجمع بين الريادة الاقتصادية والثقافة العربية الأصيلة، وتأكيد على مكانة الجالية العربية في المهجر. يسلط المهرجان الضوء بطريقة إبداعية فريدة على إمكانيات الجالية وقدراتها ورغبتها في التطور والاندماج والنجاح في المهجر.
فرغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم وكندا بالتحديد، وخاصة فيما يتعلق بالتحديات الاقتصادية والتغيرات الاجتماعية، يواصل المهرجان السير بخطى ثابتة نحو ترسيخ حضوره كمنصة تجمع الطموح والتميز، ليكون جسرًا بين الثقافة والتراث العربي من جهة، وريادة الأعمال والابتكار من جهة أخرى.
هوية راسخة تجمع الأعمال والثقافة
لا يقتصر المهرجان على كونه حدثًا تجاريًا فحسب، بل يمثل فرصة لتعزيز الهوية الثقافية العربية في بلاد الاغتراب. من خلال المشاركات التفاعلية والفقرات الجامعة بين التراث الوطني والهوية في المغترب، يجد الزوار أنفسهم في قلب تجربة عربية تجمع بين الفن والتراث والابتكار.
كما يتيح المهرجان للزوار الاطلاع على ما يتمتع به أبناء الجاليات العربية والإسلامية من قدرات إبداعية، سواء في مجالات الأعمال أو من خلال مواقعهم في المؤسسات الرسمية. إنها رسالة واضحة بأن التمسك بالهوية لا يتعارض مع مواكبة التقدم والنجاح، بل على العكس، يشكل حافزًا لتحقيق التميز والريادة.
الشراكات والدعم المجتمعي
يكمن سر نجاح المهرجان في التعاون المثمر بين المؤسسات التجارية والثقافية، مما يؤكد على أهمية توحيد الجهود لدعم المجتمع. دعم الشركات والمؤسسات الراعية يعكس مدى إيمانها بأهمية خلق بيئة تشجع على التعاون والنمو الاقتصادي، مع التركيز على إبراز الوجه الحضاري والثقافي للجالية العربية في المهجر.
حاضنة جميلة ورسالة واضحة
في إطار سعيه لتعزيز الهوية العربية، يؤكد المهرجان على عدم المنافسة مع أحد، بل يدعو الجميع للتكاتف والعمل المشترك من أجل صورة عربية مشرقة ومشرفة تليق بالهوية الثقافية. ومع تزايد الإشادات والرغبة بالمشاركة، يتوقع المنظمون تزايد أعداد الزائرين عامًا بعد عام، حيث يعكس ذلك مدى اهتمام الجاليات العربية بتعزيز وجودها الثقافي والاقتصادي.
مستقبل مشرق رغم التحديات
هذا وسيكون في ختام فعاليات المهرجان، حيث سيبقى مهرجان الأعمال العربي عنوانًا للتفاعل والعطاء والإبداع والنجاح. فهو ليس مجرد حدث عابر، بل هو فكرة إبداعية تهدف إلى أن تكون مشروعًا مستدامًا رغم التحديات ومحاولات التشويش والتشويه. هذه المحاولات لن تثنينا، بل ستزيدنا قوة وإصرارًا على المضي قدمًا.
إن هذا الدافع القوي يدفعنا نحو التجدد بروح التفاؤل والعمل الجاد. وبفضل الإرادة الراسخة والجهد المتواصل والدعم الصادق والأمين والعمل الدؤوب، سيواصل المهرجان السير والمضي قُدماً نحو مستقبل أكثر إشراقًا وإبداعًا في خلق الأفكار وتنوعها، معززًا الهوية ومؤكدًا على قدرة العرب في بلاد الاغتراب على الاندماج والإبداع والتميز والتأثير، رغم كل التحديات.
في الختام ، يبقى مهرجان الأعمال العربي نافذة تفتح الأمل في وقت تسوده التحديات، مجسدًا قصة نجاح وإصرار على الحفاظ على الهوية العربية، مع السعي نحو مستقبل أكثر إشراقًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة.